عند مطالعتي للصحف منذ ايام اصابتني صدمة عنيفة بسبب عنوان يقول ( اين عناوين دور المسنين) ووقفت امام هذا العنوان ورأسي يكاد ينفجر ، وانا اتساءل: هل وصل بنا الحال ان يكون آباؤنا وامهاتنا نهايتهم كخيل الحكومة ؟ هل هذا هو جزاؤهم في نهاية الرحلة المضنية التي ذاقوا فيها الامرين لتربيتنا وتوصيلنا لهذه المرحلة التي وصلنا اليها في امن وسلام من مرحلة الضعف الي مرحلة القوة الآن..؟!!.. يقول الله تعالي( وقضي ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما...)، فالله تعالي يقول: »اما يبلغن عندك الكبر« ولم يقل يبلغن الكبر فقط لكنه قال عندك اي معك اي برفقتك. فكيف تسول لك نفسك ايها الابن او البنت ان تضع والدك او والدتك في دار للمسنين بعد ان ادي ما عليه تجاهك من حضانة وتربية وتعليم وسهر وتعب الي ان اصبحت شابا قويا يافعا لك مصدر رزق في الوقت الذي يحتاج اليك فيه الاب او الام او هما معا لانهما اصبحا في مرحلة الضعف من العمر وفي امس الحاجة لمن يرعاهما.. (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة..) فهل يتذكر الابناء ما يفعله الآباء والامهات من اجلهم ويحسنون رد الجميل اليهم في وقت حاجتهم لهذا الجميل..؟!