بعد خطاب الفريق أول عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي بدعوة الشعب المصري للاحتشاد في جميع ميادين مصر غدا الجمعة لإعطاء تفويض للقوات المسلحة بمواجهة عمليات الإرهاب المحتمل حدوثها خلال الأيام القادمة وعرضه كواليس لقاءاته مع الرئيس المعزول محمد مرسي كاشفاً ما الطريقة التي كانت تدار بها مصر خلال السنة الماضية.. وتأكيد وزير الدفاع خلال مراسم الاحتفال بتخريج الدفعة 64 من طلبة الكلية البحرية والدفعة 41 من كلية الدفاع الجوي بكلية الدفاع الجوي بالإسكندرية أن كل البيانات التي أصدرها الجيش كانت تعرض علي مرسي قبل إذاعتها في وسائل الإعلام.. قامت الأخبار باستطلاع آراء الخبراء العسكريين حول توقيت الخطاب وتفسير الدعوة بالنزول في الميادين ومحاولة رسم ملامح المرحلة المقبلة في ظل خطة القوات المسلحة في مواجهة أعمال العنف في الشارع المصري. ففي البداية أكد اللواء حمدي بخيت الخبير الاستراتيجي والعسكري أن ما قاله القائد العام للقوات المسلحة فضح ألاعيب جماعة الإخوان المسلمين كلها من محاولة إحراق البلاد ودخولها النفق المظلم.. ويعد هذا الخطاب هو استفتاء للمصريين بتفويض القوات المسلحة والشرطة بمواجهة العنف والإرهاب. وأضاف بخيت أن السيسي وضع سياسة الدولة الديموقراطية لإدارة البلاد لأي رئيس أو حكومة قادمة أو جيش أنهم جميعاً يأتون بتفويض من الشعب.. ولا يمكن أن يرضي الشعب بأي شيء مقابل حريته. وأوضح بخيت أن شعب مصر وحده هو من يملك قراره وليست القوات المسلحة فالجيش والشرطة رهن أوامر الشعب ولا تملك أي دولة في العالم التدخل في قرار الشعب المصري.. مشيراً الي أنها رسالة للعالم كله بأن الشعب المصري هو صاحب القرار بالتصدي لأعمال العنف والإرهاب التي تحدث يومياً في الشارع.. وأضاف أن وزير الدفاع رد علي صيحات الخيانة التي يرددها مكتب الإرشاد ومؤيدوه علي الجيش المصري. ومن جانبه قال اللواء محمد فريد حجاج أحد قادة القوات المسلحة السابقين وأحد أبطال حرب أكتوبر أن الدعوة للنزول واجبة لتأييد الفريق أول السيسي لأن خارطة الطريق التي تم وضعها جاءت بناء علي رغبة الشعب كله ويجب عليه النزول لاستكمالها. وحذر حجاج من أن البلاد علي انهيار اقتصادي وسياسي وعنف ممنهج في الشارع من جماعة مخربة تدعي أنها من المسلمين ويقومون بافتعال الأزمات في محاولة لتصوير القوات المسلحة بالقيام بممارسة العنف ضدها وهو ما يستوجب مواجهته بالتحام الجيش والشرطة والشعب معاً. وأشار الي ان الشعب سيقول كلمته ويأمر السيسي بمنع ما يحدث في سيناء فكم ضابطا وعسكريا ومدنيا قد قتلوا بسبب مرسي وحان الآن وقت إيقاف تلك الأعمال الإرهابية.. مؤكداً أن السيسي اتجه للشعب الذي حمله المسئولية ويتوجب عليه أن يمسك بهذا السرطان الذي ينهش في جسد الوطن مضيفاً أن القوات المسلحة لا تريد أن تحكم ولكنها تحمي البلاد وأمنها القومي.. موضحاً أن القوات المسلحة لو أرادت الانقلاب علي مرسي لكانت فعلته عند الإطاحة بالمشير طنطاوي. وأكد حجاج أنه في كل دساتير العالم القوات المسلحة مسئولة عن حماية الأمن القومي وأي عمل يهدد بقاء الدولة أو يقتطع جزءا منها أو يؤثر علي التنمية أو حرية الوطن والمواطن هو تهديد واضح للأمن القومي ومن صميم عمل القوات المسلحة منعه.. مضيفاً أن الجيش انتظر نزول الملايين ومن يكذبها هو "مسطول" أو كذاب وجماعة الإخوان تعمل بمبدأ "فأغشيناهم فهم لا يبصرون" ولا يريدون الاستماع أو النظر للملايين من المصريين المعارضين لهم. وأضاف أن الإخوان اعتقدوا أن مصر شقة واستأجروها وليس وطنا كبيرا به أطياف متعددة ورغم اختلافها فهي متوحدة حول نبذ العنف والإرهاب الذي تمثله تلك الجماعة. وأضاف اللواء ممدوح قطب مرشح الرئاسة السابق ومدير عام بالمخابرات العامة سابقًا أن الدعوة للنزول كانت واجبة علي الفريق أول السيسي لأن هناك قرارات صعبة سيتم اتخاذها ويجب لها من غطاء في الشارع المصري مؤكداً أن الإخوان قاموا بتصعيد العنف في الشارع بطريقة لا يمكن السكوت عليها وفي نفس الوقت ما يحدث في سيناء هو أمر لا يمكن تركه أو إغفال دور الإخوان فيما يحدث هناك. وأكد قطب أنه سيتم اتخاذ قرار بمواجهتهم حفاظا علي الأمن القومي لأن ما يفعلونه يؤدي للانقسام أكثر في الشارع والشعب يجب أن يعطيه التفويض لاستئصال كل البؤر الإجرامية. وحول ما ردده البعض أن السيسي يريد أن يوضح الصورة أمام الإعلام الغربي قال قطب ان وزير الدفاع لا ينظر للإعلام الغربي مثل الإخوان ولا يستنجد بهم.. وما يفعله نابع من مسئوليته الوطنية تجاه مصر. ولكن طالما هناك تصعيد من جانب تلك الجماعة ولن يتوقف إلا بتحرك قوي جدا فالأمر هنا يحتاج لتفويض شامل ليعطي نوعامن الغطاء الشعبي لهذا التحرك. وأضاف أن السيسي لا يتقمص شخصية عبد الناصر ولا يريد حبس الإخوان مجدداً ولكن القصة هي أمن قومي للبلاد والجيش مسئول عن حماية الأمن القومي من تحريض قيادات الاخوان واستخدام الأبرياء في المواجهات.. وهذا الأمر يجب مواجهته. وأشار أن الدور الأساسي للسيسي خلال السنة الماضية لحكم مرسي كانت تقديم النصيحة وعدم استماعه لها يؤكد أن رئيس مصر لا يملك قراره وكان لابد من اتخاذ إجراء معه لأنه تديره الجماعة ومكتب الإرشاد الذي لا يضع في حسبانه أبعاد الأمن القومي.. ولكن الأمانة كانت تقتضي النصح وتوضيح الصورة أمام مرسي من المخاطر المقبلة علي البلاد.. وعدم استماعه للنصائح المتكررة من الجيش والمخابرات العامة والداخلية أمر كان غير مقبول ولا يمكن أن نرهن مستقبل مصر به. وأضاف قطب أن السيسي والقوات المسلحة لم تكن يوماً طامعة في سلطة ولكن كان تحركها استجابة للملايين التي خرجت بكثافة في جميع الشوارع ولذلك تحرك الجيش بعدها وأعطي مهلة أسبوعاً ثم 48 ساعة ولم تكن هناك استجابة. وقال اللواء محمود خلف قائد الحرس الجمهوري الأسبق ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية أن الإخوان مازالوا في نزعهم الأخير ويحاولون بيأس الإمساك بأي ورق للتفاوض أو إيجاد شروط ما للخروج الآمن ولن يحدث أبدا فمصر الحديثة ماضية في طريقها طبقا لخريطة المستقبل التي أقرها الشعب ويشرف عليها جيش مصر العظيم. وأضاف خلف سيقوم الجيش بإعلان حالة الحرب الشاملة ضد الإرهاب في سيناء في إطار أضخم عمليات عسكرية شاملة منذ حرب أكتوبر بعد قرار الشعب المصري بذلك بالنزول يوم الجمعة. ومن جانبه قال اللواء حسام سويلم الخبير العسكري أن الخطاب جاء في موعده لإنقاذ البلاد من النظام الإخواني الفاشي.. مؤكداً أن السيسي تعهد أمام الشعب بحقن دماء المصريين واستنجد المصريون الجيش لإنقاذهم من براثن الإرهاب ومواجهة تهديد الأمن القومي المصري.. وطلبه تفويض من الشعب لوقف هذا الإرهاب الدموي وتجديد لعهد الجيش بأنه سيحقن دماء المصريين والحفاظ علي حرماتهم. وأضاف سويلم أنه وضح جلياً من سرد السيسي لملابسات المرحلة الماضية بشفافية كاملة وردود الأفعال من جانب الرئيس بأن مرسي كان يساق من مكتب الارشاد.. وهدد بالنزول والدماء إذا تمت الإطاحة به.. وكان لابد من الوقفة معهم ولا يمكن أن ننتظر أكثر من ذلك. وأشار سويلم الي أن التفويض جاء لتوضيح الصورة أمام الرأي العام العالمي ورسالة للخارج أن الجيش لم يكن يوماً طامعاً في سلطة وأن ما يحدث في مصر هو ثورة شعبية حقيقية وليست انقلابا عسكريا. وحول ملامح المرحلة القادمة قال سويلم انه سيتم فض التجمعات الإرهابية لجماعة الإخوان المسلمين.. مشيراً الي أن اجتماع الرئيس عدلي منصور مع القوي السياسية أمس ستسفر عنه قرارات مهمة أيضا. وحول الوضع في سيناء قال سويلم انه يحتاج لعمل عسكري حاسم لإنهاء الأزمة والعملية جاهزة والقوات متواجدة لمحاربة القاعدة.. والقوات المسلحة تسيطر علي الأوضاع كلها وتقوم بتمشيط كامل لسيناء ولكن كل حرب ولها خسائر.