لا أدري سر الضجة التي أثيرت حول اجتماع الفريق أول السيسي بجنوده وضباطه في إحدي المناسبات.. ليس لذلك تفسير إلا أنها مؤامرة جديدة ضد الجيش وقائده. ما الغرابة في جلوس القائد العام وسط جنوده يستمع إلي ملاحظاتهم بل انتقاداتهم في مؤسسة عسكرية لم تعرف من قبل هذا الاسلوب المتحضر في اللقاءات التي تتميز بسعة الصدر والصراحة والشفافية، ظاهرة غير معهودة في الاجابة عن كل الاسئلة بدون حرج، لاحظر ولا رقابة عليها أو تقديم الاسئلة مقدما لاختيار ما يريد الاجابة عنه.. إن ما فعله السيسي نموذج يجب ان يحتذيه كل قائد وكل رئيس عمل لتكون كل الامور واضحة بدون أسرار ونقطع الطريق علي الشائعات والمتشدقين ومدعي العلم والمعرفة.. قد يريد السيسي ان يطور في عقلية مستمعيه بالتواصل معهم تأكيدا علي المساواة والعدل بين الضابط وصف الضابط مما يحقق تناغما وتنافسا داخل القوات المسلحة فينعكس ارتقاء بالمهمة المقدسة في حماية الوطن وابنائه وأمنهم وسلامتهم.. السيسي معالج نفسي متميز يضع يده علي المشكلة لإيجاد حل مناسب لها واختصارا للوقت والجهد والنفقات كما فعل في لقاءاته بشيوخ القبائل في سيناء وفي مطروح.. انه يبني جيش مصر بطريقة جديدة عصرية متميزة، وينزع فتيل ازمات يمكن ان تنفجر.. يواجه الجميع دائما بحقيقة مؤكدة يتمسك بها ولا يتهاون فيها بأنه لن يسمح بانهيار الجيش أو يشعر مقاتل بانكسار أو إهانة.. إنه يؤكد بالاحاديث النبوية وحسن الخلق في التعامل.. عقلية عسكرية مختلفة تماما تولت قيادة الجيش وهي تعي مشاكله، فقد عاش حياته بين ابنائه لذا بدأ علي الفور في مواجهة هذه المشاكل التي يعرف حقيقتها.. أثبت السيسي انه يستطيع تطويع خصومه، واحتواء معاونيه، ودفعهم إلي تنفيذ ما يريد دون مشقة.. متدين إلي حد كبير مما منحه توازنا نفسيا خلال معركته مع الإخوان فهو يواجه مجموعة تعلن احتكارها للدين ولا تعمل به وكل تصرفاتها ضد مبادئ الدين التي تحرم العنف وقتل النفس وسفك الدماء وقطع الطرق وتخريب المنشآت فصمد أمام الإخوان لانه ينطلق من أرضية دينية وسطية لا تعرف التطرف بل تحاربه.. من مميزاته أنه يعرف جيدا متي يتحدث ومتي يصمت.. متي يظهر ومتي يختفي.. أعتقد أنه بعد كل ذلك آن لمحترفي الشائعات والمؤامرات ومثيري الفتن ان يختفوا من الساحة ويتركوها للأطهار والشرفاء الذين يعشقون تراب وطنهم ويفدونه بالغالي والنفيس فهم أحق بوطنهم وأبنائه. بمجرد انتهاء السيسي من خطابه يوم 3 يوليو الماضي وأعلن خلاله خارطة الطريق وتتضمن تعيين رئيس مؤقت للبلاد وعزل محمد مرسي ظهرت تحركات غير محسوبة للاخوان تتميز بالحمق ويحكمها الانفلات.. تعبر عن نيران اشتعلت داخلهم بعد ان ضاع حلمهم في حكم مصر لمئات السنين.. وأصبحت منطقة خان الخليلي تجمعا للاخوان اللامسلمين فقد قرروا الاعتصام في الحسين ومعهم قنابل يدوية وضعوها في علب الكشري وحاولوا الدخول بها إلي مسجد الحسين في محاولة لتفجيره.. حال دون ذلك يقظة أجهزتنا الوطنية والتعليمات بإغلاق المسجد في الثامنة مساء بعد ان كان يظل مفتوحا حتي الواحدة بعد منتصف الليل وقام ابناء خان الخليلي بدور وطني رائع في مقاومة التجمع الاخواني ومواجهة مؤامرة وتمكنت قوات الجيش والشرطة من السيطرة علي الموقف والحيلولة دون دخول المسجد.. هؤلاء هم الذين يسمون أنفسهم »الإخوان المسلمين« فأين الاخوة وأين الاسلام؟ ألف وثمانمائة استاذ بالجامعات ومثلهم من هيئة التدريس.. من الإخوان يسربون الاسلحة والمولوتوف لطلبة الإخوان هل أدركتم لماذا تتزايد الاضرابات واستخدام القنابل والاسلحة البيضاء داخل الحرم الجامعي؟ لذا وجب أولا مواجهة »المعلمين« ليمكن السيطرة علي »الصبيان«!