معلمو الحصة فوق 45 عامًا يُطالبون بتقنين أوضاعهم وتقدير جهودهم    النيابة تعاين منازل المتضررين بسبب تسريب الصرف الصحى بسوهاج    وزير التموين يلتقي بعض أعضاء مجلسي النواب والشيوخ    وزير الخارجية ونظيره الأيرلندي يؤكدان على ضرورة عدم الانشغال عن الأوضاع الكارثية فى غزة    وزير الخارجية يجري اتصالين هاتفيين بنظيره الإيراني ومبعوث الرئيس الأمريكي    اتحاد تنس الطاولة يعلن تشكيل الأجهزة الفنية الجديدة للمنتخبات    حبس المتهم بقتل سائق ب«جنزير» بسبب خلافات جيرة بشبرا الخيمة    أهل الفن يتضامنون مع هند صبري بعد المطالبة بترحيلها: مصرية وطنية بامتياز    الشيخ خالد الجندي يروي قصة بليغة عن مصير من ينسى الدين: "الموت لا ينتظر أحدًا"    من سرقة بنك إلى المونديال.. الحكاية الكاملة لصن داونز وملهمه يوهان كرويف    خاص ل "الفجر الرياضي" | ريال مدريد سيوقع مع هذا اللاعب عقب المونديال (مفاجأة)    الجيش الإسرائيلي: إيران أطلقت 400 صاروخ حتى الآن    التعليم العالى تعلن فتح باب التقدم للمنح المصرية الفرنسية لطلاب الدكتوراه للعام الجامعى 2026    "فوربس" تختار مجموعة طلعت مصطفى كأقوى مطور عقاري في مصر    نائب محافظ الدقهلية يتفقد الخدمات الصحية وأعمال التطوير والنظافة بمدينة جمصة    مصرع شاب في حادث دراجة بخارية بالمنيا    بحضور أسر الصحفيين.. عروض مسرح الطفل بقصر الأنفوشي تحقق إقبالًا كبيرًا    رصاصة غدر بسبب الزيت المستعمل.. حبس المتهم بقتل شريكه في الفيوم    "أكبر من حجمها".. محمد شريف يعلق على أزمة عدم مشاركة بنشرقي أمام إنتر ميامي    رئيسة «القومي للبحوث»: التصدي لظاهرة العنف الأسري ضرورة وطنية | فيديو    قرار مهم من "التعليم" بشأن سداد مصروفات الصفوف الأولى للعام الدراسي 2026    «البحوث الإسلامية»: الحفاظ على البيئة واجب شرعي وإنساني    تخصيص بالأسبقية.. مواعيد الحجز الإلكتروني لشقق صبا بأرقام العمارات    افتتاح مشروع تطوير مستشفى الجراحة بتكلفة 350 مليون جنيه بالقليوبية    "الحرية المصري": نخوض الانتخابات البرلمانية بكوادر على غالبية المقاعد الفردية    بدء الجلسة العامة للبرلمان لمناقشة الموازنة العامة    محافظ أسيوط يستقبل السفير الهندي لبحث سبل التعاون - صور    درة تحتفل بتكريمها من كلية إعلام الشروق    في ذكرى وفاة الشعراوي.. 7 معلومات مهمة عن إمام الدعاة يكشف عنها الأزهر للفتوى    "المدرسة البرتغالية".. نجم الزمالك السابق يطلق تصريحات قوية بشأن الصفقات الجديدة    معهد ستوكهولم: سباق تسليح مخيف بين الدول التسع النووية    محافظ المنيا يُكرم مديرة مستشفى الرمد ويُوجه بصرف حافز إثابة للعاملين    نجاح طبي جديد: استئصال ورم ضخم أنقذ حياة فتاة بمستشفى الفيوم العام    عرض غنوة الليل والسكين والمدسوس في ختام الموسم المسرحي لقصور الثقافة بجنوب الصعيد    مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير يواصل تألقه بعرض خاص في القاهرة    التعليم العالي: جهود مستمرة لمواجهة التصحر والجفاف بمناسبة اليوم العالمي    تأجيل محاكمة متهمين بإجبار مواطن على توقيع إيصالات أمانة بعابدين    شملت افتتاح نافورة ميدان بيرتي.. جولة ميدانية لمحافظ القاهرة لمتابعة أعمال تطوير حى السلام أول    محافظ أسوان يشيد بجهود صندوق مكافحة الإدمان فى الأنشطة الوقائية    المرور تحرر 47 ألف مخالفة متنوعة خلال 24 ساعة    CNN: ترامب يواجه ضغوطا متعارضة من إسرائيل وحركته الشعبوية    هشام ماجد يسترجع ذكريات المقالب.. وعلاقته ب أحمد فهمي ومعتز التوني    التعليم الفلسطينية: استشهاد أكثر من 16 ألف طالب وتدمير 111 مدرسة منذ بداية العدوان    زيلينسكي: روسيا هاجمتنا بالطائرات المسيرة بكثافة خلال ساعات الليل    البحوث الفلكية: الخميس 26 يونيو غرة شهر المحرم وبداية العام الهجرى الجديد    دار الإفتاء: الصلاة بالقراءات الشاذة تبطلها لمخالفتها الرسم العثماني    "ليست حربنا".. تحركات بالكونجرس لمنع تدخل أمريكا فى حرب إسرائيل وإيران    وزير الرياضة يرد على الانتقادات: دعم الأهلي والزمالك واجب وطني.. ولا تفرقة بين الأندية    «الرعاية الصحية» تُعلن توحيد 491 بروتوكولًا علاجيًا وتنفيذ 2200 زيارة ميدانية و70 برنامج تدريب    مستشفيات الدقهلية تتوسع في الخدمات وتستقبل 328 ألف مواطن خلال شهر    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    ضبط 18 متهمًا بحوزتهم أسلحة و22 كيلو مواد مخدرة في حملة أمنية بالقاهرة    بدء التشغيل التجريبي لمستشفى طب الأسنان بجامعة قناة السويس    «أمطار في عز الحر».. الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الثلاثاء: «احذروا الشبورة»    بعد تلقيه عرضًا من الدوري الأمريكي.. وسام أبوعلى يتخذ قرارًا مفاجئًا بشأن رحيله عن الأهلي    الغردقة.. وجهة مفضلة للعرب المهاجرين في أوروبا لقضاء إجازاتهم    «لازم تتحرك وتغير نبرة صوتك».. سيد عبدالحفيظ ينتقد ريبيرو بتصريحات قوية    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ممدوح حمزة‏:‏ أداء حكومة الجنزوري سيعطيها الشرعية
نشر في الأهرام اليومي يوم 23 - 12 - 2011

مصر رايحة علي فين؟ لا أحد يعرف‏,‏ فالمشهد العام يبدو غامضا‏..‏ والصورة أكثر ضبابية‏,‏ وارتباكا‏..‏ أليس كذلك؟أمام مجلس الوزراء أحداث عنف, وتخريب.. مصابون وقتلي يتساقطون برصاص غادر لا أحد يعرف مصدره. استهداف متعمد لمؤسسات الدولة ومقتنياتها الأثرية في المجمع العلمي الذي ألتهمته السنة اللهب.. أنباء عن مخطط لإحراق مبني مجلس الشعب.. حالة من الخوف والقلق علي مدنية الدولة بعد فوز تيار الإسلام السياسي باكتساح في المرحلتين الأولي والثانية من الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. مجلس استشاري وليد في ظروف صعبة.. حكومة إنقاذ وطني لا تحظي برضا قطاعات كبيرة النخب وشباب الثورة.. ميدان التحرير أصابه الانقسام, واتسعت الفجوة بين ثواره وبين الشعب!!
من هنا حاورنا الدكتور ممدوح حمزة أمين عام المجلس الوطني المصري, والداعم الرئيس لحركة شباب6 إبريل.. طرحنا عليه كل القضايا, وإليكم التفاصيل:
كيف تري حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الدكتور كمال الجنزوري, وما الذي تتوقعه منها؟
وفقا للظروف التي تمر بها مصر, وفي ظل وطن محفوف بالمخاطر, وشعب علي شفا حرب أهلية, ووسط انحراف الجميع يجب أن نتمسك بمقومات الدولة, فنحن لم يعد لينا رفاهية الخيارات, وعلينا أن نصمد مع حكومة الجنزوري, لأنه ليس لدينا خيارات أخري إذا أردنا ألا تنهار مؤسسات الدولة.. ومن حيث المبدأ فإنني أوافق علي أن يكون هناك وزراء سابقين في حكومة الجنزوري حفاظا علي ذاكرة المؤسسة.. أما الوزراء الجدد فإنني لا أعرفهم, وبالنسبة للصلاحيات الممنوحة للجنزوري, والخاصة بتفويضه في صلاحيات رئيس الجمهورية, باستثناء القضاء والجيش فإنني أراها جيدة, ولكن المهم هو الأداء, والأداء نفسه هو الذي سيعطي الشرعية, ولكني سوف سأصاب بخيبة أمل إذا لم تعمل حكومة الجنزوري علي طرح مشروعات في مختلف الوزارات فورا لتشغيل العاطلين, وتحريك الاقتصاد المصري, ودفع عجلة الإنتاج, وتمويل هذه المشروعات من إلغاء دعم الطاقة للشركات التي تبيع منتجاتها بالسعر العالمي, كالاسمنت, والحديد, والأسمدة, والتي تقر قيمة دعم الطاقة لها بنحو60 مليار جنيه, وسحب جميع الأموال من الصناديق الخاصة بما لا يخل بالحقوق الأصيلة للعاملين, وعلي حكومة الجنزوري فتح منافذ بيع من الحقل والمصنع إلي المستهلك, بحيث تقوم الحكومة بدور الموزع حفاظا علي الأسعار, ومنع الاحتكار.
كما يجب علي حكومة الجنزوري تطهير الوظائف الهامة, والبنوك ممن أفسدوا الحياة الاقتصادية والسياسية, وكذلك يجب إصدار قوانين استثنائية وفق ظروف الثورة- لتوفير حماية جمركية للصناعة المحلية,ووضع عراقيل أمام استيراد المنتج الأجنبي الذي له بديل مصري, وعموما يجب دراسة فاتورة الاستيراد المصرية, بحيث يتم منع استيراد بعض المنتجات مثل الآيس كريم, وأغذية الحيوانات الأليفة, وإكسسوارات الفتيات,و المنتجات الجلدية.
ما تقييمك لأداء المجلس الاستشاري الذي قام المجلس العسكري بتشكيله مؤخرا ؟
المجلس لم يفعل شيئا حتي نحكم علي أدائه, هو فقط أصدر بيانا خلال أحداث مجلس الوزراء, كما أن طلباته معقولة, لكن ما هي آلية تنفيذ هذه الطلبات, وما لم يصدر المجلس توصيات بآليات تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور, وانتخاب رئيس الجمهورية فسوف يكون وجوده بلا داع, باختصار أنا أريد أن أعرف ماذا سيفعلون؟
ز س!!
كيف تقرأ أحداث مجلس الوزراء, وما أسفر عنها من قتل وتخريب؟
هناك انحراف شامل من الجميع.. بعض النخب أصبحوا دراويش يحملون مشاعل لأجندات أجنبية دون أن يدروا أو هم ضالعين فيها.. وهناك مشروع غربي لكي تستمر مصر خاضعة للإملاءات الأجنبية, وتفقد هدف من أهداف الثورة وهو استقلال وتحرير الإرادة المصرية.. وهناك انحراف من الإعلام, فقد فقدنا الإعلام المستقل, كما فقدنا أهم معيار في ميثاق شرف المهنة وهو الحياد, فأنا أعتبر الإعلام ضمير الأمة, وللأسف هناك أجندات واضحة. أيضا, انحرف المجلس العسكري عن حماية الثورة, أو حتي الحياد, ويؤسفني ما حدث من اعتداء علي المتظاهرين بالضرب المبرح, وقد رأينا حالة الغل والكراهية من جنود وضباط تجاه المتظاهرين, وما كان ذلك ليتم إلا بتوجيه معنوي ممنهج لبث الكراهية بين الجنود تجاه المتظاهرين والثورة, وربما تجاه الشعب المصري, كما حدث انحراف من الشعب الذي وقع تحت تأثير سيطرة الإعلام, وما يبثه من مواد تعمل علي شيطنة الثورة حتي أنه أصبح هناك كراهية من بعض فئات الشعب للثورة والثوار.
والحال كذلك, هناك انحراف من الثوار الذين فقدوا ترمومتر الإحساس بحجم الظهير الجماهيري لهم, وهذا يرتبط بالفترة الزمنية للاعتصامات, والمظاهرات, وكما هو معروف, فإن الشئ إذا زاد عن حده انقلب إلي ضده, بحيث كان يجب أن تكون هذه الفترة الزمنية للاعتصام مؤثرة, وليست منفرة لتحقق هدفها المنشود, كما أن الثوار لم يفطنوا إلي ضرورة استمرار دعم أعداد كبيرة من الشعب لهم, وكان يجب علي الثوار أن يطرحوا طلباتهم علي الحكومة, ويعطوها فرصة لتنفيذها, وإذا لم تستجب الحكومة لهم, يمكن أن يعودوا للتظاهر أو الاعتصام, حتي لا يسمحوا لمندسين بينهم للقيام بأعمال تخريبية أو إجرامية, و يسقط منا الضحايا, والمصابين, وكان يجب أن تمتزج العقلية الثورية بنوع من الذكاء الاجتماعي حتي يظل الثوار, والثورة, في مكانة مرموقة في عقل وقلب الشعب المصري.
الانتخابات البرلمانية
كيف تري المشهد الانتخابي في ضوء النتائج التي أسفرت عن التيار الإسلامي بأغلبية المقاعد ؟
المشهد رائع, والشعب ينتزع ديمقراطيته وشرعيته من خلال انتخاب أول برلمان بعد الثورة, وقد بدأنا خطوة نحو الديمقراطية, ويبدو من الإقبال الشديد علي الصناديق أن الشعب كان متعطشا لممارسة الديمقراطية, هي بالفعل خطوة مهمة علي الطريق, وإن كنت أتوقع بعض التشوهات بسبب محاولة التيار الإسلامي التأثير علي الكتلة التصويتية وتوجيهها, لكننا سنتعلم من الدرس, وأتوقع أن يكون لدينا نظام ديمقراطي بعد5 سنوات, واقتصاد قوي.. باختصار أنا متفائل.. لكن ما يقلقني أن تكون هناك أغلبية لا تمثل حجمها الحقيقي, أو أن تكون هناك أغلبية متضخمة, وفي تقديري فإن الديكتاتورية المطلقة هي أكثر شيء يهدد المجتمع ونظامه, كما يضرب الديمقراطية في مقتل.. ولا شك أن نسب الفقر والأمية المرتفعتين, والتي يعانيها المجتمع المصري ستكونان عاملان مساعدان في تشويه نتيجة الانتخابات البرلمانية.. وقد رأينا حالة من التنافس خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة, والتنافس ظاهرة صحية, ولكن يجب بعد الانتهاء من الانتخابات أن يتحول التنافس إلي تعاون من أجل مصلحة الوطن, وأقترح أن يحدث تآلف بين الإخوان, وما يسمي بدعاة الدولة المدنية( الكتلة المصرية, والوفد, والثورة مستمرة, والمستقلين).
هل تؤيد استمرار اعتصام الثوار في ميدان التحرير بالرغم من اختلافك معهم حول دعمهم للبرادعي؟
د. حمزة: الاعتصام والتظاهر حق شرعي,.. والميدان لابد أن يظل مفتوحا لحماية الثورة, وتحقيق أهدافها.. لكن يجب أن يكون الاعتصام دائما بسبب, واعتقد أن النزول إلي الميدان سوف يظل مستمرا حتي بعد انتخابات مجلس الشعب.. عندك انجلترا مثلا- الناس هناك تخرج في مظاهرات مع أن عمر الديمقراطية فيها يتجاوز ال400 عام..
هل تعتقد أن حزب الكنبة, قد غادر الكنبة للمشاركة السياسية بعد الثورة؟
د. حمزة: حزب الكنبة مفرط الذكاء, وكان يعزف عن المشاركة السياسية طوال السنوات الماضية, لأنه كان يشعر أن صوته بلا قيمة, وأن جهده سيذهب هباء منثورا, وبعد الثورة قرر النزول إلي الحلبة, وبذكاء الشعب المصري وحضارته العريقة عرف متي يتحرك, وقد تحرك بعد الثورة لأنه عرف أن صوته له قيمة.. الآن أصبح حزب الكنبة أو الأغلبية الصامتة رهوان, يريد المشاركة بقوة لكي يساهم في صناعة المستقبل.
حمزة وحركة6 إبريل
الجميع يعلم أنك تقدم الدعم لحركة شباب6 إبريل.. فلماذا اختلفت معهم؟
د. حمزة: سوف أظل أدعمهم مدي الحياة, حتي وإن اختلفت معهم في الرأي.. أنا مختلف معهم جذريا الآن.. أما سبب اختلافي معهم فهو محاولة تتويج الدكتور محمد البرادعي رئيسا لأي شيء في مصر.. رئيس جمهورية.. رئيس مجلس رئاسي مدني.. رئيس حكومة, ومن حقي أن أختلف معهم لكني سوف أظل أدعمهم وأدعم مختلف الحركات السياسية الشبابية في الميدان بقدر ما استطيع.. هؤلاء هم شباب مصر, والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية, هم مستقبل مصر, وهم الذين انتفضوا عندما كان الكل نائما.. لقد ضحوا.. وسجنوا.. وضربوا..( ائتلاف شباب الثورة الآن.. وحركة كفاية.. و9 مارس.. وحركة ضد الفساد.. وحركة لا لبيع مصر.. وغيرها من الحركات التي ناضلت من أجل مكافحة الفساد, وانتزاع الحرية, والديمقراطية ووقفت وجه مخطط التوريث).. كل هؤلاء عملوا مبادرة, لذلك يستحقون الاحترام, والدعم, ويجب توجيههم كلما أمكن ذلك, هؤلاء هم مستقبل مصر, وسيكون منهم الوزير, ورئيس الوزراء, ورئيس هيئة أو مؤسسة وطنية أو بنك في المستقبل.
كيف تري الاتهامات التي وجهت إلي حركة شباب6 إبريل بالعمالة, والعمل لصالح أجندات خارجية, والحصول علي تمويل من الخارج؟
- كل ده كلام فاضي.. وهذه ثورة مضادة, ومحاولة لإثارة الشبهات حول هذا الشباب الذي ناضل وتحمل الكثير من النظام السابق.. ولو اكتشفت أن أي أحد منهم أخذ حاجة ممكن تجيلي صدمه, وقد أصاب بشلل في الحال.. هم شباب نظيف بحق.. شباب غير ملوث.. ومش عيب أنهم يسافروا للخارج لحضور مؤتمرات, ولا اصدق أن أحدا منهم قبض مليما واحدا.. واللي عنده ورقة ضدهم يطلعها.. قبل كده اتهمني قادة أحد الأحزاب بتمويل قادة المظاهرات في التحرير, وقالوا علي مبالغ وهمية أدفعها لهم, صحيح أنهم لم يذكروني بالاسم, لكنهم قالوا مهندس استشاري معروف, ويدعم الثوار في ميدان التحرير وكانوا يقصدونني, والقضاء سوف يحكم بيني وبينهم, لكن أنا أسالهم أحزابكم جابت تمويلها منين؟.. وكل حزب من هذه الأحزاب لابد أن يقدم ميزانيته, ومصادر تمويله أما الرأي العام.. أما الدعم لمادي الذي قدمته للثورة وللثوار فهو من حسابي الخاص, ولدي إدارة محاسبة تسجل كل مليم أنفقته في هذا الاتجاه.. أما هم فلا أحد يعرف شيئا عن مصادر تمويلهم.
لماذا ترفض البرادعي؟
أولا من حقنا التعليق علي أراء البرادعي, مادام قد تصدي للعمل العام, ومادام قد قرر ترشيح نفسه للرئاسة الجمهورية, ومن حقنا أن نعرف تاريخه منذ أول يوم التحق فيه بالجامعة.. ويجب ألا يعتبر البعض ذلك إهانة للرجل, فأي شخص يدخل العمل العام عليه أن يتعامل مع أراء الناس فغيه بجدية ويرد عليها.. وأكثر ما تعجبت له في أراء البرادعي هو أننا في ثورة تنادي بالعدالة الاجتماعية, بينما نجد بعض النخب تنادي به رئيسا للجمهورية مع أنه يهاجم ثورة يوليو وهي أساس العدالة الاجتماعية, كما أنه ضد مجانية التعليم.
التحرير والعباسية!
في مواجهة ميدان التحرير الثائر, اتخذ بعض الأشخاص ميدانا مضادا في العباسية.. كيف تري ذلك؟
د. حمزة: أنا لا أعترف بميدان العباسية كقوة ثورية, ولا أعرفه.. متجبليش سيرتهم.. أنا أعرف فقط ميدان التحرير الذي قدم الشهداء, والمصابين, وغيرهم ممن دفعوا حياتهم ثمنا لثورة, ومبادئها, والذين أثاروا إعجاب العلام بثورتهم السلمية لدرجة أن معظم الدول أطلقت اسم ميدان التحرير في ميادينها مثل أمريكا, وفرنسا, وألمانيا, وغيرها.
العسكر والسلطة
هل تؤيد بقاء المجلس العسكري في السلطة؟
د. حمزة: أنا لا أؤيد بقاء العسكري في السلطة, لكني مع تسليم السلطة علي سلطة مدنية منتخبة.. والمجلس العسكري ليس أمامه طريق آخر غير نقل السلطة, لدي شعور قوي بأنه سيقوم بتسليمها, والدليل علي ذلك أننا طلبنا تأجيل الانتخابات لمدة أسبوعين فقط لكنه رفض, والثورة المصرية تطلب ذلك, فقد جاء المجلس العسكري للقيام بمهمة محددة بعد الثورة, وبعدها لابد أن يقوم بتسليم السلطة.
مضت شهور, ولم يشعر الشعب المصري بأي تحسن بعد الثورة.. بل أن الناس تؤكد أن الأمور زادت سوءا: هناك انفلات أمني.. أسعار مرتفعة.. بلطجة.. والعدالة اجتماعية- وهي من أهداف الثورة- لم تتحقق.. والبعض يقول إن الثورة فشلت.. كيف تري ذلك؟
د. ممدوح حمزة: لو حد قال الثورة فشلت يبقي عنده قصر نظر.. فالثورة أغلقت ملف التوريث نهائيا.. وحين نزل الثوار علي الميدان تم تقديم موعد تسليم السلطة إلي نهاية يوليو2012 بدلا من2013, وكان دم الشهداء والمصابين, والتضحيات التي قدمها الميدان, هو أحد النتائج التي أدت إلي تقصير مدة نقل السلطة من المجلس العسكري إلي سلطة مدنية منتخبة, كما تم تغيير وزارة شرف, ومن ثم تم التوصل إلي خريطة طريق محددة لنقل السلطة, وإذا لم يتم تنفيذ خريطة الطريق هذه إلا بظروف خارقة مثل عدم تمكن البرلمان من إنجاز الدستور خلال6 شهور- فإنني سأكون أول المعتصمين, وسأضرب عن الطعام أمام وزارة الدفاع
نأتي إلي الآثار السلبية التي حدثت بعد الثورة, ومنها الانفلات الأمني والذي نجم عن انهيار جهاز الشرطة, وعدم قيام وزارة الداخلية بدورها المطلوب في حفظ الأمن, وهناك خطوات أخري كان يجب أن تتم, وكان من الضروري مثلا- وقف استيراد السلع الاستفزازية, ورفع جماركها مثل أطعمة القطط والكلاب, وكان يجب وقف استيراد الأحذية والملابس الجاهزة وغيرها من السلع, وكان يجب علي البنك المركزي اتخاذ إجراءات استثنائية تمنع تحويل الأموال للخارج إلا بشروط محددة, وخلال مدة محددة وبحد أقصي, للمحافظة علي الاحتياطي النقدي, وكان يجب علي المجلس العسكري- باعتباره السلطة الحاكمة- ووزارة التضامن توفير جميع السلع بكثافة في الجمعيات التعاونية, ومختلف المنافذ لمواجهة جشع التجار, وكان يجب أيضا حسم قضية الحد الأعلي للأجور, وفرض ضريبة تصاعدية علي الدخل.
البعض يؤكد أنه كان يجب أن يكون للثورة كيان واحد يتحدث باسمها.. علي أي مدي تتفق أو تختلف مع هذا الرأي؟
د. حمزة: أتنمي أن يكون هناك كيان واحد للميدان.. لكنهم أي الثوار- لا يتفقون ولا يجتمعون علي شيء.. وكان الهدف هو تجميع الآراء في المجلس الوطني لكنهم اختلفوا.. ولاشك أن البحث عن قيادة الثورة الآن فات ميعاده.. خاصة بعد انتخاب مجلس الشعب وهو السلطة التشريعية, وخلال6 شهور ستبدأ انتخابات السلطة التنفيذية.. وتبدأ مصر في الانطلاق نحو عصر جديد من الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وهي الأهداف التي قامت من أجلها ثورة25 يناير.

[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.