فريدهلم أدولف... مواطن ألماني يبلغ 47 عاما... يعيش في شقة بالإيجار في إحدي العمارات السكنية بمدينة دوسلدورف.... أدولف مدخن شره طوال سنوات عمره... وهو يمارس حقه الطبيعي في التدخين داخل شقته منذ سنوات عديدة...... فجأة أصبح السيد أدولف مهددا بالطرد من شقته... فلقد اشتكي سكان العقار من تسرب دخان السجائر من داخل فتحات الشقة ومن تحت بابها بحيث أصبح الجيران يشمون »فقط يشمون« رائحة الدخان أثناء تحركهم في طرقات العمارة وردهاتها!.... ولم تكذب مديرة العقار خبرا وأبلغت السلطات المحلية وتحول الموضوع إلي قضية!... وأصدرت المحكمة حكما يقضي بضرورة قيام السيد أدولف باتخاذ التدابير اللازمة لمنع تسرب الدخان من تحت باق شقته... وإلا سيكون مصيره الشارع... نعم الشارع بسبب دخان السيجارة التي يدخنها في شقته الخاصة!! السيد أدولف يعيش في شقته ولم يؤذ أحدا... فهو يمارس حقه الطبيعي في »التدخين السلمي«... ولم يقم دشما وحواجز خرسانية.. ولم يحتفظ بأسلحة وقنابل مولوتوف ليروع بها الآمنيين من جيرانه.. ولم يترك 022 طنا مخلفات وبقايا بلاط من شارع النصر بدوسلدورف! ولم يختطف أحدا... ولم يبتر أيادي وأصابع أحدا!... ولم يقدم أدولف بتحفيز أصدقائه المتحمسين »حماسا« شديدا بالقيام بأعمال إرهابية وقتل الضباط الألمان علي الحدود مع بلجيكا أو النمسا... وعلي الرغم من أن المدخنين من عشيرة السيد أدولف وقبيلته وكذا المتعاطفون معهم قدأقاموا الدنيا ولم يقعدون دفاعا عن حق أدولف في »التدخين السلمي« إلا أن قرار المحكمة جاء رادعا وحاسما... إما الالتزام واحترام حقوق الآخرين... أو المصير المحتوم... الشارع!!... لا أدري هل هي مجرد مصادفة أن يتزامن هذا الخبر مع زيارة وزير الخارجية الألماني للقاهرة .. الوزير الذي جاء لمناقشة مستقبل الديموقراطية في مصر ليتيقن أنها علي الطريق الصحيح... ولا أدري إن كانت الديموقراطية التي سيناقشها هنا هي ذات الديموقراطية التي يطبقونها هناك!.