برادلى كما توقعنا هنا في " الاخبار " قرر مجلس إدارة اتحاد الكرة الابقاء علي الامريكي بوب برادلي المدير الفني للمنتخب الوطني الاول وجهازه المعاون لحين أداء مباراة العودة أمام غانا في تصفيات المرحلة الاخيرة لكأس العالم، وهي المباراة المقرر إقامتها بالقاهرة يوم 19 نوفمبر المقبل وهو نفس التاريخ الذي ينتهي فيه التعاقد بين الاتحاد والمدرب الامريكي.. جاء ذلك في الاجتماع الذي عقد أمس الاول بمقر مشروع الهدف بمدينة 6 أكتوبر ورأسه المحاسب جمال علام رئيس المجلس وحضره جميع أعضاء المجلس باستثناء الكابتن حسن فريد نائب رئيس الاتحاد الذي تعمد عدم الحضور اعتراضا علي موقف بعض أعضاء المجلس بعدم الاستجابة لطلبه بدعوة برادلي للاجتماع.. وقد وافق جميع أعضاء المجلس علي بقاء برادلي مضطرين علي طريقة " عاصري الليمون " بالرغم من النتيجة الفضيحة التي حققها المنتخب بمدينة كوماسي الغانية علي يديه بالخسارة أمام غانا 6/1 في مباراة الذهاب بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم، ولم يكن أمام مجلس الجبلاية سوي اتخاذ هذا القرار المر تفاديا لدفع ما يقرب من ثلاثة ملايين جنيه هي قيمة الشرط الجزائي الذي يستحقه برادلي في حال إنهاء عقده قبل المدة المحددة لنهايته، وكان مسئولو الجبلاية يأملون أن يتحلي المدرب الامريكي بأخلاق الفرسان ويعفيهم من الوقوع في هذا المأزق بأن يقدم هو الاستقالة ويرحل عن المنتخب، إلا أنه لم يفعل وقرر التمسك بالوظيفة حتي يحصل علي آخر مليم في العقد.. ويقول الكابتن حمادة المصري عضو مجلس الادارة إن المجلس فضل اتخاذ هذا القرار رغم عدم اقتناع الجميع به بعد أن أصبح برادلي وجهازه غير مرغوب في وجودهم إلا أن الإحساس بتمسكه بالحصول علي الشرط الجزائي في حالة الاقالة رآه المجلس سيكون بمثابة إهدار مال عام، هذا فضلا عن صعوبة اختيار مدير فني في الوقت الحالي ليدير مباراة فرص اجتيازها وتحقيق المطلوب فيها تبدو صعبة نظريا نظرا للنتيجة الثقيلة التي مني بها المنتخب في مباراة الذهاب.. أزمة فريد: وعلي الرغم من حالة الاتفاق التامة بين جميع أعضاء مجلس الجبلاية علي قرار بقاء برادلي إلا أن الأمر لم يخل من حدوث أزمة تفجرت قبل عقد الاجتماع بساعات قليلة وتسببت في رفض حسن فريد لحضور الاجتماع، ففريد كان يري أن يدعي برادلي لهذا الاجتماع لمناقشته في فضيحة كوماسي والتعرف علي وجهة نظره في الاسباب التي أدت إليها سعيا إلي تفاديها مستقبلا سواء مع برادلي أو غيره.. ويري فريد أن عدم دراسة الأخطاء بالشكل المستفيض سيزيد من حدوثها مستقبلا، ولابد من مواجهتها أولا بأول، خصوصا وأن الصلات كلها منقطعة بين الجهاز الفني ومجلس الإدارة لعدم وجود مشرف علي المنتخب.. ويؤكد فريد أن التاريخ سيحاسب مجلس الإدارة مثلما يحاسب برادلي وجهازه، بل ربما يكون حساب مسئولي المجلس أشد وأقسي، علي اعتبار أن برادلي سيرحل إلي بلاده ويبقي المسئولون هنا في مواجهة الجماهير والاعلام.. ويري فريد أن مجلس الجبلاية عليه مسئولية كبيرة فيما حدث ويجب علي أعضائه أن يكونوا علي قدر المسئولية في مواجهة الازمة، مؤكدا أن أخطاء مماثلة تسببت في ضياع حلم منتخب الشباب الذي كان يقوده ربيع ياسين، منها مثلا اتساع الفجوة بين الجهاز والمجلس وغياب التنسيق المطلوب بينهما، كذلك التركيز علي أمور تافهة دون البحث في عمق المشكلة وأبعادها.. لا وديات لمباراة العودة: هذا ومن بين القرارات التي اتخذها المجلس ولم يسجلها في محضر الاجتماع، هو عدم إقامة أي مباراة ودية للمنتخب استعدادا لمباراة العودة، ولم يكن هذا القرار عقابا لبرادلي وفريقه بقدر ما هو رؤية فنية في ظل المعطيات المتاحة، فبعض الفاهمين وأصحاب الخبرات في الشئون الفنية داخل المجلس يدركون أن المباراة القادمة ستكون أصعب بكثير من مباراة الذهاب، فالمؤكد أن المنتخب المصري سيلعب بطريقة هجومية من اللحظة الاولي أملا في تحقيق المعجزة وإحراز خمسة أهداف نظيفة، وهو ما يعني فتح الخطوط الدفاعية أمام فريق يملك سرعات غير محدودة ويجيد شن الهجمات المرتدة، ومن ثم تصبح إمكانية تهديفه واردة بنسبة كبيرة.. كما يري البعض الاخر أن نتيجة الذهاب يصعب أو يستحيل تعويضها في العودة إلا بتدخل السماء، ومن ثم فالمباريات الودية لن تقدم أو تؤخر في الامر شئيا.