الأزمة التي أثارتها التسريبات الصوتية المنسوبة إلي الفريق أول عبد الفتاح السيسي خلال حواره مع الزميل ورئيس تحرير المصري اليوم، ذكرتني بأحداث مسلسل " إسم مؤقت " الذي عرض في رمضان الماضي، الذي يوضح حدة مافيا الصراعات السياسية والعسكرية الداخلية والخارجية في الانتخابات الرئاسية في دولة بحجم مصر.. الحوار اثار دوياً علي كافة المستويات المحلية والعربية والدولية، خاصة مع تزايد شعبية السيسي محلياً وعربياً، وما حدث من تسريبات لشرائط التسجيل واللعب بها يوضح مدي الصراعات السياسية بين المتنافسين من النخب السياسية علي الانتخابات الرئاسية، وهي الصراعات التي تضع القيم والأخلاقيات جانباً، فلم تعد الصراعات قاصرة علي التنافس بين السلطة والمعارضة للوصول إلي الكرسي الرئاسي، بل أصبحت تشتمل علي الصدامات اللا أخلاقية، كل شئ مباح من أجل الوصول إلي الحكم، قتل وتدليس.. كذب وخيانة .. نفاق وضرب في الأعراض، كل شئ مباح المهم الوصول إلي المنصب الرفيع ولو علي جثث الشعوب، أعود لما حدث من تسريبات تم اللعب بها، كما قال الأستاذ ياسر رزق رئيس تحرير المصري اليوم، من قوي وشبكات الكترونية معارضة وهو بالقطع محل تحقيقات الآن، وهو ما يضعنا أمام عدة تساؤلات تتعلق بأخلاقيات المهنة الصحفية التي من ضمنها المصداقية والنزاهة والمسؤولية والحفاظ علي سرية المصادر والدقة في تحري الأخبار وتجنب التحريف والتشويه، من الذي سرب هذه التسجيلات، تسجيلات الحوارات وخاصة المهمة يتم الحفاظ عليها داخل الصحيفة، إذن فالتسريب تم من داخل الصحيفة وهو مايعد قرصنة ومحاولة لتشوية الشخصيات الوطنية، واصطياد شخصين بحجر واحد، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وكاتب صحفي بحجم ياسر رزق، فشخصية وطنية بحجم السيسي لا يمكن التصديق بما نسب إليه في التسجيلات، وشخصية صحفية ومهنية بحجم ياسر رزق وانفراداته الصحفية نعلم جيداً من خلال زمالتنا له لأكثر من ثلاثين عاماً مدي حرصه الشديد علي المهنة وأخلاقياتها، وهناك من يلعب في الماء العكر ليقطع الطريق علي ترشح السيسي وأيضاً هناك من يقطع الطريق علي ترشح حمدين صباحي ويلصق به تهمة التسريبات عن طريق الربط بين ما جاء بالحوار وبين الحكم القضائي الذي صدر بحق سلمي ابنة حمدين صباحي في قضية التسوق الإلكتروني، كل ما يحدث هو محاولة لتمهيد الطريق لجماعة الإخوان للعودة مرة أخري وهو مالن يحدث في ظل تنامي الغضب الشعبي الجارف تجاه حكم هذه الجماعة، لذا لايمكن أن يمر ما حدث بدون عقاب رادع ضد من سرب هذه التسجيلات ومن لعب بها وفبركها وهو محل التحقيقات الآن، ولا يمكن أن يمر ما حدث دون عقاب رادع لأي جريدة أو صحيفة الكترونية تستحل السرقة والقرصنة لأي تسجيلات أو موضوعات صحفية وتزوير مضمونها ونشرها وبث وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام ضاربة بكل الأعراف الصحفية والإعلامية عرض الحائط، فهي جريمة جنائية لاتصل عقوبتها إلي السجن فقط بل الإلغاء والشطب من عضوية النقابة. خير الكلام: لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد لك والملك لا شريك لك، اللهم بحق هذه الأيام المباركة أن تحمي مصر وشعبها من كل شر وتنصرهم علي القوم الظالمين، " لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير ".