في حواره مع »الأخبار« أكد د. أنور رسلان أستاذ القانون الدستوري والعميد الأسبق لكلية حقوق القاهرة ان الثورة مازالت مستمرة وتوقع ان ينتهي المشهد السياسي الحالي رغم ما يسيطر عليه من خلافات علي خير لكنه يشدد علي حق الشباب في أن يثبت وجوده ويكون له صوت مسموع في عملية التغيير مؤكدا ان الجيش والشعب اتفقوا علي كلمة سواء وهي التغيير لصالح المجتمع ولهذا فإن ما حدث في 03 يونيو لا يمكن وصفه بالانقلاب لان الانقلاب هو استخدام للقوة للاستيلاء علي الحكم لصالح فئة أو جهة معينة.. ووجه د. رسلان التحية للقوات المسلحة التي اثبتت انها لا تطمع في سلطة.. وأضاف »أقول للشعب المصري حان وقت العمل.. علينا ان نجلس معا لنتفاهم.. وادعو الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور لمزيد من التشاور والحوار مع كل الاطراف لانه رئيس كل المصريين. وإلي تفاصيل الحوار.. ما رؤيتك للمشهد السياسي الحالي؟ أتوقع ان ينتهي هذا المشهد علي خير لان الثورة مازالت مستمرة وبالتأكيد وقت الثورات تكون كل الفئات وكل الهيئات وكل الجامعات حتي جميع المواطنين يريدون ان يساهموا في هذا وبالتالي يمكن ان تتعدد الأنشطة وتختلف الرؤي وتزداد التطلعات وهذا وضع طبيعي بالنسبة للمواطنين ومن هنا ندعو ان يهدي الله الجميع لسواء السبيل ويتفقوا فيما بينهم علي الاختيار الأفضل لبلدهم و الأفضل لمجتمعهم لأننا مجتمع تعداده 90 مليون مواطن يحتاج الي الطعام والشراب والمسكن ويحتاج افراده ان يشعروا انهم في دنيا القرن ال 21 والظاهرة الثانية اننا في مجتمع يعيش فيه حوالي 60٪ من الشباب لهم احتياجاتهم من ملبس وزواج وعمل واستقرار وتكوين أسرة وكل هذه الأمور تشغل الشباب أيضا.. الظاهرة الاخري هي الدور الايجابي الذي لعبته الشابات اللاتي كان لهن دور فاعل في المجتمع ويظهر ذلك في ان عدد الفتيات في الجامعات اكبر من الشباب فهذه كلها عوامل جيدة اذا أحسن استغلالها. من المهم ان نحسن تدريب الشباب ونعلمهم جيدا لتتاح لهم بعد التخرج فرصة الحصول علي وظيفة بدخل معقول ذلك ما يشغل الشباب والمجتمع كذلك لديه مشاكله القديمة والمتجددة وقضايا السكن وقضايا المواصلات ومستوي المعيشة وأخيرا قضايا التطاحن الاجتماعي.. كل مجموعة ترغب في ان يكون لها وجود في المجتمع وتساهم فيه وتريد ان تحسن معيشتها وهذا أمر طبيعي جدا ونحن نعيش في فترة انتقال وتطور أرجو ان تنتهي علي خير وتحقق الهدف منها وهي تحسين معيشة الشعب المصري لفتح فرص جديدة للشباب لتكوين أسر لانهم أهل الحاضر والمستقبل. الإعلان الدستوري المؤقت ما رأيك في موقف القوي السياسية من الاعلان الدستوري؟ القوي السياسية في مراحل التغيير والانتقال وكل فئة من فئات المجتمع لها حق التعبير عن رأيها ويكون لها الحق في ان تظهر علي سطح المجتمع وان تكون مشاركة وهذه النقطة التي نعاني منها في هذه المرحلة وهي مرحلة التغيير وهو حق طبيعي لا ننكره علي احد ولكن بالعكس أنا سعيد بالشباب الذي يمثل حوالي 60٪ من المجتمع لانه تنبه الي الأمور الوطنية وقضايا الوطن وعينه علي الماضي والمستقبل مما يجعله يكثر في طلباته واحتياجاته ويريد أن يثبت وجوده ويكون له صوت مسموع في عملية التغيير وهذه مرحلة ليست جديدة علي مصر التي مرت بمراحل كثيرة ولكن ما يميز هذه المرحلة هو ارتفاع وعي الشباب والشابات الذين تلقوا تعليما عاليا وأيضا المواطن المصري العادي لذا يجب ان ننتبه ونساعد هذا الشباب لتوفير الامكانيات والفرص ليساهم في بناء المجتمع.. من حق الشباب كمواطنين ان يشاركوا في وضع الدستور واعتراضهم مقبول فهي وسيلة ديمقراطية لانهم كان يجب ان يشاركوا ولكن نحن في فترة انتقالية ومطلوب سرعة القرار وهذا ما جعل قضية المشاركة تتحقق بالشكل الذي كان مطلوبا منهم ولكن بالتأكيد سيشاركون في المرحلة المقبلة. وما رؤيتك للاعلان الدستوري المؤقت؟ الاعلان الدستوري عادة يتعرض لقضايا كلية ويتحدث عن المجتمع ككل ويتعامل مع 90 مليون مواطن متساوون في الحقوق والواجبات ولكن مهمة الحكومات المتعاقبة الاهتمام بقضايا الشباب فهم ثروة هذا المجتمع ويجب مشاركتهم في المجتمع فهم كفاءة عالية ومطلوبة في الدول المتقدمة وغير المتقدمة ويجب استغلالها فصفات المصري جيدة فهو يجيد عمله ويجيد التعلم واكتساب الحرف والمهن المختلفة وهو مخلص في عمله وامين وهذه كلها صفات مهمة ونحن في منطقة تحتاج الي الأيدي العاملة. ما أوجه الاتفاق والاختلاف بالدستور الجديد؟ لا يوجد اختلاف بقدر ما يوجد تطلعات بمعني ان كل فئة ترغب في ان يكون لها وجود في هذا الدستور وكل فئة تريد ان يكون لها صوت مثلا 50٪ عمال وفلاحين أصبحت قاعدة لا يمكن تغييرها ولا يمكن تبديلها رغم وجود مجموعة منهم جيدة ومثقفة وهذا ما يجعلنا نرفع من مستوي الثقافة العامة للشعب المصري بغض النظر عن الشهادات الحاصل عليها.. ايضا فئة العمال والفلاحين تحتاج لنظرة خاصة وتحتاج لنوع من الرعاية الخاصة والاهتمام والفئات الخاصة تحتاج الي سياسة حكومات وذلك لوجود فئات مهمشة في المجتمع. ما رأيك في موقف قيادات الاخوان المسلمين وظهور جماعات (اخوان بلا عنف) و(أحرار الاخوان)؟ شباب الاخوان خرجوا عن الجماعة بعد ظهور نوع من العنف والشغب جراء المظاهرات المختلفة وتمردوا علي القيادات القديمة والتقليدية التي تعمل علي السيطرة والأمر والطاعة وبدون نقاش او أعتراض ولكن شباب الأخوان الجديد غير من ذلك ويرفضه. ثورة بكل المقاييس كيف تري ما حدث في 30 يونيو هل هو انقلاب أم ثورة؟ ليس انقلابا لأن الانقلاب هو استخدام القوة للسيطرة علي الحكم لصالح فئة معينة أو جهة خاصة وفي الحقيقة ما حدث في 30 يونيو وهذا شيء نعتز به جميعا في مصر ان الجيش مع الشعب اتفقوا علي كلمة سواء وهو التغيير لصالح المجتمع ولكن الانقلاب يحدث عندما يقوم قائد من الجيش بركوب دبابة ويحدث الانقلاب ويفرض الاحكام العرفية والعسكرية وتنتهي القصة وهكذا ولكن سعادتي بالجيش المصري هوتقبل الشعب المصري بالتعاون والتفاهم لحدوث التغيير فهي بطبيعية الحال وعلي المدي البعيد ثورة لأنها أحدثت تغييرا شاملا للنظام القائم بارادة شعبية. وكيف تري الفترة الانتقالية الحالية من حيث المدة والتفاصيل؟ أولا من حيث المدة قد تستغرق سنةاو سنتين بسبب وجود خطط يمكن ان يجمع بسببها أموال لاقامة المشروعات المهمة ووضع خطة للانتاج تكون طويلة المدي وهذه تحتاج الي قرارات وقوانين وبالتالي يكون اولوية لانتخابات مجلس النواب والرئاسة والدستور وقد تفرز الانتخابات قيادات جديدة. النظام الرئاسي المختلط ما هو النظام الرئاسي الأمثل لمصر في المرحلة المقبلة؟ أخذت ثورة يوليو النظام الرئاسي لان القائمين بالثورة كان لابد ان يحكموا وهذا طبيعي فتولي عبدالناصر ثم السادات ومبارك والثلاثة عسكريون ثم جاء المدنيون ومثلهم د. مرسي لكنه سلك نفس الطريق رغم ان به بعض المساويء لانه يعطي سلطات كبيرة لرئيس الدولة وحكومتنا الحالية هي امتداد لحكومة الثورة منذ عبدالناصر حتي الآن ولهذا فإن النظام المختلط هو الأفضل لمصر في المرحلة المقبلة فهو ليس برلمانيا 100٪ ولا يكون رئاسيا 100٪.. جربنا النظام البرلماني في ظل الملكية ثم النظام الرئاسي منذ قيام الثورة وحتي الآن وفي الحالتين واحد يتحكم والمجموعة الخاصة به وبالتالي يكون النظام المختلط هو الأفضل حيث يوجد رئيس منتخب وليس صاحب سلطات مطلقة ومعه رئيس وزراء له سلطات. في رسائل تلغرافية: الرئيس المؤقت عدلي منصور: رجل فاضل مارس القضاء فقضية العدالة والقانونية والشفافية متأصلة فيه وسلوكه وهو قاض كان محل تقدير واحترام المتقاضين علي اختلاف وتنوع مصالحهم وبالتالي اتمني له التوفيق في خير مصالح الشعب المصري وأقول له مزيدا من التشاورمع هيئات الشعب المصري وكل فئاته و جميع طوائفه فهو مستمع جيد ولكن ادعوه لمزيد من الاستماع الي الرأي الاخر وهو معتاد علي الحياد كرجل قضاء ومزيد من التشاور والاستماع والحياد مع جميع فئات الشعب لأنه رئيس لكل المصريين. القوات المسلحة والفريق السيسي: تحية تقدير واحترام للقوات المسلحة والفريق السيسي الذين اثبتوا انهم وطنيون وانهم ليسوا طامعين أو متطلعين الي احتكار السلطة والسيطرة عليها وقد اعلنوا ان الجيش حام لارادة الشعب ويحترم وينفذ هذه الارادة وان يستمروا علي ذلك ليكونوا درع الوطن وامن وامان للمواطنين. الشعب المصري: أقول له حان وقت العمل وفعلا دقت ساعة العمل وعلينا ان نجلس معا لنتفاهم.. فئات وهيئات ومجتمعات واحزاب وتكتلات وحتي الاشخاص لنبحث عما ينفع هذا البلد لنقضي علي الفتنة فنحن في القرن ال21. قادة الاخوان المسلمين: انتم مصريون وستظلون مصريين وربنا يهديكم الي ان تعملوا كما نتوقع منكم وكما نأمل لمصلحة الشعب المصري ويكون الحديث عن كل شعب مصر مسلمين ومسيحيين واغنياء وفقراء ومثقفين وغير ذلك وان نخشي الله سبحانه وتعالي في التعامل مع المواطنين. شباب مصر: سعيد بكم.. انتم الحاضر والمستقبل وانتم الأمل في النهوض بالشعب المصري والتنمية والتقدم وقادرون علي القيام بهذا وادعوكم للاهتمام بالعمل والانتاج والتثقيف ورفع مستوي فئات الشعب المختلفة.