هناك العديد من الكتب التي يتناول فيها الكتاب ونجوم المجتمع تجاربهم الشخصية أو سيرتهم الذاتية ، وغالبا ما تجد هذه النوعية من الكتب رواجا كبيرا بين القراء وخاصة إذا كان صاحبها شخصية معروفة ، فالقراء عادة يفضلون معرفة أسرار هؤلاء المشاهير ، لكن أن يكون صاحب التجربة محاميا متخصصا في إيقاف أحكام الإعدام في قضايا محققة في اللحظة الأخيرة ، فهذا يجعل منه كاتبا ومحاميا مشهورا ، هذا الرجل اسمه دافيد دو،أمريكي يعيش في ولاية تكساس الأمريكية ، والكتاب الذي أصدره يحمل عنوان "الإعدام" يروي فيه تجربته في الدفاع عن المحكوم عليهم بالإعدام ومحاولاته الكثيرة والمتكررة لإنقاذ حياتهم بالتنقيب في ملفاتهم بحثا عن ثغرة يقلب بها المعطيات ويبطل حكم الموت،وأصبح هذا المحامي نجماً حيث أطلق عليه لقب "محامي الربع ساعة الأخيرة" وأصبح أمل المحكوم عليهم بالإعدام في تجنب الموت. وقد بدأ اهتمام "دو" بالقضايا التي تصدر فيها أحكام بالإعدام منذ عام 1980 عندما أعدّ دراسة مقارنة بين أربع ولايات أمريكية بشأن الحكم بالإعدام فيها، والتقي أثناء إجراء بحثه الأكاديمي بعضا ممن صدر عليهم حكم بالإعدام، وأحدهم كان موعد تنفيذ الحكم فيه قريبا، وبعد الالتقاء به والاستماع إلي قصته رأي أنّ من واجبه كمحام أن يدافع عنه في محاولة لإنقاذ حياته. ومن هنا تخصص "دو " في هذا النوع من القضايا ويقول إنه بعد عشرين عاما من ذلك التاريخ فإنّ 100 حكم بالإعدام تمّ تنفيذها في "تكساس" وحدها وقد تولي الدفاع عن الكثير منهم، زاعماً بأنّ سبعة علي الأقلّ ممن اعدموا أبرياء وكانوا ضحية لأخطاء القضاء.وفي هذا الكتاب يصف دافيد دو لقاءاته مع المحكوم عليهم بالإعدام ويروي مآسيهم، ولا يخفي مشاعر التعاطف إزاء من يعتقد أنهم أبرياء. كما يروي كيفية تنفيذ أحكام الإعدام. كما يطرح الكتاب سؤالاً متداولاً اليوم في الدول الغربية التي لم تلغ كلياً أو جزئياً الحكم بالإعدام وهو: هل من حق المجتمع أن يصدر حكماً بالموت علي من يخرق القانون ويلحق ضرراً بغيره. وفي كل الأحوال علينا أن نذكر قول الله سبحانه وتعالي "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب".