فقدت منذ أيام شقيقين عزيزين من أبناء أخبار اليوم، من خيرة الأبناء خلقا وعلما وتميزا. الراحلان كرم سنارة وسامي كامل. أذكر اسميهما بدون ألقاب، فهما في الحياة وعندي أكبر من أي ألقاب. لقد نالا حب الناس في الداخل والخارج بخلق رفيع صبغ علاقتهما بكل زملائهما، فلم نسمع عن أي مشاعر سلبية ولو بقدر بسيط يحملها أحد لهما. عرفت كرم سنارة في بداية عملي بقسم التحقيقات الصحفية، هذا القسم الذي رسخ بداخلي قواعد وخبرة الصحافة الحقيقية وتعلمت خلال عملي به سر المهنة في أخبار اليوم . كانت علي رأس القسم الأستاذة الفاضلة عفاف يحيي ومعها أسرة القسم الراحلون رحمهم الله جميعا الأساتذة جمال الشرقاوي وسيد الجبرتي ومحمود عبد العزيز حنفي وبدر الدين أدهم وكرم سنارة . كان كرم نموذجا للشاب الريفي في خلقه وللصحفي النابه في عمله وللرجل الأمين الكريم في سلوكه وتعاملت معه وشاركته العديد من التحقيقات الصحفية وصارت علاقة متينة لم تضعف ولم تتغير حتي بعدما سافر كرم للخارج لسنوات عديدة، فقد استمر الحب والود وحتي آخر لحظات حياته كانت ابتسامتنا عند اللقاء تكشف وتعبر عما بداخل كل منا تجاه الآخر . أما العزيز الأستاذ سامي كامل فقد كان خير شقيق وصديق عندما انتقل للعمل في القسم السياسي، جاورته في المكتب كما كنا جيران في شبرا حيث السكن وعندما اقتربت من سامي كامل وجدت إنسانا رفيع الخلق، مهنيا متميزا، كان من أهم سماته، ثقته في نفسه وفيما يقدمه من إنتاج للنشر . كنت أتوقع أن يتولي سامي كامل رئاسة التحرير في وقت ما، لكن ظروفا خاصة منعته من الاستمرار في القاهرة وانتقل للحياة في موطنه الأصلي بمحافظة المنيا. ثلاثون عاما مضت في غمضة عين، لا نعرف من يودع من، ومن سيكتب عن من .