أليس غريبا أن تدعي شيئا وتعبر كل أقوالك وأفعالك أو بالأصح جرايرك عن نقيضه.. صحيح حاجة تفطس من الضحك فالإخوان يدعون اليوم إلي تظاهرات تحت شعار "الرجولة موقف".. ولا أدري أي رجولة وأية مواقف تلك التي تحثك علي أن تتخذ من الأطفال دروعا بشرية والاحتماء بهم وان تدفع بالنساء الي اشتباكات مع الامن ثم تتباكون علي من تطلقون عليهن الحرائر. هل من الرجولة أن تسلم ذقنك لزبانية الاتحاد الدولي لتنظيم الإخوان للنيل من الوطن وأهله.. هل تدمير جيشنا الوطني وشرطتنا التي تحقق لنا الأمن والأمان نوع من المواقف؟.. والأهم من ذلك هل من المنطق والعقل أن تنفق هذه الأموال الطائلة في قتل وتدمير جل شباب الوطن في اشتباكات لا طائل منها سوي تصدير مشاهد مظلمة للعالم الخارجي الذي تآمرت معه سرا ضد وطنك وترابه ولا تستحي أن تصفهم في العلن بالشياطين. أي رجولة تلك التي تدفعك لإطلاق شائعات وخزعبلات وأن تدعي ادعاءات زائفة عن الجيش وقياداته تصل لحد نشر أنباء مضللة لم ولن تستفيد منها ولن تزيد من تعتقد وهما أنهم أعداؤك إلا إصرارا وكرها لكم وجماعتكم التي فاق فيها كل الحدود. علينا أن ننتبه أنه كلما اقتربت ساعة الاستفتاء علي الدستور إلا وزادوا عنفا للبلد والمجتمع والناس لذا علينا تأجيل بعض الخلافات غير الجوهرية علي قانون مثل قانون التظاهر أو بعض مواد في الدستورالجديد لنقطع عليهم الطريق للتنغيص علينا حياتنا ووضع الأشواك في طريقنا لنعيش دوما في ظلام أرادوه وخططوا له بل وأسموه وهما وجهلا "النهضة". هؤلاء لن يملوا الحيل والادعاءات لشق صفوفنا مرة بالوقيعة بين شباب ثورتي 25 يناير و03 يونيو مع أنهم من الثورتين براء فقد عقدوا الصفقات مع كل العصور السابقة وأثبتوا باقتدار أنهم بلا مبدأ وضمير. أناشد شباب الثورة الغض الجميل الذي أهدانا نسائم الحرية والتي كانت دماء شهدائه الوقود الذي أشعل حماسة المصريين أن ينتبه لألاعيب الأفعي وألا يقف بجانبهم بعد أن انحسر عنهم تعاطف الشعب وأيقن أعوانهم أنهم يرتكنوا علي »حيطة مايلة« فأعلنوا بكل صراحة ووضوح أنهم "ما بيعرفوش".. وعلي الحكومة ألا تيأس من الشباب فهم من أعطونا الأمل في غد أفضل بتكثيف الحوار معهم بجميع الطرق وعدم الاعتماد فقط علي الجانب الأمني مع عدم التهاون في تطبيق روح القانون وليست نصوصه الجامدة فقط. علي بعض شبابنا من القوي الثورية أن يدرك ويتيقن من أن الثورة لا يمكن أن تستمر فلا توجد ثورة لأبد الآبدين بل علي الثائر الحق أن يثور ثم يهدأ للبناء.. وليكن نبراسنا في هذا المجال قول إمام الدعاة شيخنا الجليل الراحل محمد متولي الشعراوي.. أقول لشبابنا: قليلا من الهدوء لنبني وندير عجلة الاقتصاد فالكلمة الحرة لا تخرج من فم جائع وإياكم من الضغط علي موارد البلاد المحدودة أكثر من ذلك فقد نواجه جميعا بثورة جياع والعياذ بالله. حرف ساخن: باقة حب وعرفان وتقدير أرسلها بمناسبة العيد الوطني للإمارات الشقيقة إلي الشعب العربي في الإمارات وقيادتها الرشيدة من أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذين يثبتون بمواقفهم الكريمة النبيلة تجاه مصر وشعبها صدق المأثور القائل: "هذا الشبل من ذاك الأسد".