كلام يبقي

»السي فيه« هو سجل شخصي يتناول السيرة الذاتية والعلمية والخبرات والمهارات التي تحدد كفاءة الناس وتميزهم عن بعضهم من حيث الجدارة لتولي أي عمل من الأعمال.
واخشي ما أخشاه أننا ربما نري قريبا بعض هذه السجلات وقد كتب اصحابها ضمن مؤهلاتهم أنهم كانوا في ميدان التحرير يوم 25 يناير وما بعدها أي باختصار انهم من »الثوار«، الذين شاركوا في كل الأحداث المتعلقة بهذه الحقبة.
أرجوك تابع وراقب بدقة أحاديث كل الضيوف في الفضائيات والذين يتحينون الفرصة لتأكيد انهم كانوا من الثوار!!
ناهيك عن الألقاب الكثيرة التي تسبق اسماء أصحابها مثل ناشط حقوقي أو ناشط سياسي أو رئيس ائتلاف أو جبهة أو حزب أو جمعية اجتماعية أو حقوقية.. واعتقد واثقا أن تلك الظاهرة اصبحت تحظي بنوع من التندر والكراهية والبغض من جانب كل المواطنين خاصة من اطلقوا عليهم حزب الكنبة وهو الحزب الحقيقي الوحيد في مصر الذي يضم ملايين الكادحين من أبناء شعبنا الطيب الصبور.
هذا الشعب الذي اصبح يئن ويتوجع ويشعر بالمرارة وهو يستمع أو يشاهد هؤلاء الذين اصبحوا تجارا للثورات ورموزا لوطنية زائفة لا تخفي علي فطنه المصريين.
ثوار ونخبة كل مؤهلاتها انها جلست لعدة ساعات داخل صينية ميدان التحرير!! نخبة تدرك انها سرقت دماء الشهداء الأبرياء من خيرة شباب مصر الذين حملوا شعار التغيير والحلم بمصر الجديدة تتحقق فيها العدالة والكرامة والعيش الكريم.
حلم سرعان ما تبدد بعد ان خرجت عصابة الإخوان من حجورها.
ولان شر البلية ما يضحك فإننا مطالبون جميعا بدور اكبر من توعية شبابنا بأن الثائر الحقيقي هو من يبني ويعمل.. يكد ويجتهد بعيدا عن تجارة الثورات!!
وعلي فكرة أنا كنت بايت في ميدان التحرير!!