صالح الصالحى دق جرس المدرسة.. المذبحة بدأت.. اقصد امتحانات الثانوية العامة.. الامتحانات التي شهدت هذا العام طرقا وأساليب وحالات غش غير مسبوقة.. في ظل الحكومة القنديلية. تنوعت وسائل الغش المبتكرة بين ساعات وموبايلات، وغش الكتروني، وغش عادي، وغش بالعافية، وغش جماعي.. يتزامن هذا مع تسرب الاسئلة والاجابات علي مواقع النت. ورغم ذلك لم يمر امتحان تقريبا إلا وشهد بكاء وصراخ وانهيار واغماء الطلاب من صعوبة الاسئلة، التي وصفت بالتعجيزية.. وان المدرسين المتخصصين لايستطيعون الاجابة عليها. بالطبع شارك أولياء الأمور ابناءهم في حالة الحزن.. وارتعشت اعصابهم خارج اللجان، في انتظار خروج ابنائهم.. متمسكين بالدعاء »يارب الامتحان يعدي علي خير«. وبفعل فاعل تحولت الثانوية العامة الي سكين »تلمة« لذبح ابنائنا الطلاب.. سكين في يد مسئولين اصابهم مرض الاستقواء وفرض العضلات، دون مبالاة، أو شعور بأي ذنب يرتكبون، تناسوا ما تمر به البلاد من ظروف اجتماعية واقتصادية غاية في السوء والصعوبة.. ولم يقدروا ان الطلاب جزء اصيل من البلد، وان اسرهم يعانون أشد المعاناة.. وزادت الثانوية العامة همومهم هما.. سواء علي المستوي المادي أو المعيشي.. ناهيك عن القلق والخوف الي حد الرعب الذي يتملك الاسرة عاما كاملا. المسئولون عن التعليم في مصر جلسوا في برج عاجي، وكأنهم في عزلة عن الأحداث التي يمر بها الوطن.. ووجدت انفسهم المعقدة في الامتحانات ضالتها للانتقام من شعب مصر والتشفي فيه.. وتعاهدوا علي اقصاء الطلاب من التعليم وخاصة المجتهدين منهم.. بوضع امتحانات تعجيزية كما وصفها الطلاب.وبهذه الطريقة التي لا رحمة بها ، حولوا الطلاب واسرهم الي غشاشين وكذابين، معقدين، يميلون للعنف.. حتي ينجوا من فخ الثانوية.. وذلك عن طريق تسهيل الغش ومساعدة ابنائهم فيه. ووسط كل هذا ضاع الطالب المجتهد، الذي تعب وسهر، واعتمد علي نفسه في الامتحانات.. أو الذي لم تسمح له الظروف بالغش كغيره ، وهنا تقع مصيبة كبري.. فمن غش سوف يتفوق، ويحصل علي فرص عديدة للالتحاق بالكليات.. ولاعزاء للمساواة وتكافؤ الفرص.. التي من أجلها جاء امتحان الثانوية العامة موحدا لمصر كلها. وبذلك يتحول المجتهد الي حاقد، كاره لالتزامه.. وينعكس اثر ذلك عليه فقد يصاب بمرض نفسي.. او يتحول الي انسان غير سوي مستقبلا. وبهذه المثابة سوف يكون الغش منهجا.. تقره الاسر، ويرعاه المدرسون ويعترف به المجتمع.. ويصبح لدينا جيل من الغشاشين.. يأتي هذا في ظل غياب تام للوعظ الديني.. الذي تاه القائمون عليه في السياسة وألاعيبها. فلم ينهض احد المشايخ المبجلين الفضائيين بتحذير الطلاب والاسر من الغش وأضراره علي النفس والمجتمع.. وفقا لتعاليم الدين.. ولم يخاطب هؤلاء المشايخ واضعي الامتحانات بالرفق، ويستحثون الرحمة في قلوبهم بأبنائنا عند وضع الاسئلة. فعن أي تعليم هذا تتحدثون ؟!