أخيراً أصبح لدينا مسئول قادر علي القيام بدوره باقتدار. فاجأنا الدكتور مصطفي حجازي مستشار الرئيس للشئون الاستراتيجية بخطابه القوي، المقنع، الذي يتمتع بهندسة فكرية، ومنطق في ترتيب الأفكار، واختيار الكلمات الدالة، ذات المعني والمغزي. مصر لا تمر "الآن" بمرحلة انتقالية، بل بمرحلة تأسيسية. نحن نؤسس الآن للدولة المصرية الديمقراطية الحديثة. هذه إحدي عباراته الرصينة المحكمة في المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده عصر يوم السبت الماضي -أمس الأول- وحضره ممثلو الصحف وأجهزة الإعلام المصرية والعربية والعالمية. مصر ليست دولة رخوة ولا فضائية. مصر دولة قوية تملك إرادتها ورؤيتها المستقلة للمستقبل. نحن في حرب مع الإرهاب، ولسنا في نزاع سياسي. هذه بعض من تصريحاته. الخطاب كان موجهاً باللغتين الإنجليزية والعربية، مصحوباً بترجمة فورية من مترجمة محترفة ومع ذلك تحدث هو بالإنجليزية أحياناً وبالعربية أحياناً أخري وشعر المشاهدون أنه طليق اللسان بكلتا اللغتين، يتكلم بثقة تعكس الفهم العميق للواقع السياسي المصري الراهن، وهدوء الإنسان الذي يؤمن تماماً بما يقول ولا يحتاج إلي مجهود ليوصل ما يريده للآخرين. فعندما يكون الإنسان صادقاً، واثقاً تخرج الكلمات من حنجرته قوية متدفقة، غير مترددة. وهذا ما شعر به الجميع وهو يستمع بل ينصت بكل حواسه لخطاب مصطفي حجازي، ثم ردوده القاطعة، الواضحة علي الصحفيين. أخيراً وجدنا من يقول كلاماً له معني، ويواجه الأسئلة التي تحمل تشكيكاً مثل سؤال مراسل صحيفة اللوموند الفرنسية، هذا السؤال الملتوي، المغرض الذي رد عليه مصطفي حجازي بمنتهي القوة والإقناع. كثيرون عبروا عن فرحتهم بظهور قامة مصرية شابة رفيعة المستوي. امتلأت مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك وتويتر بالتهليل والترحيب بهذا النجم السياسي الجديد وهو بالفعل يستحق تلك الحفاوة، خاصة من الشباب المتعطش لظهور شخصيات مشرفة تمثل مصر في كل المواقع والمحافل الدولية. الرؤية الواضحة كانت أهم ما ينقصنا في السنوات الماضية، سواء قبل ثورة 25 يناير أو بعدها والواضح الآن أن هذه الرؤية التي تمثل حجر الزاوية لأي بناء حقيقي قد بدأت في التبلور، والدليل علي ذلك أن المواقع المهمة يحتلها الآن مصريون أصحاب قدرات وكفاءات لا يخطئها عقل. الكلام محسوب، وخارطة المستقبل أصبحت واقعاً لا خيالاً، والظروف شديدة الصعوبة التي تمر بها مصر الآن في تصديها الباسل لجحافل التنظيم الإرهابي المسمي : الإخوان المسلمون، يتحملها الأغلبية العظمي من المصريين برضا كامل وصبر وفرح.وذلك لأن الأمل يسطع في سماء بلادنا الآن مثل الشمس المشرقة. سوف تصبح مصر من أعظم بلاد الدنيا. سوف ننجح في حربنا الشرسة ضد الإرهاب الوحشي الذي تصور قادته أنهم قادرون علي انتزاع مصر وهزيمتها. سوف ننجح بقوة إيمان شعبنا وجيشنا العظيم بقيادة البطل الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي حمل علي عاتقه مصير شعب في أحلك الظروف، ولم يهتز أو يتردد في تحمل تلك المسئولية التاريخية. ولا أستطيع أن أنهي مقالتي هذا الأسبوع دون أن أشكر بالنيابة عن الشعب المصري كله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وأشيد بموقفه التاريخي الذي لن ينساه له الشعب المصري علي مر الزمان. وكذلك أحيي مواقف الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت والملك عبد الله ملك الأردن والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية. هؤلاء أثبتوا أنهم عرب أوفياء للأم الكبيرة مصر. أما أمريكا وتوابعها في أوروبا فأقول لهم جملة واحدة: "علي الباغي تدور الدوائر".