د. مىنا بدىع عبدالملك وقف القائد المصري الشجاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ليعلن للعالم أجمع: (إن شرف حماية إرادة الشعب أعز من الحكم. وأن مصر تتسع للجميع ولن نسكت أمام تدمير البلاد والعباد وحرق الوطن أو ترويج الاقتتال الداخلي). وعندما قامت مجموعات الجماعة الإجرامية بتدمير وحرق كنائس الأقباط، لم يخف الأقباط ولم ينزلقوا في بئر الفتنة الطائفية لأنهم أدركوا منذ اللحظة الأولي أنها أمور مفتعلة - بالأتفاق مع أمريكا والمانيا وتركيا وقطر - لزحزحة استقرار الوطن، بل إن البطريرك القبطي البابا تواضروس البطريرك 118 أعلن بكل صراحة ووضوح وصدق - علي لسان كل قبطي بل وعلي لسان كل مصري - أننا كأقباط نقدم كنائسنا قرباناً لحرية الوطن وتحريره من المفسدين. مما حدا بالكاتب الكويتي القدير الأستاذ أحمد الجار الله أن يسجل مقالاً رائعاً بجريدة السياسة الكويتية بعنوان: (شكراً لكم يا أقباط مصر)، حيث وصف أقباط مصر بقوله: طلاب وحدة، حماة وطن، مؤمنون بالتعايش الوحدوي بين أبناء الشعب من دون تفرقة، تتعالون علي جراح تسبب بها جهلة متطرفون حاقدون علي الإنسانية، وليس فقط علي من يخافونهم الرأي. ليس هذا فحسب، بل إن الأقباط أصروا علي حضور القداسات في الكنائس المحترقة مرددين القول: (الحياة تعمل فينا، والموت يعمل فيكم). وتجلت عظمة المصريين عندما تشارك أبناء الشعب الواحد في حماية المقدسات المصرية سواء الإسلامية أو المسيحية. تشابكت أيدي المصريين الشرفاء لحماية المساجد والكنائس بالتضامن مع رجال الشرطة البواسل. تجلت عظمة المصريين عندما قاموا بتكوين لجان شعبية لصد غزوات الجماعات الإجرامية التي تحاول بشتي الطرق أن تحرق الوطن، وهم لا يعلمون أن مصر أكبر من هؤلاء جميعاً. لم يهتز المصريون الشرفاء أمام التهديدات الأمريكية بوقف إمداد مصر بالسلاح، ولا بالتهديدات الألمانية -الحليف الأمريكي!!- في قطع معونة الأسلحة. مصر لن تسجد لأحد، ولن تُقّبل قدمي أحد، ولن تستجدي من أحد، ولن تستنجد بأحد، لأن المصريين أصحاب إرادة، أصحاب مبادئ.. لقد لقن المصريون العالم كله درساً في الديمقراطية الحقيقية، وكيف يكون للشعب الكلمة العليا في تحديد المصير. لقد أدرك المصريون الشرفاء أن في وعود أمريكا لجماعة الإخوان لتحقيق المشروع الأمريكي المدمر في منطقة الشرق الأوسط بمثابة من لا يملك أعطي وعداً لمن لا يستحق. الآن يقف المصريون - في خط المواجهة - أمام قوي الإرهاب والغدر، ولن يتراجع المصريون عن قرارهم. في 30 يونيو خرج المصريون لمساندة الجيش في تحقيق الحرية، وفي 3 يوليو وافق المصريون علي خارطة الطريق، ومازال المصريون ماضين في طريقهم نحو تحقيق الهدف المنشود. إنه المجد المصري الذي يتعظم كل يوم من مشارق الشمس ومغاربها. إن سار المصريون في أودية ظل الموت فلن يتملكهم الخوف لأن الله معهم. وإن كان الله مع المصريين فمن يقدر عليهم؟ إنه درس مصري للعالم أجمع.