كنا نتمني وما زلنا أن نري نهاية عاجلة تتميز بالعقل والحكمة، للمشهد العبثي القائم حاليا في ميدان رابعة العدوية ورافده الآخر في ميدان النهضة، ولكن للأسف ظهر أن ذلك أمر صعب المنال، في ظل ما ثبت خلال الأسابيع الماضية، من افتقاد الرؤوس الكبيرة في جماعة الإخوان لحكمة التفكير الصائب أو العاقل، الذي يجعلهم يجنحون للسلم ويغلبون المصلحة العليا للبلاد علي أي مصلحة أخري، حتي لو كانت كرسي الحكم ومقعد السلطة. وللأسف، بات واضحا تماما أن قادة الجماعة، قد أغلقوا أمام أنفسهم، بسوء التقدير، وخطأ الحساب، وقصر النظر، جميع الطرق المؤدية للخروج السلمي، والآمن والكريم من الأزمة الحالية، التي استحكمت حلقاتها حولهم نتيجة عجزهم عن القراءة الموضوعية والصحيحة للواقع المحيط بهم، وفشلهم في استيعاب حقيقة ما جري في الثلاثين من يونيو، ثم ما حدث أول أمس في جمعة التفويض في مواجهة الإرهاب. وقد أدي ذلك بالجماعة أن وضعت نفسها موضع الإصرار علي غلق العيون والعقول أمام إرادة الغالبية العظمي والكاسحة للشعب، ورأينا قادتهم في حالة انكار لما جري في مصر خلال الأسابيع والأيام والساعات الماضية، فلم يعترفوا بما قام به الشعب من اعلان واضح لإرادته الرافضة لاستمرار الدكتور مرسي في الحكم بعد فشله الذريع هو والجماعة في إدارة شئون البلاد. وبدلا من اعترافهم بالفشل في الحكم وإدارة شئون البلاد والعباد، إذا بهم يلجأون للعنف والإرهاب كوسيلة لإجبار الشعب علي الرضوخ لمطلبهم، في إعادة الرئيس المعزول إلي الحكم مرة أخري، بغض النظر عن النتائج الكارثية التي يمكن أن تترتب علي ذلك. ولم تتورع قيادة الجماعة عن التصعيد العنيف لجميع الممارسات الإرهابية والعدوانية ضد المواطنين في جميع انحاء البلاد، في سعي حثيث لإشاعة الفوضي والترويع والخوف في النفوس، في محاولة يائسة لإجبار الشعب علي الإذعان لرغبتهم والانصياع لإرادتهم في عودة المعزول وتمكين الجماعة من رقبة الدولة ورقاب الشعب مرة أخري،...، ونسي هؤلاء أن شعب مصر لا يمكن أن يخضع للابتزاز ولا يمكن أن يقبل بالإرهاب، ونسوا أن للشعب جيشا يحميه ويدافع عنه.