تختبر المعادن بصهرها حتي تنقي وتتخلص من الخبث فترقي وتزداد قيمتها بنقائها، كذلك الأمم عندما تمر بها المحن تثقل وتنقي ليظهر معدن شعوبها الحقيقي وقد كانت مصر بلدنا الحبيب علي مر العصور مثالا نادرا في نقاء معدنها وقوته وصلابته، نعم نمر بفترات من الضعف واليأس والاحباط بسبب ما تتعرض له أمتنا من مؤامرات تحاك ضدها في الداخل والخارج تؤدي الي شعور ابناء هذا الوطن بالظلم وقلة الحيلة واليأس من صلاح الأحوال، ولكن ما إن تتعرض مصرنا الحبيبة لخطر يتهدد أمنها وامانها حتي ينسي هذا الشعب كل معاناته وكل إحباطاته ويتحول الي مارد جبار لا يستطيع أن يقف أمامه أحد، بل وتثقله المحن فتخلصه من الخبائث التي تعلق في سلوكيات بعض أبنائه فترقي سلوكياته وتسمو، حدث هذا أبان حرب 3791عندما تحولت سلوكيات شعبنا الي مستوي حضاري كنا نحلم به، فاختفت الجرائم أثناء هذه الحرب واصبحت صفة التعاون والمشاركة والتعاطف هي أبرز سمات هذا الشعب وترجمت هذه السمات في سلوكيات ما كنا نحلم بها، وحدث هذا أيضا بالأمس في ميادين مصر التي انتفض فيها الشعب تلبية لنداء القائد الأعلي للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ذلك الزعيم الذي كنا نبحث عنه في الثلاث سنوات الماضية ولا نجده، حتي قدمته لنا الأقدار لنعثر به أخيرا علي ضالتنا المنشودة، خرج الجميع باستثناء فئة أعدها أسري الجهل والطمع في رابعة العدوية، ليلبوا نداءه ويفوضونه في حربه ضد العنف والارهاب، جميعنا كنا نحمل صوره مع علم مصر، نتآخي نتحاب نتعاطف، اختفت خلافاتنا ومشاكلنا وحل محلها شئ واحد هو أمن مصر الذي أصبح نهبا لارهاب لا يعرف الرحمة ولا الإنتماء ولا الدين، ارهاب نسي أو تناسي الوطنية فأصبح ولاؤه براجماتي يقدمه لمن يحقق له حلم الإستيلاء علي الكرسي ويحرق في سبيل ذلك الأخضر واليابس بل ويستعدي الأمم علي وطنه مصر، ارهاب خرج للأسف الشديد من اناس كنا نعدهم يعرفون الله حق المعرفه فإذا بهم يسيئون له ولدينه الحنيف أبلغ إساءه بجرائمهم التي أصبحت لا تعد ولا تحصي، خرج الجميع أملا في أن يخرج عليهم صباح مشرق بلا خوف أو عنف، صباح تنتهي فيه آلامهم وأحزانهم ومخاوفهم، فقدموا تفويضا كاملا لجيشنا وشرطتنا لتتخذا ما تراه من تدابير تخلصنا من هذه المحنه، ان كل من خرج الي الميادين استعاد شيئا ثمينا جدا أوشك أن يضيع منه في دوامة العنف والارهاب، هذا الشئ هو ادراكه لعظمة مصر و شعبها، كلنا كنا نردد بكل فخر من جديد الله عليك يا مصر الله عليك يا بلدي.