"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" هذه الاية هي جزاء كل من يلقيالشهادة من ضباط وجنود القوات المسلحة البواسل دفاعا عن الوطن. لم تؤثر عليهم ما ورد علي مسامعهم من استشهاد زملائهم في الاكمنة المختلفة سواء المنتشرة داخل مدينة العريش أو علي الطرق الموصلة لباقي مدن شمال سيناء مثل رفح والشيخ زويد وصلاح الدين..الحقيقة الهامة انهم اتفقوا علي ردع الارهاب والقضاء علي محاولات ترويع وتخويف المواطنين.. فمع بداية الهجمات الارهابية المسلحة علي محافظة شمال سيناء منذ عزل الرئيس محمد مرسي راح ضحية هذه العمليات التي تتسم بالخسة والدناءة العشرات من ضباط وجنود الشرطة والقوات المسلحة بالاضافة الي إصابة عدد كبير ايضا في الاكمنة المختلفة. والكمين الذي نحن بصدده هو"كمين الصفا" الذي استشهد فيه 8 جنود من القوات المسلحة والذي يعتبر أكبر كمين استشهد فيه هذا العدد منذ بداية العمليات الارهابية. في هذه الليلة لم يغمض لهم جفن وظلوا واقفين يحملون أسلحتهم يصوبونها تجاه الارهابيين لم يهمهم أرواحهم التي يحملونها بين أيديهم قدر ما يهمهم أن يحافظوا علي أرواح مواطني سيناء الذين عاشوا ومازالوا يعيشون أياما صعبة مليئة بالخوف والذعر جراء هذه العمليات. ومع انتهاء فترة نوبتهم وحراستهم للطريق اتخذوا قرارا أن يستريحوا داخل خيمة خاصة بهم علي ان يعودوا مرة أخري للحراسة.. وفجأة ومع انتهاء خيوط النهار بدأ الارهاب في شن عملياته"الدنيئة" كخفافيش لم تنطلق الا مع اقتراب سواد الليل علي هؤلاء الجنود وأمطروهم بوابل من الطلقات العشوائية التي قتلت 8 من خير جند الارض واصابة 2 آخرين.. بأي ذنب قتلوا وأصيبوا سوي أنهم يدافعون عن تراب الوطن من بطش هؤلاء العملاء والخونة .. وسالت دماؤهم الزكية علي الارض تكتب الفصل الاخير في حياتهم وكأنها تتكلم وتقول"لا للإرهاب". علي الفور أنتقلت الدبابات والمدرعات التابعة للقوات المسلحة يرافقها سيارات الاسعاف لنقل الشهداء والمصابين من موقع الحادث.. وتم غلق جميع الطرق الجانبية المؤدية الي الطريق الرئيسي المتواجد فيه "كمين الصفا". انتقلت "الاخبار" الي موقع الكمين بعد نصف ساعة من شن هذه العملية الارهابية المسلحة لرصد المشهد.. وساعد الاهالي رجال الاسعاف في إدخال المصابين الي السيارات لسرعة نقلهم للمستشفيات..ورصدت "الاخبار" حالة الخوف والذعر التي ارتسمت علي وجوه السكان.