هل خدع وائل غنيم الجميع وتقمص دور الثائر بإجادة للدرجة التي حولته لبطل من أبطال 25 يناير .. لكنه في حقيقة الأمر كان يظهر عكس ما بداخله لأنه وفقا لتصريحاته منذ فترة ليس ثوريا وفقا للموضة الثورية الجديدة والتي أعقبت 11 فبراير بل فل كبير من الفلول العتيقة صاحبة الأفكار الهدامة التي يمكن أن تحبط همم رجال التحرير المدافعين عن التواجد الدائم والمستمر بسبب وبدون سبب في الميدان . فوائل غنيم الذي بدأت عليه أولى علامات الخروج عن الشرعية التحريرية الجديدة بعدد من التصريحات القوية والتي تحدث خلالها ومنذ شهر مايو الماضي عن أن المشاكل الاقتصادية وتزايدها يمكن أن يؤثر على مسيرة الثورة .. وفى الوقت الذي كان فيه الجميع من مناضلى يناير التليفزيونيين مشغولين بقضايا هامة مثل مطاردة رجال الشرطة والدعوة لوضع حد أدنى وأقصى للأجور حتى بدون عمل والدعوة لمليونيات لا تتوقف وبروزة أنفسهم كرجال الساعة في مصر نجده يترك كل هذا ليتحدث عن اتجاهه للعمل في المجال الخيري وإنشاء جمعية خيرية تقوم على استخدام التقنية والإنترنت في محارب الفقر وتطوير التعليم والوعي السياسي. و أستمر وائل في المشي في الطريق المعاكس لرغبات التحريريين الجدد- اللهم إلا قليلا - وأعلن لمدمني الأعتصامات و المليونيات أن الخروج للشارع لابد أن يسبقه تحسس لأراء الناس في هذا الخروج ومدى أهميته وجدواه. وظنا منه أننا في رمضان وكلنا مشغولين عنه خرج غنيم بأخطر تصريحاته إذ طلب من شباب 25 يناير أن يقللوا من ظهورهم في وسائل الإعلام التقليدية وقال أن هذا الظهور ضار بالصحة ..ولا اعلم صحة مين بالضبط فمن قفزوا فوق أكتاف أبناء التحرير الحقيقيين وادعوا أنهم ممن أسقطوا النظام القديم لا تغمض لهم عين إلا إذا ظهروا في برنامجين تلاته..وبعضهم تحول من ناشط سياسي لمقدم برامج .. فالشهرة يا سيد وائل ضارة بأمثالك ممن أمنوا ب25 يناير بصدق وكان لديهم أحلاما لتطوير هذا البلد ودفعه خطوات للإمام لتجاوز كبواته لكن للمتسلقين والأفاقين السياسيين فالأضواء هي سر الحياة وشرههم للشهرة يتزايد ويتوحش ليلتهم كل شيء حتى مصلحة بلدهم وشعبها الموعود بالعذاب والذي لا اعرف كيف تتجرأ وتدعو لاحترام كتلته الصامتة وتدعى إنها من أسباب نجاحكم في إسقاط النظام السابق في الوقت الذي يتندر عليها عدد كبير من مدعى الثورة ويسفهونها مرة بالادعاء بأنها غير واعية ولا تعرف مصلحتها ومرة بإطلاق أسم حزب الكنبة عليها وكأنها تحولت للمطية التي يريد أن يركبها الجميع ليصل لأغراضه رغم أن حلم أعضاء هذه الكتلة بدأ ينفذ ولكن لا أحد من رجال يناير أراه فكر في اتقاء شر الحليم إذا غضب أو احترام صمته إذا صمت. أيضا تدعو شباب التحرير ألا يسخروا ممن يختلف معهم ويتناقشوا بعقلانية بعيدا عن الصوت العالي الذي يعتبره الكثيرون تهورا واندفاعا .. وتقول لابد من احترام الكبار حتى لو اختلفنا معهم شكلا وموضوعا .. وأنا هنا أقف عاجزة عن فهم ما تقوله فكيف لا يسخر المنتمين بالباطل لشباب يناير من كل من يعارضهم ويصفونهم بالفلول التي لابد من أبعادها عن الساحة حتى لو لم يكن لها أي علاقة بالنظام السابق إذ يكفى أن تتبنى أفكارا مغايرة لأفكارهم لتتم عملية التصفية والإقصاء .. أما الصوت العالي وأخذ الحقوق به وبه وحده فالشباب بجد مظلوم في هذه الجزئية لان وزارة السيد عصام شرف رسخت هذه الفكرة لديهم إذ لم توجد وسائل بديلة للصوت العالي والاضرابات والاعتصامات والمليونيات للتواصل مع كل أبناء بر مصر وليس أبناء التحرير فقط . وبالنسبة لمسألة احترام الكبير فقط تحولت لنكتة فالتجاوز هو سيد الموقف حاليا والمتجاوزين دائما لديهم منطق ومبرر بمعنى أننا نتطاول على المجلس العسكري ونقول أننا لا نتحدث عن الجيش .. ونتطاول على رجال القضاء ونعلق على المحاكمات بالتحليل والنقد وكأنها مباراة كرة قدم ونقول أصل ده هدفه تطهير القضاء ونتطاول على الشرطة ونذهب لضرب رجالها داخل الوزارة ونقول أننا نخلصها من الفاسدين فيها ..وهذه بعض نماذج التطاول المنظم أما التطاول غير المنظم فيمكن أن نجلس أياما طويلة لنرصده بين الأجيال في كل مكان وزمان الآن. و يبدو وائل مصرا على السباحة ضد التيار القوى في ميدان التحرير الآن وبين رجال السياسة القدامى والجدد واعلامى الزفة والذين يصرون على أن المطالب السياسية والسياسية فقط هي المطلوبة الآن ولها الأولوية المطلقة في حين يقول هو أن التركيز لابد أن يكون في الوقت الحالي منصب على القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تهم الناس التي لابد من حل مشاكلهم أولا ..هل هذا بالذمة كلام واحد ثائر وألا فل من ملايين الفلول الذي يمثلوا أغلبية الشعب والذين نالوا هذا اللقب رغم عدم اقترابهم من قريب أو بعيد من النظام السابق لكن لمجرد رغبتهم في حل مشاكلهم الحياتية اليومية ليعيشوا فقط . وائل غنيم ومع الأسف ينتمي لأبناء ميدان التحرير الحقيقيين الذين أبتعدوا عن الساحة وعادوا لسكناتهم المهنية ليحاربوا وقف عجلة الإنتاج والتدهور الاقتصادي ويبدو انه ووفقا للتطور الطبيعي للثائر الحق أصبح أكثر التصاقا بالشارع واحتكاكا بمشاكله وهنا مكمن الخطورة عليه لان التهمة التي ستوجه إليه معلبة وهى انه فلول وتخلى عن النضال من أجل هذا الكلام الذي لن يفيده لان الساحة الآن يملكها الأعلى صوتا .. والأكثر تطرفا في أفكاره ومن يملك مفردات أقبح في قاموس السباب للنظام السابق .. ومن يتحرشون بالمجلس العسكري والمدافعين عن مصالحهم الخاصة أما الناس والشارع فكل من يقترب منهم ويستشعر مشاكلهم ويحاول وضع حلول لها فهو فلول ولو كان وائل غنيم.