اثارت العديد من الشخصيات العامة الجدل مؤخرا بين اوساط المجتمع المصري المختلفة مابين مؤيد او معارض..وسواء اتفقنا معها او اختلفنا الا انه مما لاشك فيه ان هذه الشخصيات قد فرضت نفسها علي المجتمع المصري بما تملكه من سلوك وتصرفات سواء كانت في السواء او التطرف مما دعا الي ضرورة ثبر أغوار تلك الشخصيات والعمل علي تحليلها بطريقه موضوعية وعلمية مقننة للوقوف علي بنائها النفسي ومكوناتها المختلفة.. وقد قام الدكتور وليد هندي استاذ التحليل النفسي بالاسكندرية بالتحليل النفسي لبعض الشخصيات علي الساحة السياسية بداية بالفريق عبد القتاح السيسي وزير الدفاع الذي يعد من ابرز سماته النفسية انه شخصية محافظة فلا هو يميني ولن يكون يساريا.. منظم ذهنياً يملك رؤيه تمكنّه من تحديد الأهداف بدقة ولا سيما البعيدة منها او غير المرئية للعامة.. لديه حب غير عادي للوطن يجعله يؤثر علي نفسه ولو كانت بها غضاضة.. خلفيته العسكرية غرست فيه معاني الاتقان والانضباط والمسئولية.. حينما يقسم للشعب المصري فهو يعرف معني القسم . فالقسم في العسكرية يعني الشرف.. تنطبق عليه نظرية "الرجل العظيم" والتي ترتكز علي مسلّمة نفسية هامة وهي أن هناك أشخاصاً ذوي مواهب فذة تمكنهم من التحكم في مجري التاريخ...فالقادة يولدون لا يصنعون وفق المسلمات النفسية لهذه النظرية... كما أن الفريق السيسي لديها إستشراق للمستقبل وهي إحدي السمات العقلية المعرفية للقائد الناجح كما انه يتمتع بالصحة الجسمية واليقظة الذهنية والتواضع والقدرة علي التجديد ويستطيع خلق روح معنوية عالية في الجماعة وهو ما يحتاجه بشدة الشعب المصري في هذه الحقبة الزمنية الفارقة.. ويتسم أيضاً بالغموض والذي قد يحير الأعداء والمناوئين وهو ما تجسد في ارتدائه للنظارة السوداء التي ارتداها في إحدي خطبه الشهيرة..شخصية محمد البرادعي هي شخصية جافة لا تمتلك الكاريزما يتسم ب "الذكاء الوظيفي " العالي جدا والذي قد يمكنّه من اعتلاء أقصي درجات السلم الوظيفي وأرقاها في أي مؤسسة قد يعمل بها فهو "موظف ناجح فقط ولكن لا يملك الرؤيا الثاقبة حلوله تقليدية طريقة تفكيره نمطيه كما انه ميكافيللي النزعة الغاية عنده تبرر الوسيلة وقد ظهر هذا لديه في تعاونه مع الإخوان المسلمين في مرحلة ما قبل 25 يناير علي الرغم من أنه علماني التوجه.. وقد تجلت ميكافيليته في موقفه الأخير عند فض اعتصام رابعة العدوية فأسرع بتقديم استقالته للحفاظ علي صورته أمام الغرب في أنه يتبرأ من إسالة الدماء وهو الذي لم يهتز له رمش عند إبادة مئات الألوف من الشعب العراقي العربي المسلم حينما كان يعمل في رئاسة الطاقة النووية وهو متيقن تمام اليقين بأن العراق لا تمتلك أياً من الأسلحة النووية ولا حتي البدائية منها.. ليس لديه انتماء حقيقي للوطن فهو غير متلاحم مع اهله وشعبه وقد ظهر شعوره بالاغتراب والجفاء مع المجتمع المصري جليا في تلعثمه الواضح عند التحدث باللغة العربية وهي اللغة الرسمية للشعب المصري والتي لم يعتاد عليها طوال العشرات من السنين التي قضاها بالخارج متحدثا الإنجليزية بطلاقة.. دائم الاستخدام لكلمات المطاطية كالحداثة والتفكير العقلاني والنهضة المرجوة ليداري بذلك علي انعدام احساسة بوجيعة الشعب المصري وتلمس أسباب عنائه ومشاكله.. شخصية محمد مرسي من الناحية العلمية ينام الإنسان ثلث حياته... فإذا ما اضفنا إليها سنوات الحبس للدكتور محمد مرسي فكيف يتسني لإنسان قضي نصف عمره نائماً أو محبوساً أن يكون لديه الملكات العقلية والمعرفية والاجتماعية للقيادة ؟؟ فسنوات حبسه قد أثرت في بنائه النفسي وظهرت بشدة في كلماته وانفعلاته وإيماءاته وحركاته اللا إرادية.. فقد قضي عشر سنوات تقريبا لا يري إلا السجّان الذي أمره ويزجره..فتوحد مع شخصيته بل تقمصها وهو ما ظهر جلياً في نبرة صوته الجافة والعالية واستخدامه الدائم لأصبع السبابة مع التهديد والوعيد والشتم والسب بل القدرة علي التنكيل بمعارضيه وسكوته عن سحل المواطنينوهو نفس الأسلوب الذي كان يستخدم معه أثناء سنوات حبسه- وكأنه عاد لينتقم من كل مواطن مصري شريف عاش حياة هانئة آمنة.. ومن أبرز السمات النفسية التي ظهرت علي مرسي طوال فترة حكمه هي أنه كان يعيش "أزمة هوية " فهو أقسم منذ الزمن البعيد علي السمع والطاعة لأهله وعشيرته وبعد أن أصبح حاكماً أقسم علي احترام القانون وهو ما يخالف عقيدته وشريعة جماعته الإرهابية المتطرفة فوقع بين فكي الرحي فرأيناه مرتبكاً..متردداً..يأخذ القرار وعكسه.. يتحدث كثيراً ولم يقل شيئا.. يمشي يميناً ويسارا في أحد خطاباته وكأنه مطرب شعبي مبتذل.... غير قادر علي اتخاذ أي قرار لأنه في الأساس لا يملك القدرة علي إصداره.. دفع فاتورة تهميشه وانعدام شخصيته علي كرسي الرئاسة غالياً..فخسر العرش وانهارت جماعته..شخصية باراك أوباما هي شخصية ذكية جداً.. صاحب كاريزما خاصة.. متأثر تأثراً شديداً بنجوم هوليود وأبطال السينما الأمريكية فهو ممثل بارع لديه قدرة علي الإقناع وتلبيس الحق رداء الباطل يتحكم بإتقان في عضلات وجهه أثناء الحديث نظرات عينيه ثاقبة يستطيع التحكم في طبقات صوته ونبراته حسب ما تتطلبه المواقف ومستجداتها ولذلك فقد نراه كالثعلب أو الذئب المكار الذي قد يظهر يوما في ثياب الواعظين.. إنسان بلا عواطف ومنفذ جيد لسياسات بلاده حتي لو تطلب الأمر إبادة شعوب العالم بسكين بارد.. فهو ليس لديه عزيز.. يتاجر بأي شيء في سبيل الحصول علي مصلحته ومكاسب بلاده.. فقد تاجر ببشرته السمراء من أجل الحصول علي التعاطف وكسب أصوات الناخبين.. كما تاجر بالدين حينما خاطب ود المصريين في مرحلة ما قبل ثورة 25 يناير.. قارئ جيد للمتغيرات التي تدور من حوله فهو ليس مكابراً وهو ما ظهر جليا في التراجع عن مواقفه المتشددة تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو وبعدما لمس الإرادة المصرية الحقيقية للشعب مع إصرار قيادة قواته المسلحة علي إعلاء كرامة الشعب وعدم هوانه بعد هذا اليوم الفاصل في التاريخ والذي نزح فيه الناس إلي الشارع بالملايين..شخصية صفوت حجازي شخصية هلامية.. تبحث عن دور.. محباً للظهور.. متلون كالحرباء.. سيكوباتي النزعة فهو لا يستطيع تأجيل أي منفعة آجلة من أجل الحصول علي اللذة العاجلة فقد كان عميلاً لأمن الدولة ينقل خبايا وأسرار جماعة الإخوان الإرهابية من أجل الحصول علي إمامة مسجد مميز يصل به إلي الشهرة والأضواء وما يترتب علي ذلك من سفر للخارج وإدرار مكاسب مادية سريعة.. وحينما قامت الثورة إرتدي قناع الثورية وكأنه سبارتاكوس العصر.. ومع تولي مرسي للقيادة كان أول من قبّل يده في مشهد مثير للإشمئزاز بميدان التحرير... نصّب من نفسه بوقاً إعلامياً للإخوان دون أن يطلب منه ذلك فكان صحاف العصر في موقعة رابعة العدوية وأطلق العديد من الأكاذيب حتي إنه كان يحلف بالطلاق زوراً وبهتاناً ليتخطي مسيلمة الكذاب في الزور والبهتان.. ولأنه شخصية جبانة بطبيعتها رأيناه أول من قذف من المركب وفر هارباً متنكراً إلي ليبيا تاركاً من ضلله من الشباب يواجه مصيره الحتمي في الحبس أو الضياع أو التجريس المجتمعي ونظرة الكره والازدراء.. باع مرسي في تحقيقات النيابة كما باع من قبله وأكد في أقوله أنه مع عزل مرسي ومحاكمة الإخوان فهو إنسان فقير الاستبصار متمركز حول ذاته قليل الذكاء انتهي به الحال إلي السجن مثله في ذلك مثل معظم الشخصيات السيكوباتية المفتقدة للضمير والتي تملك سلوكاً مضاداً للمجتمع...وأضاف الدكتور وليد هندي ان الشخصية المصرية تتسم بمجموعة من الخصال والسجايا التي قلما يتسم بها أي شعب آخر مجتمعه علي ظهر كوكب الأرض..فالمصري ذكي بالفطرة.. دمه خفيف يواجه أعتي المشكلات والأزمات بالنكته والضحكة والابتسامة لديه الطموح.. يمتلك الإصرار.. وحينما ينتفض لن يقدر عليه أحد.. متدين بطبيعته تدينا حقيقيا لا ظاهريا حتي قبل ظهور الأديان.. فالمصري القديم هو أول من عرف التوحيد منذ أكثر من سبعة آلاف عام.. وهذا التدين الكامن جعل منه فريسة سهلة للاستمالة والوقوع في براثن الأفاقين من مدعي الدين.. وقد ظهر ذلك بوضوح في موقفين شهيرين اولهما في منتصف الثمانينيات حينما انتشرت شركات توظيف الأموال رافعة شعار الدين فقامت بسلب أموال المصريين وسرقة تحويشة العمر لدي الكثير منهم متسترين برداء الدين.. والمرة الثانية حينما جاء التيار الديني ممتطياً حصان طروادة مرة أخري بعد ثورة 25 يناير رافعاً شعار النهضة فكسب تعاطف المصريين.