د. محمود عطىة الفارق بين المتعلم والمثقف أن المثقف قادر علي تغيير قناعاته كلما جدت حقائق وبان له قدم وزيف ما يؤمن به.. أما المتعلم فقد درس بعض الحقائق وآمن بها وحفظها ولم يعد يري غيرها وظن ظن اليقين ان العالم يسير علي ما تعلمه من حقائق ولا سبيل لتغيرها.. ولو أجهد نفسه قليلا لرأي كيف تتغير الدنيا وتتبدل أفكارها وتتحقق الظنون وتتحول الاماني إلي حقائق شاخصة بين ايدينا.. ولو تدبر مليا يجد ان الجديد يبلي والصغير يكبر والكبير إلي زوال فلاشيء ثابت ولا شيء نهائي.. قانون الحياة أنها في تبدل وتغير مستمرين..! من لا يؤمن بحكمة الحياة في التغير والتبدل تطحنه الحقائق وتتركه متخلفا ملوما محسورا يبكي علي ما عنده ولا يغني عن ذلك شيئا.. كن دائما مستعدا لتقبل كل جديد ومعايشة الحياة كما هي لا كما تتصور ولا كما يرسمها تخيلك..فقد وهبت لنا الحياة ولم يكن لنا اختيار سوي العيش علي قوانينها التي لن نستطيع معها تبديلا..! نحن الذين صنعنا أكوام الجهل وعشوائيات التفكير التي يرفل فيها معظم شبابنا والعديد من متعلمينا..علمناهم تقديس القديم لقدمه والاستهانة بالحديث لجدته.. علمناهم الحفظ والتلقين وكلما أجاد احدهم في الحفظ تقدم الصفوف.. وأقمنا الاحتفالات للحفظ لا للابتكار والتجديد.. ونلوم جماعات علي ما هي عليه وونتعجب معاداتها كل طوائف المجتمع لفرض ما تعلمته وحفظته. نحن الذين صنعنا الساتر الترابي فوق عقولهم وبتنا نحرسه.. وإن هبت الرياح تناثر التراب داخل عيوننا ولم نر شيئا سوي الدمار والخراب بما صنعت جهالة أفكارنا..!