همسات

لا لعمالة الأطفال

الطفل امانة يحملها المجتمع الي الجيل القادم ومن هذا المنطلق يحتفل الكثير من دول العالم سنويا خلال شهر يونيو باليوم العالمي لمكافحة عمل الاطفال وذلك منذ حوالي عشر سنوات وبالتحديد في أعقاب اختيار منظمة العمل الدولية يوم 21 يونيو من كل عام للاحتفال بهذه المناسبة منذ عام 2002.
ولانني اعمل في مجال المرأة منذ سنوات طويلة ترتبط اشهر العام في الاجندة الخاصة بي بمناسبات ونشاطات يجب مراعاتها والاهتمام بها، فعلي سبيل المثال يرتبط شهر مارس بيوم المرأة العالمي ويوم المرأة المصرية وعيد الأم بينما يرتبط شهر نوفمبر بأعياد الطفولة و.. و.. وهذه الأشهر غالبا ما تزدحم بالمؤتمرات والندوات والاحتفالات.
مر شهر يونيو من هذا العام دون اي حراك أو اجتماع أو ندوة حول عمالة الاطفال فلم اتلق سوي دعوة واحدة للقاء حول مائدة مستديرة اعدتها منظمة بلان الدولية للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة عمالة الاطفال. وخيل لي أن مشكلة عمالة الاطفال قد تم حلها لولا انني طالعت ارقاما مذهلة عن حجم المشكلة في مصر والعالم. أشار تقرير نشرته منظمة العمل الدولية إلي أن هناك ما يقرب من 8 ملايين طفل في مصر يعملون و163 مليون طفل حول العالم الاغلبية العظمي في قارة آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية.. واعلن الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء أن هناك 6.1 مليون طفل عامل في مصر وأن هذا الرقم تم التوصل اليه في أعقاب اجراء مسح مع وزارة القوي العاملة شملت عينة من الاطفال من سن 51 الي 71 عاما. وقام المجلس القومي الامومة وللطفولة برفض الاحصاء القادم عن منظمة العمل الدولية عن حجم عمالة الاطفال في مصر مؤكدا انه مبالغ فيه بدرجة كبيرة، ولكن كلنا نعلم اننا في مصر نعاني من نقص الاحصاءات وصعوبة حصر عدد المتضررين من أي مشكلة أو ظاهرة.
نتفق جميعا أن الفقر والجهل وانخفاض المستوي التعليمي يؤدي الي تفاقم عمالة الاطفال، وانه بالرغم من وجود اتفاقيات دولية تحرم الاستغلال الاقتصادي للاطفال الا انه يتم استغلالهم في الدول الفقيرة والنامية كأيدي عاملة رخيصة بديلة لعمل الكبار. وبالطبع عمالة الاطفال وغيابهم عن منازلهم والرعاية الابوية يعرضهم لمحاظر بدنية ونفسية، يعانون من سوء التغذية والتعرض لامراض قد تصيب اجسامهم الصغيرة وايضا يتعرضون لمخاطر جسمانية وحوادث في العمل والاطفال الذين يخرجون للشوارع لكسب لقمة العيش عادة ما تتسم سلوكياتهم بالاكتئاب والحزن والخوف من المستقبل ويكسب ذلك الكثير منهم سلوكا عدوانيا وانحرافات وتعاطي مخدرات وينخرفون بسهولة في ارتكاب الجرائم.
وأهمس في أذن من يهمه احوال شئون اطفال مصر أن مرحلة الطفولة هي أهم مراحل النمو واكثرها تأثيرا في حياة الفرد، فهي بداية تربية وتنشئة واذا كانت البداية صحيحة وسليمة سيتابع الطفل النمو بشكل سليم ويصبح انسانا صالحا أما اذا ترك دون تعليم أو رعاية أو توجيه فسوف يصبح انسانا فاسدا.. وعلينا ان ندرك أن طفل اليوم هو رجل الغد.