كلما اقترب موعد الاستفتاء علي الدستور الجديد - والذي من المنتظر أن يكون في غضون الأيام القليلة القادمة إن شاء الله - زادت حدة السفالة والبلطجة التي يمارسها الإخوان والذين وجدوا في الطلبة الجامعيين المغرر بهم تحت ستار الدين ضالتهم المنشودة. وما حدث يوم الأحد الماضي في جامعة الأزهر بفرعيها للبنين والبنات يمكن أن نعتبره الحفل الافتتاحي للعمليات الإرهابية التصعيدية ضد الشعب المصري وضد الدولة ككل ، والتي من الواضح أنها ستستمر حتي موعد الاستفتاء علي الدستور أملا في إلغائه أو تأجيله أو عرقلة إقراره بأي شكل ، كذلك ولتصدير صورة للغرب مفادها أن مصر مضطربة و غير قادرة علي إجراء أي انتخابات أو استفتاءات في الوقت الراهن .. فبجانب المظاهرات التي واظب الطلاب الأخوانيون عليها يوميا منذ بدء العام الدراسي الحالي ، وبجانب ما يقومون به من تدمير وتكسير وحرق وتخريب سواء داخل حرم الجامعات أو في محيطها ، نجدهم مؤخرا قد انتهجوا مسلكا جديدا وهو الاعتداء بالأيدي علي الأساتذة الجامعيين لمنعهم بالقوة من دخول الكليات وممارسة أعمالهم ، بهدف تعطيل الدراسة .. والمؤسف أن من يتزعم القيام بهذه الأفعال المشينة طالبات جامعيات المفروض أن يكون سلوكهن مغايرا لسلوك بنات الشوارع .. فمن كان يصدق أن يأتي اليوم الذي نري فيه طالبة جامعية تضرب أستاذة بالجامعة تحمل درجة الدكتوراه علي وجهها وتخلع عنها حجابها وتشدها من شعرها علي باب الجامعة لتمنعها من الدخول بالقوة ، أو مجموعة طالبات أخريات يقمن بحصار منزل عميدة إحدي الكليات و ينتظرنها حتي موعد خروجها متوجهة لعملها فإذا بهن ينهلن عليها ضربا وسحلا علي الأرض ويحدثن بها الإصابات ليمنعنها من ممارسة عملها .. ماذا يمكن أن نسمي ما يحدث بجامعة الأزهر من جانب هؤلاء الطلبة سوي أنه الإرهاب في أبشع صوره .. دينكم و دين أبوكم اسمه إيه .. لا تقولوا الإسلام ، فهل الإسلام أمركم بهذا ؟ إذا كان الإسلام قد أمركم بهذا فاذكروا لنا آية واحدة أو حديثا واحدا يدعوكم لممارسة الإرهاب .. أنتم أبشع فيلم مسيء للإسلام لأن أشرس أعداء الإسلام هو المسلم الجاهل الذي يدمر صورة الإسلام الحقيقي ويقدم إسلاما مزيفا يجعل العالم يظن أنه هو الإسلام .. والمدهش أننا بعد كل هذا الإرهاب لا نزال نسمع ممن اصطلح علي تسميتهم بطيور ظلام المرحلة ترويجا للأكاذيب والمغالطات بهدف تزييف وعي الناس .. ومنهم النخب السياسية التي تنتمي لتيارات مدنية ويحمل الكثير منها الجنسيات المزدوجة و يحرصون علي أن يكون ميلاد أبنائهم بأمريكا لينالوا شرف الجنسية السامي ، نراهم وقد دأبوا علي محاولة إقناع الشعب بالحوار و المصالحة مع الإرهابيين ، وإن لم يفعل الشعب ذلك فهو متهم بعدم قبول مبدأ الاختلاف وبانتهاج ثقافة الإقصاء وانتهاك حقوق الإنسان و قمع المعارضين والتخلص منهم .. المدهش أن نفس هذه النخب هي التي اخترعت من قبل - في زمن الإخوان - قانون العزل السياسي لمن كان ضد الثورة ، يبقي ازاي مش عاجبهم دلوقت عزل الإرهابيين وإقصائهم .. وأنا بدوري أسألهم : إنت يا ابو قلب كبير منك له مش قبل ما تركّبونا الغلط وتتهمونا بأننا نزعنا الرحمة من قلوبنا لأننا نرفض المصالحة مع الإرهابيين ، مش برضه كان المفروض تتكلموا شوية عن واجبات الإرهابي ومسئولياته .. خاصة انتوا شايفين بعينيكم حكومتنا الحنينة التي تطبطب أكتر مما تعاقب ، كان المفروض يقابل الحنية دي شوية ذوق من الإرهابيين .. يعني كفاية مظاهرات بقي شبعنا منها وإن كان لابد فتكون مظاهرات سلمية تأخدون إذنا قبلها احتراما للقانون وتقفون باحترام و تروّحوا علي بيوتكم .. وكفاية بقي تدمير وتفجير وحرق وتخريب ، وقبل ده كله كفاية ضربا للأساتذة ، مش كده ولاّ إيه يا ولاد الحزينة.