باتت الاستهانة بحياة المرضي أمرا طبيعيا.. وكأن هذا المريض لا يملك أي حق في الحياة. وكأنه بمرضه قد فقد آدميته ليتم التعامل معه كشيء بلا قيمة.. وكأنه بمرضه قد فقد آخر فرصة ليحيا حياة كريمة ويظل مسلسل الاهمال في المستشفيات الحكومية مستمرا متسببا في بعض الأحيان في حدوث مضاعفات خطيرة للمرضي وفي أحيان كثيرة لوفاتهم وقصة إيمان شعبان رسالة قصيرة لوزيرة الصحة يوجهها إليها شقيقها صالح قائلا: دخلت شقيقتي ايمان مستشفي أبوحمص التابع للتأمين الصحي لإجراء جراحة الزائدة الدودية وكأي عملية تم اعطاؤها حقنة بنج ولكن الجرعة كانت زائدة وأدت إلي فقدانها الوعي ودخولها في غيبوبة تامة وأمام تدهور حالتها قمنا بنقلها إلي مستشفي السعد التخصصي بالإسكندرية وجاء تقرير المستشفي عن حالتها كالصدمة بالنسبة لنا حيث أثبت ان ايمان حضرت إلي المستشفي وهي تعاني من ما بعد توقف عضلة القلب وفشل بوظائف التنفس وصدمة بالدورة الدموية وتشنجات مستمرة بالإضافة إلي التهابات بالصدر ونقص بالأكسجين وانخفاض بالوعي وتم وضعها علي جهاز تنفس صناعي واعطاؤها العلاج اللازم وعمل شق حنجري لايمان وبعد استقرار حالتها أمكن رفعها من جهاز التنفس الصناعي ورفع الشق الحنجري. يكمل صالح حديثه وقع علينا التقرير الطبي عن حالة شقيقتي كالصاعقة فلمجرد اهمال طبيب في تقدير كمية البنج اللازمة لمريضة دخلت في دوامة لا يعلم نهايتها سوي الله لم نتنفس الصعداء إلا بعد خروج ايمان من وحدة العناية المركزة بعد تحسن حالتها واستقرارها إلي حد ما إلا أن الأزمات الصدرية باتت ملازمة لايمان وعليها تحمل الأمر وكأن دخولها مستشفي حكوميا ذنب اقترفته أناشد وزيرة الصحة اصدار تعليماتها بالتحقيق في تلك الواقعة ومحاسبة المسئولين عن هذا الاهمال الجسيم حتي لا يتكرر مستقبلا مسببا الوفاة بدلا من أزمة صدرية.