محمد الشماع عادت الإذاعة المصرية بكل موجاتها بقوة تنافس الموجات الإذاعية الخاصة المتميزة، بل تنافس الفضائيات بكل امكانياتها الضخمة، ارتفعت نسبة الاستماع الجماهيري ومشاركات المستمعين وأوجدت تفاعلا مع الأحداث بعد ان ارتفع سقف الحرية في حواراتها، وتأكد دقة معلوماتها وسرعة نقل الأخبار والأحداث وصدقها، وتحررت من قيودها وانفتحت علي كل القضايا والأفكار والآراء، وأتاحت الفرصة لكل الاتجاهات السياسية والاجتماعية، وقبل كل هذا حرصت كل الحرص علي احترام المستمع بحرفية ومهنية مذيعيها ومراسليها في كل مكان، وجميعهم إعلاميون محترفون وليسوا من العاطلين الباحثين عن أي وظيفة لكي يعملوا بها! نجاح الإذاعة نتج عنه جذب نجوم الإعلام للعمل في الإذاعات بكل موجاتها، وأصبحت تنافس الفضائيات التي أصابت المشاهدين بالاكتئاب والإحباط بسبب أدعياء الإعلام، ونجحت موجات الإذاعة في خلق مناخ من الأمل لدي المستمعين وإشاعة البهجة ومشاركتهم في حل مشاكلهم . بدلا من مشاهدة حلقات الندب والعويل والمناحات والأصوات المنفرة والألفاظ الجارحة والخارجة عن عاداتنا وتقاليدنا في الفضائيات. تحيا الإذاعة بكل موجاتها المملوكة للدولة وأيضا الخاصة، فقد ساهمت هذه الإذاعة المصرية في نشر الثقافة في مصر والعالم العربي وأفريقيا وأشعلت الثورات وحركات التحرر الوطني وأذكت الشعور بالأمل في تحقيق الحلم العربي الذي لم يكتمل! وساهمت في إعداد أجيال من نجوم الإعلام قادوا وشاركوا في إنشاء وسائل الإعلام في مصر والعالم العربي وإرساء قواعده المهنية والأخلاقية العالية قبل منتصف القرن الماضي.