الذي يتابع رسالة الإخوان الأسبوعية الأخيرة يجد أن الجماعة الإرهابية عادت لتسند جسدها العاري علي صخرة الدين من جديد, وتحاول ستر عورتها السياسية ببقايا تجارتها الخاسرة ب الدعوة واستخدامها لنصوص القرآن الكريم في غير محله وبعيدا عن أسباب نزوله وعبقرية رسالته السمحة. ولكن علي طريقة سيد قطب وإخوانه وفلول طريقته الدموية وذمرته التي تدمن استخدام القرآن في خداع المغيبين والذين قبلوا ألا يكون إسلامهم دون جماعة وألا تكون جماعتهم دون إمارة وألا تكون إمارتهم إلا ب السمع والطاعة. ورغم محاولة من قام بصياغة تلك الرسالة أن يظهر أهل هذه الجماعة وعشيرتها والمؤلفة قلوبهم بمصالحها وأموالها وإعفاءاتها- عندما ملكت زمام الأمور- أن الدين ونصوص القرآن هي الملاذ الآمن لتبرير تلك الحرب الإرهابية القذرة التي يشنونها ضد مصر الوطن الذي لا يعترفون بحدوده ولا الولاء له أو الانتماء إليه, وضد المصريين الذين نكسوا راياتهم الدموية وكفوا عبوديتهم لصفقات الغرف المغلقة للبقاء علي كرسي السلطة إلا أنهم لم يستطيعوا الاستمرار صادقين ولو ليوم واحد حتي في رسائلهم الكاذبة ودعواتهم الواهمة ومحاولاتهم المستمرة في التضليل والخيانة التي كانت فيما مضي تحمل توقيع المرشد فلما غيبته مؤامراته ضد الوطن باتت تحمل توقيع الجماعة. وبتأمل الأحداث التي شهدتها مصر خلال اليومين الماضيين نجد أن الإخوان لم يستمروا- كعادتهم- كثيرا في الحفاظ علي قناع الكذب الذي يتساقط رغما عنهم- فبينما كانوا يتباكون في رسالتهم ويذرفون دمع تغييب عقول الأتباع والأنصار والمتعاطفين لتجارتهم الزائفة بالدين بمحاولات تصوير رفض الشعب لهم وثورته علي أكاذيبهم بأنه ابتلاء من الله ويزيدون في التغييب بأن ما حدث لهم سنة إلهية وأنه تكرار لتاريخ صبرهم من أجل الله ودعوته و أن سلميتهم المزعومة هي سر قوتهم المفقودة, وأنهم لن ينجروا إلي أي عنف يزعمون أن أعداء الله والجماعة يخططون له, كانوا يتحالفون مع الأيدي المتوضئة بالدم لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات بدأوها بمحاولتهم الفاشلة لتصفية وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم, وتوجيه قذائف صاروخية في اتجاه بعض السفن بقناة السويس, ونشر القنابل في أماكن متفرقة من البلاد, وإدارة معركة الشيطان في جبال وسهول وشوارع سيناء واعتلاء عمارات عين شمس حاملين السلاح والاعتداء علي الأهالي بالرصاص في الإسكندرية ودمياط بعد صورتهم الحقيقية التي تجلت في كل مكان بمصر وخاصة في كرداسة والفيوم والمنيا وأسيوط والجيزة وأسوان والإسكندرية وغيرها من الوقائع التي أكدت أنهم يتعاملون بسلمية تشبه حملهم السياسي الكاذب بعد أن جربهم الشعب ففشلوا فعاقبهم بإرادته برحيل قيصري مبكر; فهم لا يتأثرون بالدماء ولا بدموع الأمهات ولا صرخات الزوجات ولا يتم الأطفال ما دامت تلك الدماء من غير الأهل والعشيرة. والذي يتابع تاريخ جماعة الشر يجد ما يحدث الآن فصلا مكررا من فصول تجارتهم الزائفة ب الدين دون حرفية التاجر وتثبت سيرتهم غير العطرة أنهم لا يرفعون شعاراته إلا عندما يفكرون في الشر الذي يساوي في عرفهم بين تزوير إرادة الناخبين وسرقة آمال الشعب الثائر والتضحية بأبناء الوطن وتبرير كلاشينكوف المنابر وتحليل الربا وصكوك الخداع وجهاد النكاح وتعمية الآخرين بعداوة اليهود والأمريكان لتحليل عودتهم لمصر علي طريقة عصام العريان الأمنية أو بيع جزء من التراب المصري علي طريقة خيرت الشاطر المالية أو وضع مصر تحت الامتياز الأجنبي علي طريقة حسن مالك الاقتصادية أو إدارة السياسة الخارجية المصرية بنظام التبول اللاإرادي علي طريقة عصام الحداد الدبلوماسية أو منح الأتراك مفتاح مصر باسم الخلافة علي طريقة محمد مرسي البهلوانية أو التغطية علي ما يخطط لمصر في الخفاء علي طريقة رسائل محمد بديع الأسبوعية. لذلك لا أجد غرابة فيما يفعل ويرتكب الإخوان الآن من كبائر العنف ضد الشعب وتهديد الأمن القومي والاتجاه للاغتيالات والتفجيرات الدموية واستخدام السيارات المفخخة فهذا ما تؤكده رسالتهم الأسبوعية الأخيرة التي تحولت إلي ما يشبه كلمة السر لتصفية وزير الداخلية تماما كما فعلوا مع النقراشي باشا عام1948 ضمن سلسلة طويلة من إدمان الدم الحرام والذي جعلهم يفعلون كل الأشياء من أجل الحفاظ علي كرسي محمد مرسي في القصر الجمهوري الذي كان يمنحهم القوة العلنية التي تحرك مخططاتهم الدموية سرا وليست وقائع الجنود ال16 ولا الضباط المختطفين ولا دماء محمد أبو شقرة ورفاقه وما جري لجيكا ومحمد الجندي والحسيني أبو ضيف وغيرهم المئات ببعيدة عن الإدمان الإخواني فمنذ وصول مرسي إلي القصر وخروجه منه لم تدع الجماعة بابا من أبواب العنف والتهديد والوعيد والتخوين والتشكيك والتكفير والإرهاب والقتل إلا وطرقته للحفاظ علي تأشيرة البقاء في أحضان السلطة وكرسي العرش. هذا كله يضع الجماعة أمام خياراتها التي تميل إليها تاريخيا وتؤكدها بالفعل الحالي الفاضح وهو حل الجماعة ومحاكمة قياداتها وعدم التفاوض مع قواعدها أو التصالح مع ما تبقي من رموزها ونسف مستقبلها الذي كان يتجه للسياسة كل الوقت وللدعوة بعض الوقت وبينهما تل من أكاذيب التمسح بالدين والاتجار بثوابته التي هي بريئة من أيديهم الملوثة بالدم وقلوبهم المشوهة بضغائن الشر, فالمصريون لن يتسامحوا فيما قامت وتقوم به الجماعة في حق الشعب خاصة وأنها تفتح كل الأبواب للشر دون باب واحد يعيدهم إلي صفوف الوطن الذي وجهوا له الكثير من طعنات الغدر والخيانة. رابط دائم :