مبادرة جديدة و»مغرضة« للمصالحة الوطنية تطلقها ثلاثون شخصية سياسية وحزبية أغلبها ينتمي لجماعة الإخوان من بين رؤساء النقابات المهنية التي تسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمون.. تدعي بأنها تهدف إلي حقن الدماء والعودة إلي المفاوضات بين الجماعة والقوات المسلحة، وسيتم الاتفاق علي بنود المبادرة التي ستقدمها هذه الشخصيات التي قد تساهم في الخروج من النفق المظلم الذي تمر به البلاد حسب قولهم. الشيء الصحيح أن معظم الشخصيات التي ستشارك في المبادرة من الإخوان ويرأسها رئيس تجمع النقابات المهنية المنتمي أيضا للجماعة، ووضعت شروطا للمبادرة أهمها أن المبادرة بالكامل يتم عرضها علي الرأي العام والقوات المسلحة للوصول إلي صيغة توافقية حول عزل الرئيس السابق والملاحقات الأمنية لقيادات الجماعة وشروط كلا الطرفين لعمل مصالحة وطنية شاملة!! وتريد هذه المصالحة المرفوضة أن تنقذ الإخوان من الجرائم التي ارتكبوها منذ قيام ثورة 52 يناير، كما تريد المبادرة التي ستعدها شخصيات تسببت في مد أجل الفترة الانتقالية ووضعت العربة أمام الحصان فأضاعت عامين هباء منثورا حدثت فيها مصائب لا تعد ولا تحصي ما كان لها أن تحدث لمصر. كل ذلك لتمكين الإخوان من السلطة وأخونة الدولة، وأن تجلس الجماعة مع القوات المسلحة وتترك الإرهابيين الذين جلبهم الإخوان إلي سيناء في محاولة لعزلها عن الوطن وارتكاب أعمال إرهابية إجرامية ضد مصر.. هذه مبادرة مرفوضة لأنها ضد إرادة الشعب المصري الذي ارتضي خطة المستقبل. المصلحة القومية قبل المصالحة الوطنية.. كفانا مضيعة للوقت في مناورات ومبادرات فاشلة.