انطلاق العملية الأمنية من الجيش والشرطة لمواجهة الجماعات المسلحة بسيناء أصبحت قاب قوسين أو أدني من التنفيذ بعد خروج المصريين في كل ربوع الوطن لتأييد القوات المسلحة أمس الأول.. "الأخبار" تكشف ملامح العملية الأمنية المحتملة لمواجهة الارهاب الأسود في شمال سيناء.. المفاجأة أن مصادر أمنية رفيعة المستوي أكدت أن جبل الحلال ليس ضمن الخطة الأمنية لمواجهة الجماعات المسلحة لخلوه من العناصر الاجرامية والتكفيرية.. تحركت بعثة الأخبار للتأكد من المعلومة الأمنية وكانت البداية من علي طريق مطار العريش الدولي الذي يبعد أكثر من 90 كيلو مترا عن منطقة جبل الحلال ووضع التكثيف الأمني بالمنطقة الاستراتيجية التي تضم المطار الرئيسي بشمال سيناءومدخل رئيسي لمدينة العريش من جهه الجنوب حيث تنتشر 5 أكمنة رئيسية بخلاف المتحركة أبرزها كمين المحاجر وكمين خدمة المطار.. وبعد عدة كيلو مترات خرجنا من مدينة العريش علي طريق لحفن وهو نقطة ارتكاز لقوات حرس الحدود ثم يتفرع الطريق أولا الي منطقة القسيمة علي الشريط الحدودي ثم الطريق الذي يتجه الي جبل الحلال وعلي بداية هذا الطريق وجدنا كمينا أمنيا بطريق أبوعجيلة- الفرقده ليتبقي طريق بطول أكثر من 25 كيلو مترا حتي جبل الحلال الذي وصلنا اليه بعد ساعة ونصف من خروجنا من مدينة العريش لنجد أمامنا الجبل بقممه العالية وأوديته القاحلة التي لازرع فيها ولاماء ولاتسمع فيه إلا صوت الرياح التي تحمل رماله في الهواء وتلقي بها مرة أخري علي الأرض.. اللون الأخضر لايعرفة جبل الحلال فلازراعات ولامصادر للمياه الا من خزانات قليلة صنعها الأهالي لتخزين مياه الأمطار التي تسقط قليلة علي هذه المنطقة ويطغي لون الرمال الأصفر علي مدد البصر.. الأهم من ذلك ملاحظة اختفاء أي تواجد أمني بمحيط الجبل لأبعد من 30 كيلو مترا عن اقرب تمركز للجيش بالقسيمة أهالي المنطقة أكدوا أن الأمن يعلم جيدا عدم تواجد أي عناصر مسلحة في جبل الحلال ويدل علي ذلك عدم تواجد أي قوات من الجيش أو الشرطة والأمر متروك لحماية الأهالي.. وأضافوا أن الاتجاه الآخر المؤدي لجبل الحلال هو طريق تجمع الحصاني وهو ايضا لايوجد عليه أي تواجد أمني واقرب منطقة تمركز للجيش علي بعد 30 كيلو مترا بالقسيمة والقوات متعددة الجنسيات وهو تمركز طبيعي من قبل ثورة يناير. محمد سليمان من أهالي منطقة جبل الحلال ومنسق شباب القبائل بوسط سيناء أكد أن الحديث عن الجبل من خبراء أمن سابقين يعيشون علي ذكريات من الماضي ولايعرفون واقعه الأن فالجبل شبه خال من العناصر الاجرامية أو الارهابية وهو منطقة حجرية بها مصانع استخراج الزلط والرمل وأهلها يحافظون عليها من أي تخريب فكري أو جنائي للحفاظ علي مصالحهم الاقتصادية. بعثة "الأخبار" عادت الي العريش بعد التأكد أن جبل الحلال مجرد كارت محروق للجماعات المسلحة للاختباء فيه وأن أهل المنطقة يحرصون علي حماية مصالحهم ومصانع استخراج مواد البناء التي يمتلكونها بالمنطقة بعدم اقتراب الجماعات التكفيرية والمسلحة من جبل الحلال حتي لاتكون المنطقة مستهدفة أمنيا بما يعطل مصالحهم.. وأكدت مصادر أمنية مطلعة أن الجماعات المسلحة تتمركز في جنوبي رفح والشيخ زويد في مسافة 15 كيلومتر علي الشريط الحدودي.. وأن الطيران قام باستطلاع ورصد تحركات العناصر وتحديد غالبية البؤر الاجرامية التي يلجأون اليها وأكدت المصادر أن أعداد المسلحين الذين يقومون بالأعمال التخريبية يقارب ال 400 فرد وأن الهجمات التي يشنونها منذ 3 يوليو وحتي الآن من استهداف للأكمنة الأمنية في نطاق معين يدور حول مناطق تمركزهم وشددت المصادر الأمنية أن القوات علي أهبة الاستعداد للمواجهة في انتظار اشارة البدء في انطلاق العملية الأمنية.. وأن الفترة السابقة كانت تتعلق بصد الهجمات ورصد تحركاتهم وأن ذلك نجح في تقليل الخسائر في الأرواح التي كانت معظمها في صفوف المدنيين بسبب الشظايا المتطايرة .