واشنطن - وكالات الأنباء : نفي وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان تكون الولاياتالمتحدة قد فشلت في احراز تقدم في افغانستان وقال ان القوات التي يقودها حلف الاطلسي تحقق بعض التقدم. وتاتي تصريحاته في اطار مساعي الادارة الامريكية للدفاع عن الحرب في افغانستان وسط مؤشرات مقلقة من البلد المضطرب وارتفاع عدد القتلي بين صفوف القوات الامريكية المنتشرة هناك.وقال جيتس "لا اعتقد أننا لا نحرز تقدما، بل اعتقد اننا نحقق بعض التقدم .. واعتقد اننا نتقدم الي الامام". وجاءت تصريحات جيتس بعد يوم من اجبار قائد القوات الامريكية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال علي الاستقالة بسبب تصريحات مسيئة لمسئولين في الادارة الامريكية في مقابلة نشرتها احدي المجلات هذا الاسبوع. واعرب جيتس في رسالة الي القوات والحلفاء و"الخصوم" عن تأييده للتغيير في قيادة الجيش، الا انه قال ان ذلك لا يعني اي تغيير في الاستراتيجية أو في التزام واشنطن بشن الحرب في افغانستان. وقال "يجب ان لا يسيء اي شخص سواء كان من الخصوم او الاصدقاء او علي وجه الخصوص قواتنار ويفسر هذه التغييرات في الشخصيات علي انها تراخ في التزام الحكومة بمهمتنا في افغانستان". واكد "نحن لا نزال علي التزامنا بهذه المهمة". وقال ان تصريحات ماكريستال المسيئة "غير مقبولة" وكان لا بد من استبداله. وصرح الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان المشتركة انه سيغادر الولاياتالمتحدة الخميس المقبل للقيام بجولة في افغانستان وباكستان لطمأنة قادتها علي ان استراتيجية واشنطن لن تتاثر برحيل ماكريستال. واعرب مولن عن تأييده لقرار اوباما اقالة ماكريستال وقال ان تلك الخطوة كانت ضرورية لاثبات ان الجيش الامريكي لا يزال مؤسسة "محايدة" مسئولة امام السلطات المدنية. وفي وصفه للتحدي الذي تمثله المهمة في افغانستان، استشهد مولن بما قاله القائد الجديد في افغانستان الجنرال ديفيد بترايوس بان المهمة "صعبة ولكنها ليست مستحيلة". وقال جيتس انه خلال اجتماعاته في البيت الابيض لمناقشة مصير ماكريستال، كان اوباما اول من اقترح استبدال الجنرال وتعيين بدلا منه بترايوس الذي ينسب اليه الفضل في تحويل مسار الحرب في العراق. واضاف ان تلك كانت "فكرة الرئيس". وعلي صعيد متصل ، أعلن أوباما أن الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان لن تتغير مؤكدا أن بترايوس الذي عين الأربعاء الماضي قائدا للقوات الدولية في هذا البلد سيكون استثنائيا. وتزامنت الضجة حول ماكريستال مع انباء قاتمة من افغانستان. فقد كان شهر يونيو اكثر الاشهر دموية بالنسبة للقوات الاجنبية التي تقودها الولاياتالمتحدة في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات، حسب احصاءات وكالة الأنباء الفرنسية. وقتل 79 جنديا اجنبيا حتي هذا الوقت من الشهر نتيجة الحرب في افغانستان، حسب الاحصاءات التي تستند الي موقع "ايكاجوالتيز.كوم" المستقل، ليبلغ 1870 عدد الجنود الاجانب الذين قتلوا منذ بدء الحرب في افغانستان في اواخر 2001. ومن ناحية أخري ، جددت الادارة الامريكية ثقتها بكبار ممثليها المدنيين في افغانستان وذلك ردا علي دعوات اطلقها البعض لاستبدال هؤلاء المسئولين في غمرة تغيير رأس القيادة العسكرية الامريكية في هذا البلد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية مارك تونر ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لديها "ملء الثقة" بكل من السفير الامريكي في كابول كارل ايكنبيري والمبعوث الخاص في افغانستان ريتشارد هولبروك. وكان عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان جون ماكين وليندسي جراهام والسناتور المستقل جو ليبرمان وجهوا انتقادات قاسية الي الدبلوماسيين الامريكيين العاملين في كابول، ولكن دون ان يصلوا فيها الي حد المطالبة باستقالة السفير كارل ايكنبيري.