لحظة فارقة تلك التي وقف فيها قائد الجيش مناشدا الشعب ابداء تأييده ضد الإرهاب الذي يشن عليه من الجماعة الإخوانية الإرهابية والذي بدأ يتخذ شكلا غير مسبوق من حيث استهداف الجماهير العزل، والتخطيط علنا للهجوم علي الدولة لاختطافها. دخل الوضع في هجمات متناسقة علي الجيش ومواقع مختارة بعناية مع تصعيد متزامن من حلفائهم، حماس، قطر، تركيا، القوي الخفية المكونة للتنظيم العالمي للإخوان، إنها حرب ضد الشعب المصري، للأسف لوحظ خلال الأسبوعين الماضيين تراخ في المواجهة. خاصة مع تولي الحكومة والاختيار غير الموفق علي الاطلاق لرئيسها المحافظ والذي بلغ من العمر عتيا، الطريقة التي لجأ بها إلي التشكيل واختيار الحكومة تقليدية ميتة، لا نريد التعامل مع الوضع علي انه سوء حظ، ولكن يجب نسيان الحكومة الحالية تماما والاعتماد المباشر علي الشعب المصري في مساندة الجيش وحسم الخطر المحدق في أسرع وقت، لا أحد يتمني المزيد من الدماء، فالدماء المصرية غالية أيا كان مصدرها. لكن الاصرار علي العنف من جانب الإخوان وتجاوز حملات التهديد إلي شن الهجمات المنظمة، سواء ضد الجيش في سيناء، والشرطة في المنصورة وغيرها من المواقع، ليس هذا تظاهرا، ولكنها حرب فيها اطلاق رصاص وخرطوش وإخوان يرتدون خوذات القتال. حرب متكاملة ضد المجتمع كان ولابد أن تستدعي النفير العام، لقد لجأ القائد العام إلي تاريخ المصريين ليستوحي منه الشكل والمضمون، في لحظات الخطر الجسيمة كان توجيه النداء إلي الشعب المصري هو الأسلوب الأمثل للحشد ضد الخطر. هكذا جري الأمر ضد الصليبيين في المنصورة والفرنسيس والإنجليز، وفي عام ستة وخمسين صعد عبدالناصر منبر الأزهر ليستنفر الشعب، اتجه القائد العام إلي تراث المصريين لكي يخاطب الشعب طالبا منه الاحتشاد لمواجهة الإرهاب الذي يشن حربا معلنة، وأثق أن الشعب غدا سوف يقدم رسالة أسطورية إلي العالم لمساندة جيشه في تفويضه الدفاع عن الشعب والدولة في مواجهة همجية الإخوان ودمويتهم، نثق في الجيش، وفي تأييد الأمة له، ونأمل اجتياز الظرف الدقيق الذي نواجه فيه الإرهاب المنظم والقتلة المحترفين، ليس للشعب المصري من ظهير ونصير إلا جيشه الآن.