ماذا اصاب الفن المصري وأهله؟.. لماذا ساءت أحوال المسرح العريق وأسدلت ستائره؟.. لماذا تعاني السينما المصرية من أمراض ميئوس من شفائها؟.. لماذا انحدرت الأغنية وسقطت في هذه الهوة السحيقة، بعد ان كانت تتربع بمنتهي الزهو والكبرياء علي القمة؟.. لماذا انحدر مستوي التليفزيون.. الحكومي والخاص.. ولماذا لا يقف أحد في وجه أصحاب البرامج »الملاكي« التي تفوح من بضاعتها رائحة البيزنيس؟.. أسئلة لن يجيب أحد عليها.. لأن العملية »هاصت«، والكل مشغول بالبحث عن الفلوس؟.. وطاحونة الفضائيات العربية والخاصة تريدان انتاجا يغطي ساعات البث الطويلة، بأي كلام، وبأي »همبكة«. أشعر بالحزن والأسي كلما جلست أمام شاشة تليفزيوننا »المبجل« وأري الممثلين قد تحولوا إلي مهرجين.. ممثلة وقورة تطل كل بضع دقائق وفي يدها كيس صابون وتقول بدلال.. »ومن غير سلكة«!!.. وممثل شاب يريد أن يصبح زعيما سياسيا، وآخر لا يكل ولا يمل من تذكيرنا بأنه أصبح من سفراء النوايا الحسنة!! »هيصة«.. و»لغوصة«.. ومسلسلات.. ركيكة تدعي أنها كوميدية.. ومغنواتية نشاز.. وحاجة سخيفة اسمها »توك شو«، يقدمها مذيعون متخلفون.. ومذيعات »مفشكلات«.. ويا حسرتي علي الفن المصري الذي انحط وانهار.. ويا ميت خسارة علي الفن الراقي الذي فقدناه.