: د. هشام الشريف مصر ثائرة... خرج شعب مصر ثائرا علي ما وصلت له الأوضاع في مصر... ما نراه الآن أمام أعيننا هو إعادة روح ثورة 25 يناير الحقيقية قبل تحولها واختطافها وتحريفها... منذ 25 يناير 2011 يتساءل الشعب يوميا هل مصر بخير؟ وأين أم الدنيا؟... المتابع للأحداث اليومية وللصحف ولوسائل الإعلام شعر يوميا بالقلق والفوضي والانهيار والاقتصادي والاجتماعي... شعر بالقلق علي مصر وشعبها المسالم، شعر بالقلق علي الفوضي العامة السائدة سواء كانت سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية ودينية... شعر بالقلق علي انهيار الدولة ومؤسساتها بنظمها البيروقراطية وقيادتها المرتعشة وحكوماتها التائهة، شعر بالقلق علي ازدياد البلطجة المنظمة السياسية والانتهازية والدينية والأخلاقية التي نراها علي شاشات التليفزيون والفضائيات وفي الشارع المصري... يتساءل المصريون يوميا عن أم الدنيا... وكيف أصبحت أرض السلام والمحبة والوسطية والأمان والشهامة والمروءة والرحمة و"الجدعنه" والأمل في خطر... رأي المصريون بأعينهم مشاهد وصور أعضاء تنظيمات وخلايا "هدم" مصر أمام أعينهم وأمام العالم التي تختلف تماما عن صور ثوار وأبطال 25 يناير... صورة بلطجية وقطاع طرق وانتهازيين ومتسلطين باسم الدين، وهي صورة مختلفة عن صور شعب 25 يناير بتلاحم قواه العاملة وقلوبه النقية وعزيمته القوية وشبابه بأطبائه ومهندسيه، وعماله وفلاحيه، بسيداته وآنساته، بشبابه وأطفاله وبمسلميه ومسيحييه... التناقض بين الأبيض والأسود وبين الحق والباطل أصبح فجا، بل زاد عن حدوده ووصل إلي الخطوط الحمراء... ثورة الشعب والجيش المصري لن تموت... هي ثورة تقدم وبناء وسلام وعطاء... بدايتها الحفاظ علي الوطن وتحويلها سريعا إلي طريق التقدم وليس إلي طريق لبنان أو طريق العراق أو سوريا... مصر ليست لبنان ولن تكون العراق أو سوريا... الشعب المصري لا يريد - وأكرر لا يريد، ولن يسمح - وأكرر لن يسمح أولا: بالانزلاق إلي فتنه طائفية تفجرها فئات ضالة... ثانيا: الشعب المصري لن يسمح بأن تتحول أحزاب الظلام إلي حزب الله أو حماس المصرية... ثالثا: الشعب المصري لن يسمح بمافيا أو بلطجة سواء كانت مصرية المنبع أو تستورد نموذجا لمافيا دول أوروبا الشرقية الذي ظهر بعد انهيار دول الاتحاد السوفيتي... رابعا: الشعب المصري لن يسمح بالبلطجة السياسية (أو بساسة البلطجة) لقد ثار عليهم وعلي فسادهم... والي الأبد... خامسا: الشعب المصري لن يسمح بدكتاتور جديد سواء كان شخصا أو حزبا أو تيارا أو كتلة أو توجها دينيا يستغل ديمقراطيه "تفصيل"... سادسا: الشعب المصري لن يسمح بتسلط المال علي السياسة أو السياسة علي المال... سابعا: الشعب المصري لن يسمح بالفساد والتخصيصية والتمييز وعدم التكافؤ... ثامنا: الشعب المصري لن يسمح بالأداء السييء أو المهلهل لمحافظات ولوزارات أو حكومات... من يخدم يجب أن يقود التقدم في كل موقع... تاسعا: الشعب المصري لن يسمح بقيادات تعمل في الظلام بأن تضيع مكاسبه أو ثرواته أو ممتلكاته... عاشرا: الشعب المصري لن يسمح بأن تدخل مصر حروبا جديدة أو تفرض عليها أو تنزلق لها... شعب مصر يريد بناء الوطن، ونهضة الأمة... خلال عام فشل الرئيس مرسي في تمثيل شعب مصر واستمر ممثلا فقط لفكر تيار واحد ينتمي إليه ونسي وتناسي أن مصر لكل المصريين فأضاع مصر... ولكن شعب مصر لم يضع فها هو يولد من جديد وكما تخلص من ديكتاتورية الأمس فإنه يتخلص من ديكتاتورية وفاشيه اليوم... شعب مصر اليوم يعلن بوضوح " لا " لكل التجاوزات " لا " للديكتاتورية و" لا " لاستغلال الدين في السياسة... الشعب يريد البناء والتقدم والسلام والمحبة، والأمان والأمن، والحرية والوحدة... فلنتحد لإنقاذ الوطن والديمقراطية... كي تعود مصر لأم الدنيا.