لماذا بات الإخوان يكرهون الفريق أول عبدالفتاح السيسي كل هذه الكراهية التي أعمتهم لدرجة الاعتداء علي صبية يعلقون صوراً له فوق دراجاتهم؟! ولماذا صار القائد العام للقوات المسلحة هدفاً رئيسياً لهم؟.. يسبونه صباحاً ومساء.. ويتعهدون بالانتقام منه.. ويتطلعون إلي إبعاده عن قيادة قواتنا المسلحة.. بل إنهم تجرأوا وطالبوا بإبعاده عن البلاد ليعيش خارجها أسوة بما طرحه الوسطاء الأوروبيون والأمريكان بنفي الرئيس السابق مرسي خارج مصر لإنقاذه من السجن. إن الإخوان يروجون الآن أن الفريق السيسي خدعهم وخانهم حينما انحاز لإرادة جموع الشعب المصري ورفض أن تكون القوات المسلحة أداة لكسر هذه الإرادة لكن الحقيقة التي لا يستطيع الإخوان إخفاءها أنهم لم يثقوا يوماً في الفريق السيسي رغم أنه تم تعيينه في منصبه خلال حكمهم.. وكان بعض قادتهم في مكتب الإرشاد يحذر مرسي منه ويتحينون الفرصة للإطاحة به هو ورئيس الأركان. ولذلك لم يستجب مرسي لنصائح السيسي المتتالية له، بعد تصاعد المعارضة الشعبية ضده، ولم يكن ممكناً لقيادة وطنية لقواتنا المسلحة أن تكتفي بالصمت وتقف متفرجة ولا تنحاز لشعبها صاحب الحق الوحيد. ولذلك.. ليس مستبعداً أن الإخوان يبغون الانتقام من الفريق السيسي عقاباً له علي انحيازه للشعب، خاصة أن الإخوان أساساً انتقاميون وهم لا يخفون ذلك، بل يتفاخرون به لدرجة السذاجة، حينما اعتبروا هزيمة يونيو 76، واغتيال السادات وثورة 52 يناير انتقاماً إلهياً لهم من عبدالناصر والسادات ومبارك علي ما فعلوه بهم! لكن الأغلب أن هناك أسباباً أخري للكراهية الشديدة التي يحملها الإخوان تجاه الفريق السيسي تتجاوز الرغبة في الانتقام منه لانحيازه للشعب المصري، الذي خرج بالملايين ينشد التخلص من حكم استبدادي أراد الاستيلاء علي مصر والقضاء علي هويتها. والأغلب أيضاً أن أهم هذه الأسباب أن الفريق السيسي حاز ثقة شعبية جارفة لم تحصل عليها شخصية مصرية منذ قرابة نصف قرن مضي.. وهذه الشعبية أثارت قلقهم مثلما أثارت غيرة طامعين آخرون في رئاسة مصر.. وشاركهم في هذا القلق الأمريكان، لأن هذه الشعبية الجارفة اكتسبها السيسي علي قاعدة الوطنية المصرية، لأن المصريين رأوا فيه قائداً وطنياً قادراً علي تحدي أي قوي من أجل مصلحة بلده وشعبه.. لذلك شن الإخوان، وما زالوا، حملات هجوم واسعة ضد الفريق السيسي، وسعوا للتخلص منه بالإبعاد تماماً عن مصر كلها وليس فقط عن المشهد السياسي.. فهم يرونه لم يكن خطراً عليهم في الماضي، أو خطراً عليهم في الحاضر، لكنهم يعتقدون أن الفريق السيسي سيظل خطراً عليهم في المستقبل إذا ما ظل موجوداً في مصر وعلي رأس القوات المسلحة.. وهم في ذلك يتفقون مع الأمريكان الذين يخشون تكرار نموذج الزعيم جمال عبدالناصر في مصر مجدداً لأنهم يعادون الوطنية المصرية والقومية العربية. لذلك فإن السيسي يحتاج لأكبر دعم شعبي له ليس من أجله شخصياً أو حماية لحياته، وإنما حتي لا تنتكس ثورة 03 يونيو.. فنحن لا نخوض فقط مجرد معركة لكي نتخلص تماماً من نظام حكم مستبد يتخفي برداء الدين، إنما نخوض حرب استقلال وطني عدونا فيها تنظيم عالمي يخاصم الوطنية، وقوي عالمية تسانده ولا تريد لنا أن نحظي باستقلالنا وتبغي فرض الهيمنة علينا.