تلقيت رسالة من الدكتور سعد بدير الحلواني أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر والجامعات العربية، حيث عرض لكتابه "الحلول الكاملة لمشاكل مصر" في محاولة منه لطرح فكرة للخلاص من كبير المشاكل التي باتت المعاناة منها هما، حيث لا نجد لها حلولا فيما تصم آذاننا تصريحات جوفاء للمسئولين، وكثر ضجيجها دون فائدة! جاءت تلك الرسالة حاملة نداء صاحبها لتدبر ما قدم من فكر، مع رجاء للنظر بعين البصيرة لهذه الدراسة دون إهمالها، من أجل مصلحة أمة، ومستقبل شعب يترسخ علي مسرح التاريخ.. فلقد حق للدكتور الحلواني أن يفخر بثمرة جهده، فهو الذي لم يكتف بمجرد تزاحم الخواطر علي فكره، بل أعمل فيها بحثا، وأخضعها للدراسة، ليخلص بوجهة نظر يري فيها حلا لتلك المشاكل، التي أوجزها في البطالة، والجودة، والانتماء، واختتمها بالعاصمة الأزمة. لقد أكد أن السبيل للتخلص من البطالة، لن يتأتي إلا إذا ألزم كل مواطن بالعمل في وظيفة واحدة، علي أن يجرم عمله في وظيفة ثانية، مع ضرورة أن يكون الخروج إلي المعاش مفعلا، مع الإبقاء علي عدد من المستشارين بما يخدم الصالح العام فقط.. حينئذ نصبح شعبا بلا بطالة، وهو ما تؤكده الأرقام والإحصائيات في تلك الدراسة، حيث توصلت إلي أن عدد العاطلين يقارب عدد الفرص التي يشغلها من يعملون بأكثر من وظيفة. أما بالنسبة لتحقيق الجودة، فيري أن التركيز علي إرساء مبدأ الوظيفة الواحدة يمكن شاغلها من الإجادة، ويا حبذا لو صحب ذلك منهج علمي للإشراف والمتابعة، مع الأخذ بمبدأ تضييق الفارق بين المرتبات، والعمل علي رفع الأجور، لنقضي علي العبثية واللوغاريتمات التي أصبحت غير منطقية في الآونة الأخيرة! ويؤكد الدكتور الحلواني أنه بحل مشكلتي البطالة والجودة يترسخ الانتماء، ويتحقق العلاج.. كما يري أن أزمة العاصمة، والتي تبتلع نصيبا كبيرا من الموازنة، دون حلول لمشاكلها، يمكن حلها ببناء عاصمة جديدة، يدعمها في ذلك حصيلة بيع الأراضي بالعاصمة الجديدة، وعائد بيع المباني الحكومية الموجودة في العاصمة الحالية. ما عرض له الدكتور الحلواني في كتابه جهد مشكور عليه، ولكن هل من مجيب، أليست تلك الطروحات أفضل بكثير من فرض المزيد من الضرائب، رحمة بالمواطنين.. أليس كذلك؟!