لافروف خلال لقائه نظيرته الجنوب إفريقية أطلق الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونائبه ووزير خارجيته جون كيري حملة تعبئة مكثفة لإقناع أعضاء الكونجرس المترددين بالموافقة علي قراره توجيه ضربة عسكرية إلي سوريا. أفاد مسئول كبير في البيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي ونائبه جو بايدن وكبير موظفي البيت الأبيض بدأوا حملة لإقناع أعضاء الكونجرس بالموافقة علي قراره باستخدام القوة العسكرية ضد النظام السوري. وأضاف المسئول في البيت الأبيض أنهم جميعا ضاعفوا عدد المكالمات الهاتفية مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونجرس. وقال "في كل المكالمات واجتماعات الإحاطة نكرر الحجة الأساسية نفسها: إذا لم نفعل شيئا ضد الأسد ستضعف قوة الردع للمعاهدة الدولية لحظر استخدام الأسلحة الكيماوية وهذا قد يشجع الأسد وحليفيه الأساسيين حزب الله وإيران الذين سيرون أن انتهاكا صارخا إلي هذا الحد للقواعد الدولية لا تترتب عليه أي تبعات". من جانبها حذرت روسيا مجددا من أن توجيه ضربة عسكرية إلي سوريا سيؤدي إلي تأجيل مؤتمر السلام في جنيف لفترة طويلة "إن لم يكن إلي الأبد". وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن مؤتمر السلام المقرر عقده في جنيف للتوصل إلي تسوية للنزاع في سوريا سيؤجل لفترة طويلة "أن لم يكن للأبد" إذا مضت الولاياتالمتحدة في خطتها الخاصة بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا. وأصاف لافروف خلال مؤتمر صحفي مع وزيرة خارجية جنوب أفريقيا إن بلاده "غير مقتنعة" إطلاقا بالأدلة التي قدمتها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها لتأكيد استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية. وقال لافروف "ما عرض علينا هو بعض الصور الخالية من أي شيء ملموس: لا خرائط جغرافية ولا أسماء.. ما عرضه علينا شركاؤنا الأمريكيون وكذلك البريطانيون والفرنسيون في الماضي وفي الآونة الأخيرة لا يقنعنا علي الإطلاق". من جانبها قالت الصين أمس أنها قلقة للغاية من أي تحرك عسكري منفرد ضد سوريا. وقال هونج لي المتحدث باسم الخارجية الصينية إن الولاياتالمتحدة شرحت للصين أدلتها علي استخدام أسلحة كيماوية في سوريا. وقالت الصين من قبل إنه علي الخبراء الدوليين إجراء تحقيق موضوعي محايد بالتشاور مع الحكومة السورية. وفي باريس، أفاد مصدر حكومي أن الحكومة الفرنسية ستضع تحت تصرف البرلمان وثائق توضح مسئولية النظام السوري عن الهجوم الكيماوي المفترض في 21 أغسطس في ريف دمشق. وقال المصدر أن الوثائق تتضمن "مجموعة من الأدلة تسمح بالتأكد بشكل جيد من أن النظام هو المسئول عن الهجوم الكيماوي". وقالت اليزابيث جيجو رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي إن الحكومة لن تذعن لمطالبات شخصيات من المعارضة بإجراء تصويت في البرلمان علي ما إذا كان يتعين اتخاذ إجراء عسكري ضد سوريا. وقالت جيجو وهي من الأعضاء المخضرمين في الحزب الاشتراكي الحاكم: "في وضع معقد مثل هذا نحتاج للتمسك بالمبادئ أي بالدستور الذي لا يلزم الرئيس بإجراء تصويت أو حتي مناقشة". وفي أنقرة، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن أي تدخل عسكري ضد سوريا يجب أن يهدف إلي إنهاء حكم الرئيس بشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي "أود أن أؤكد أن اتخاذ إجراءات مؤقتة في سوريا لن يكون كافيا. استهداف أهداف محلية علي نطاق محدود وتفادي حل نهائي سيؤدي إلي تفاقم الأوضاع في البلاد". ودعا اردوغان إلي اتخاذ إجراءات ضد النظام السوري وقال إنه سيجري مشاورات ثنائية مع أوباما ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين الأسبوع المقبل.