نحن علي قناعة أن من استطاع أن يسترد مصر بأكملها يستطيع أن يسترد تلك الأشبار القليلة في قلب العاصمة، سينتهي الأمر لامحالة.. متي.. لا أحد يعلم..؟!، ولكن أخطر ما في الأمر أن طول المدة قد يأتي بما لا يحمد عقباه وبما لانستطيع تفاديه بعد انطلاق الدعوات بين المواطنين لفض الاعتصامات بأنفسهم بسبب تأخر الحسم الحكومي..! منذ نزول الملايين من الشعب المصري في مليونيات التفويض للجيش والشرطة لفض البؤر الإرهابية في قلب العاصمة، أقول البؤر الإرهابية وليست الاعتصامات، فما يحدث من معتصمي رابعة والنهضة بعيد كل البعد عن التظاهر السلمي، ولا مجال هنا للتذكرة بما تحدثه هذه التظاهرات كل يوم وكل ساعة من وعيد وترهيب وقلق وقطع الطرق وتكسير الأرصفة والهجوم علي المنشآت الحيوية وتكسير واجهاتها وبناء المتاريس بأطنان من الرمال والطوب والزلط وتخزين العصي والأسلحة، وتلويث البيئة وإرهاب ساكني المناطق التي يعتصمون بها، بما يخرج هذه الاعتصامات من السلمية إلي البؤر الإجرامية، وهي مشاهد لا مثيل لها في أي دولة بالعالم، فالشعب الذي يعيش هذه المحن يومياً لا ينسي، منذ نزول هذه الملايين التي امتلأت بها شوارع العاصمة وميادين الجمهورية والكل ينتظر..ويطول الانتظار ليتساءل الجميع.. وماذا بعد..؟!، إن أخطر مافي الأمر أن يمل الناس من هذا الانتظار ويفيض الكيل وهو ماحدث بالفعل ليقوموا بأنفسهم بالاشتباكات مع معتصمي هذه البؤر، كيف سيمكن تنفيذ خارطة الطريق وما خرج ملايين المواطنين من أجله ونحن في هذا النفق المظلم، ونحن أمام جماعة تتحدي شعباً بأكمله، جماعة ترفض حدود الوطن وتلجأ للاستقواء بالخارج، والتساؤل المطروح.. هل عدم تطبيق القانون هو عجز من الدولة عن حماية الشعب، أم هو ضبط النفس لحماية الأرواح، وهناك خط رفيع بين العجز وضبط النفس، أم الأمر يرجع إلي الضغط الدولي من الدول التي لا مصلحة لها إلا أن تبقي مصر هكذا، وما فشلت فيه هذه القوي بعد ثورة 25 يناير من تفرقة بين فئات وأحزاب الشعب المختلفة وإرساء معالم الفوضي في الشارع المصري من أزمات متتالية ومظاهرات فئوية وإقصاءات وقتل وخطف وترويع، فبعد ماشاهدت هذه الجموع الحاشدة تصطف مرة أخري منذ ثورة 30 يونيو وتحاول إرجاعه بصورة أخري أكثر خطراً، فليس من المعقول أن تتنازل هذه القوي عن مخططاتها للشرق الأوسط التي حلمت بها لسنوات طوال، إنها الحرب حول التقسيم والإمتلاك، وتفتيت المنطقة التي تؤرقها وتصيبها بالصداع، إنها حرب الإبادة للشعوب تمهيداً للاستيلاء علي منطقة وافرة بالموارد والمياه، مخطط جهنمي لن تتنازل عنه هذه القوي الشيطانية بسهولة، الشئ الوحيد الذي يوقف هذه القوي عن تنفيذ مخططاتها هي القوي الشعبية المتوحدة، هذا هو مايزعجهم ولهذا يجاهدون من أجل تفتيتها بمساعدة العملاء والخونة الذين تمت زراعتهم داخل المنطقة والذين لا ولاء لهم للأوطان، وهو ما يفسر تأخر الحسم الحكومي ومانعيشه من " الميوعة " السياسية في التعامل مع الملفات السياسية والأمنية..! لا أحد يحدثني عن حقوق الإنسان وهناك بؤر إجرامية تقتل وتعذب وتقطع الطرق وتستخدم النساء والأطفال دروعاً بشرية تحت مسمي حق التظاهر، وسط صمت دولي ومباركة من قوي الشر العالمية، لا أحد يحدثني عن حقوق الإنسان وحدود وطني تنتهك وأمن بلدي القومي يتعرض للخطر، وعلي الولاياتالمتحدةالأمريكية رأس الحربة في جسد قوي الشر الدولية أن تعلم أن مشاهد جواتيمالا مازالت في الأذهان، وماحدث من قتل الملايين بالعراق وأفغانستان بأسلحة محرمة دولياً، فأمريكا تدعم الإرهاب ولا تحاربه، ولهذا لن نتنازل عن التفويض الذي أعطيناه للجيش المصري والشرطة.