خلال الأيام الماضية.. والقادمة سوف نستمع لكثير من الآراء.. ونري كثيرا من تجليات جس نبض لسياسة مصر الخارجية الجديدة.. وتحديدا علاقات مصر الثنائية بعدد من دول العالم.. هم يريدون أن يعرفوا .. هل مصر تغيرت فعلا.. هل علاقاتها الجديدة تقوم علي الندية والكرامة والسيادة الوطنية والمصالح المتبادلة المشتركة.. أم أن هذا الكلام يقوله المصريون لأنفسهم.. وأن مواقفهم ستكون غير ذلك مع أول ممارسة فعلية أو تفاعل واحتكاك مع أي دولة.. وسوف تستمر علي حال الكلمات الدبلوماسية مثل.. الاحتجاج.. ادانة.. رفض.. الحفاظ علي المصلحة العليا للبلاد.. الحرص علي العلاقات القوية بين الشعبين.. بالطبع الشعب المصري.. والثاني أي شعب لدولة حسب لحظة الخلاف.. مثلما هو الحال الشعب التركي في هذه الأيام. لابد أن يسمع العالم لغة دبلوماسية قوية قادرة علي الردع لمن يسئ لمصر.. حتي لو كانت باجراء قطع العلاقات.. سيادة وزير الخارجية الكفء والمحنك.. علم تماما أن مطلب قطع العلاقات لهو من أصعب القرارات التي لا يتمناها أي دبلوماسي.. لما له من تداعيات سيئة للغاية يطول شرحها.. ويستغرق الأمر وقتا حتي تعود الامور إلي طبيعتها.. ولكن إذا لم تكن علي استعداد لاتخاذ قرار مثل قطع العلاقات.. فلابد أن تظهر لغة قوية وتلوح باجراءات.. وهو ما لم يبد من تصريحات وزير الخارجية بشأن الموقف التركي في حواره مع الاعلامية لميس الحديدي.. قال أن موقف تركيا ضد مصر هو توجه حزب.. وليس توجه دولة.. يا سلام يا سيادة الوزير.. أليس الحزب هو الحاكم الذي يحدد مواقف الدولة.. اليس اردوغان أيا كان حزبه هو صاحب القرار السياسي.. فماذا تنتظر منه تجاوزا.. أكثر من عدم اعترافه بنظام حكمك.. لا يعترف بالنظام الذي أنت وزير لخارجيته.. عفوا يا وزير الخارجية..؟!