سيارات الإسعاف أثناء نقل المصابين الى المستشفى وسط حشود غاضبة من أهالى سيناء سائق الأتوبيس: فوجئت بالانفجار بعد لحظات من مرور مدرعات الشرطة صراخ وعويل .. دموع وصيحات غضب مع وصول عربات الإسعاف .. سحور تمر وعصائر ومياه .. الدعاء مع آذان الفجر علي المتسبب في الحادث .. كان هذا هو المشهد الممتد منذ حوالي الساعة الواحدة من صباح أمس وحتي السادسة أمام مستشفي العريش المركزي التي قضت الساعات الأولي من صباح أمس في استقبال وعلاج المصابين بحادث الأتوبيس الذي راح ضحيته 3 قتلي و16 مصابا ما بين كسور وجروح وشظايا. الأخبار قضت مع أهالي العريش أحداث الليلة الدامية أمام المستشفي المركزي الذين انتابتهم حالات السخط والغضب مما يحدث علي أرض سيناء الحبيبة مستنكرين الأحداث الإرهابية التي تجري علي أرضها . المشهد مهيب كلما دخلت سيارة إسعاف تحمل مصاباً من مكان الحادث الذي يبعد حوالي 15 كيلو مترا عن المستشفي .. صراخ الأهالي وتعالي الصيحات مع الدعاء علي المتسبب بالحادث .. الجميع أكد أن من فعل هذا العمل الإرهابي لا يمت بصلة للإسلام ولا يعلم شيئا عن الدين الإسلامي .. مطالبين قوات الأمن بضرورة الضرب بيد من حديد علي مرتكبي هذا الحادث والقضاء علي تلك البؤر الإجرامية والإرهابية المنتشرة في أراضي سيناء . صراخ أقارب القتلي الثلاثة عند خروجهم من المستشفي في طريقهم للمشرحة المجاورة لها .. الزوجة تتمسك بجثة زوجها لا تريد أن تتركه .. لا تريد أن تصدق عينيها أن تلك هي المرة الأخيرة التي ستشاهده فيها .. وتتوسل إلي الله أن يرده إليها مرة أخري .. مشهد الأب المكلوم علي ابنه الذي فقده .. يمسك بالمصحف ليقرأ علي جثته بعض آيات الذكر الحكيم لعلها تكون شافعة له في قبره .. يحتسب ولده شهيداً عند الله في إحدي ليالي رمضان .. الدعاء لم ينقطع عن المكان .. الجميع يدعو للضحايا بالمغفرة والرحمة وللمصابين بالشفاء . التقت الأخبار بعدد من المصابين في الحادث الإرهابي صباح أمس وأكد أحد المصابين يدعي سامح بدوي وهو سائق الأتوبيس أنه كان في طريقه إلي مصنع الأسمنت بوسط سيناء في حوالي الساعة الواحدة من صباح أمس وأثناء قيادته الأتوبيس في طريق المطار تصادف مرور دوريات أمنية من الجيش والشرطة وعقب مرور المدرعتين بحوالي 100 متر فوجئت بانفجار في وسط الأتوبيس من الجانب الأيمن وقام مسلحون ملثمون مجهولون بإطلاق وابل من النيران علي جانب الأتوبيس الأيسر مما أدي إلي إصابة جميع العمال ووفاة 3 حالات منهم . وأضاف بدوي أن قوات الجيش والشرطة تتعرض لإطلاق نار وقذائف منذ أكثر من أسبوع ويبدأ يومياً عادة في العاشرة مساءً .. ولم نسمع عن إلقاء القبض علي أي من مرتكبي تلك الحوادث الإرهابية .. وأشار إلي أن الأتوبيس كان معطلاً لمدة أسبوع وكان أول يوم تشغيل له أمس بعد إصلاح الأعطال التي أصابته . وقال سمير حسن 43 سنة أنهم كانوا يستقلون الأتوبيس في اتجاههم إلي المصنع أتحدث مع زملائي بشأن ما يحدث في سيناء وما طالها من إرهاب علي أيدي جماعات متشددة وفجأة وجدت شيئاً يخترق الأتوبيس ولم أشعر إلا وأنا أنزف دماً وملقي علي الأسفلت وقد توفي زميلي الذي كنت أتحدث معه . وأضاف رامي سليم 34 سنة أنه كان يقوم بتناول طعام السحور هو وزملائه العمال ونقتسم "أرغفة الخبز" معاً والجبن وعلب الزبادي .. وبعد أن نوينا الصيام فوجئناً بما حدث ولم نتمكن من استيعاب ما جري إلا ونحن في مستشفي العريش المركزي . وأوضح محمود محمد 39 سنة أنه يحمد الله علي نجاته من الحادث الإرهابي قائلاً : " ليس لنا ذنب ؟؟ نحن عمال ذاهبون إلي مصنعنا .. فهل لنا ذنب أن يقتل زملاؤنا هكذا ؟ " .. وحول عملية استهداف الجيش والشرطة قال محمد إن تلك الجماعات الإرهابية كانت تستهدف الأتوبيس لأن المدرعة التابعة لقوات الأمن مرت بجوارنا منذ دقائق وبعدها حدث ما حدث .