تتعرض الأمة المصرية في هذه الاونة لأخطار وأهوال محدقة تستهدف النيل من تماسك المجتمع المصري وتشويه صورته وتنسيخ وتفتيت أواصره. ورغم أن هذه الحرب القذرة لم تكن جديدة علي مجتمعنا وسبق وان تعرض لها وقاوم صورها واشكالها المتعددة ونجح في مواجهتها وقام بالتسلح بالمضادات التي تبطل مفعولها والخبرات التي تئد تأثيرها.. غير أن الجديد هذه المرة يكمن في الجهات التي تشن هذه الحروب.. في السابق كان الشعب يعرف اتجاه المجهود الرئيسي للحرب المضادة والقائمين بها والمشرفين عليها بل ويعلم ساعة الصفر لها ومدتها.. أما الآن فعدونا من داخلنا.. واتجاهاته متعددة ومتنوعة.. ومسرح العمليات ممتد بطول البلاد وعرضها.. وصور واشكال تلك الحرب متنوعة ومتغيرة ومتلونة.. والقائمون بها من الطابور الخامس المنتشر بين ظهرايننا من المتعاطفين والمنتمين وحتي المأجورين والمرتزقة ينفذون العمليات والمهام الموكلة اليهم بدقة وإتقان لتحقيق غاية الجماعة أو التنظيم دون الاحساس بأن ما يقومون به يندرج تحت قائمة الخيانة الوطنية.. ولقد فطن الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام ووزير الدفاع الي شراسة وفتاكة تلك الحرب القذرة التي تمارس علي المجتمع المصري بضراوة وقام بالتحذير من آثارها وناشد الجميع بتوقي أخطارها وتلافي أثامها.. لكن السيسي لا يستطيع بمفرده أن يفعل كل شيء مهما كانت شعبيته وجماهيريته ومهما تنامت محبته وتعاظمت منزلته.. ودورنا نحن أن نكشف ما يحاك ويدبر ضد مصر وشعبها الاصيل من الداخل والخارج والذي اتحدت فيه صفوف بعض ابنائها بعناصر من اعدائنا.. كنا ندرك ان الامة اليهودية وذراعها السياسية اسرائيل تشن ما يعرف بالحرب النفسية علي مصر وشعبها في كل انحاء العالم.. وكنا نحذر ابناءنا في الخارج خاصة اشقاءنا المسيحيين من التأثر او التسليم بما يتعرضون له من اشكال تلك الحرب.. والحرب النفسية هي التدابير والاجراءات التي يشنها العدو علي فئات الشعب المختلفة للتشكيك في العقائد والتهوين في القدرات والامكانات الذاتية والتهويل في قوة المنافس وانه البطل الاسطوري الذي لايقهر والذي من الافضل الخضوع له والاستسلام لسطوته.. وهذه الاجراءات والتدابير تستهدف في النهاية الفت في عضد القوات وتقليل رغبتها في الصمود وقدرتها علي المقاومة فضلا عن غزو افكارها واقتحام دواخلها لتنشيط هممها وضرب عزائمها.. ولم تكن القوات المسلحة تعرف دروبها وقواعدها قبل حرب 7691 والتي قامت القوات الاسرائيلية فيها بشن صور متعددة من انواع هذه الحرب القذرة ونجحت من خلالها في التأثير علي قواتنا ونثر الشائعات والاكاذيب فيها من خلال منشورات كانت الطائرات تلقيها علينا وكان الطابور الخامس المتعاطف مع اليهود يروجها ويبثها سواء بين القوات المقاتلة او طوائف الشعب المختلفة للدرجة التي جعلت شعبنا يكاد ييأس من قدرة القوات المسلحة المصرية علي رد اعتبارها من نكسة 76 ولدرجة ان البعض تصور ان المقاتل اليهودي والجيش الاسرائيلي هو السوبرمان الذي لا يقهر.. وتم انشاء فرع الحرب النفسية بادارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة المصرية بعد انتهاء الحرب مباشرة وخلال الاستعداد والتجهيز لحرب 37 وكان أول قادته والمتخصص في هذا الفرع هو اللواء فاروق العزيزي وزامله نخبة من الضباط المؤهلين أمثال العقيد عصام عبدالحق معوض والمقدم د.احمد رمضان وعاونهم بعض الكوادر الاخري كاللواء رشدي حسان واللواء يسري كامل واللواء مختار طه ود.محمد عبدالحميد والعقيد صبري الشربيني وقد عاصرت نشأته ومن المؤكد أنه حظي بالتطوير والتحديث. الآن الجماعة غير الميمونة تشن بعض انواع الحرب القذرة علي الامة المصرية ليس عن طريق القاء منشورات وانما عن طريق تشكيل بؤر تأمرية لمقاومة السلطات لتصوير ضعف الحالة الامنية في البلاد وهو ما يخدم طرحهم بأن السياحة وهي الرافد الاكيد لمصادر الدخل القومي غير مأمونة ولامضمونة وكذلك لجذب تعاطف الاوروبيين لو أن جهات الامن قامت بفض تلك البؤر بالقوة وهو يشير الي عدم مراعاة حقوق الانسان واللجوء من الدولة والجهات الشرطية والعسكرية لاستخدام القوة المفرطة مع المسالمين.. وصورالحرب النفسية القذرة التي تشنها الجماعة كثيرة ومتنوعة منها مثلا نثر ونشر الشائعات المغرضة وتلويث سمعة القيادات والكوادر والقدوات الحالية والتهويل من حجم الصعاب والمشاكل المجتمعية والتأكيد علي عجز الحكومة وضعف الوزراء والاساءة لصورة ومتانة العلاقات والوشائج القائمة مع الدول العربية وربطها باغراض ومصالح ومنافع وهمية وكاذبة.. الغريب أنهم لايقصرون نشاطاتهم في هذه الصور التقليدية التي تعلمناها في المعاهد العسكرية للحرب النفسية وانما يبتكرون من عندياتهم انواعا وصورا أخري كتأجير بعض المرتزقة المحليين والذين انضم الي فئاتهم عناصر مارقة وخارجة من الالتراس بألوانه المختلفة الابيض والاحمر والاصفر وكذلك تنظيم مسيرات نسائية والتلويح باشارات وايماءات »ربعاوية« واغواء واغراء بعض المغيبين بالاموال للقيام بقطع بعض الطرق والمحاور والتهديد والتلويح بالقيام باعمال بلطجة وانفلات لترويع المواطنين.. هذه بعض وليست كل صور واشكال الحرب النفسية القذرة التي تشنها الجماعة علي الشعب.. فهل يستطيع الشعب التحصين وتوخي الحذر من آثارها وتوابعها.. سنري.