هلت نسائم شهر القرآن الكريم ،هذا الشهر الذي يحمل في أيامه ولياليه .. كل معاني التراحم والتسامح والمغفرة ..فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن ليكون هدي للناس وفيه يصوم الناس تقربا لله سبحانه وتعالي، تلك العبادة الخالصة بين العبد وربه. كما يمتاز رمضان بليلة بألف شهر هي ليلة القدر وفيه صلاة التراويح التي لا يصليها المسلمون إلا في لياليه ..كما أن قراءة القران لها جزاء عظيم خلال أيامه ..هذا هو الشهر الذي تقيد فيه الجن والشياطين ويلجأ العباد الي العمل الصالح بكل إخلاص ..وأن كنا نتمني في هذا الشهر أن يتم بفرحته علينا بعودة الهدوء الي الشارع المصري وأن تغل أيدي هؤلاء الشياطين من الإنس الذين يعكرون صفو هذا الشعب والعباد نتمني أن نقضي رمضان هذا العام في أمن وسلام بعيدا عن مجانين البشر الذين نسوا روح الإسلام ورحمته ويسعون في الأرض فسادا ودمارا وقتلا بمؤامراتهم التي هي بعيدة تماما عن شخصية المصريين وطيبتهم المشهود لها منذ فجر التاريخ وأن يعلم هؤلاء المتاجرين بالدين الإسلامي انهم يعيشون في أقدم بلد إسلامي عرفت روحه وعاشت من أجل نشر تعاليمه ويشهد لها التاريخ بأنها مركز الإسلام في الدنيا فمنها يخرج الدعاة لنشر مبادئ وتعاليم هذا الدين الحنيف من أقدم جامعه إسلامية علي وجه الأرض وهو الأزهر الشريف ..هؤلاء العلماء المسلمون خرجوا من مصر ليعلموا العالم كله حقيقة روح الإسلام وأن الدين لله وأن الشيطان وجنوده ومؤامراته لا وجود لهم بين صفوفهم أو علي أرضهم ..إننا نتمني أن نشعر بفرحة قدوم شهر رمضان الكريم علينا ..نريد أن تعود الزينة لتملأ شوارع وميادين كل المدن المصرية وأن ترتفع أعلام الإحتفالات الدينية وأن تنتشر موائد الرحمن للإفطار الجماعي في كل مكان وأن تشهد قاهرة المعز أقامة سرادق الإحتفالات التي ترتفع فيها أصوات المنشدين بذكر الله وتلاوة آياته القرآنية بدلا من هذا الإحتقان الدموي الذي تنشره هذة الشرذمة من الخارجين عن الإسلام والمتاجرين باسمه ..ونتمني أن يعود شبابهم الي عقولهم وأن يعلموا جميعا أن الشعب المصري أختار طريقه وحدد ملامح شرعيته الشعبية بعد أن قضي عاما أسود حالكا ملئيا بالأزمات المتلاحقة التي جعلته لا يستطيع الصبر علي هذه الطغمة الحاكمة المسيطرة علي مقاليد الحكم في مصر طوال العام الماضي والذين جعلوا الشعب يخرج عن بكره أبيه الي الميادين والشوارع مطالبا برحيلهم ..وساعيا الي إيجاد من يحكمه بالعدل ويوفر له العيش الكريم والحرية الحقيقية والعدالة الأجتماعية بعيدا عن الشعارات الجوفاء والتي للأسف اقترنت بالإسلام والإسلام منها برئ ..إن سقوط النظام السابق وعزل الرئيس الذي كان لا يهمه سوي أمر أهله وعشيرته لا يعني نهاية العالم بالنسبة لهؤلاء الأخوان ..وأن اختيار الشعب لرئاسة جديدة وحكومة قادرة علي تسيير أمور حياته لا يعني إقصاء الإخوان بل إن الفرصة قائمة أمامهم للمشاركة في المسيرة والمصالحة الوطنية خاصة أمام شبابهم الذين غرر بهم وتم زرع مفاهيم خاطئة عن الأسلام الحنيف بداخلهم قام به هؤلاء الذين نسوا الله وبعدوا عن الإسلامهم الحق فشب هؤلاء الفتية علي الكراهية والسمع والطاعة بلا مناقشة وبلا تفكير..وكأن ما حدث لهم هو غسيل مخ ومسح لكل تفكير عاقل أو سليم. أننا نؤكد لهؤلاء الشباب أن الطريق مفتوح لهم للعودة الي أحضان وطنهم والانخراط في بناء مصر المستقبل وأن هذه العودة أيضا موجهة الي القادة من الإخوان والذين غرر بهم أيضا ولكنهم مازالوا يستطيعون خدمة الوطن بعيدا عن قياداتهم الذين تلوثوا بكراهية مصر وقاموا ببيعها للعدو خاصة هؤلاء الذين اتفقوا مع أمريكا علي بيع سيناء لتكون وطنا لفلسطين مقابل ثمانية مليارات من الدولارات وهؤلاء الذين تقاضوا500 مليون دولار من أوباما للاستيلاء علي حكم مصر وكان لهم ما أرادوا ..هؤلاء ارتكبوا جرائم خيانة عظمي ضد مصر ومصر ترفضهم وسبيلهم الوحيد هو المحاكمة والقانون سوف يقول كلمته ضدهم ولسوف نري.