روبى الممرضة ناهد فى لقطة من »الحرامى والعبىط« فجرت احتجاجات الممرضات علي فيلم "الحرامي والعبيط" المعروض حاليا تساؤلا خطيرا هو كيف ستقدم السينما أفلاما وأي القضايا ستتعرض لها إذا كانت كل فئة في المجتمع سترفض أن يظهر من بينها نموذج فاسد وكأنهم ملائكة يعيشون في المدينة الفاضلة وليس في عالم مستحيل أن تجد به مهنة واحدة ليس بينها شخص ضعف ضميره ففسد وانحرف . اعتبرت نقابة التمريض أن شخصية الممرضة "ناهد" التي قدمتها روبي في الفيلم تمثل "مساسا بالكيان الشخصي للممرضات"، جاء في الخطاب الذي أرسلته نقابة التمريض إلي الرقابة علي المصنفات الفنية. فيما يري صناع الفيلم أن كل مهنة علي وجه الأرض لابد أن بها شخصا فاسدا بما في ذلك مهنة التمريض فبين ملائكة الرحمة من يخطئون أيضا، ولو خرجت كل فئة بمظاهرات لأن واحدا ممن يعملون بها ظهر فاسدا في فيلم فعلينا اذن أن نغلق أبواب السينما وعلي الدراما السلام !. يقول الدكتور فتحي عبدالستار رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية "وصلني يوم الإثنين 71 يونيو خطاب من نقابة التمريض يؤكدون فيه أنهم يرون في الفيلم "مساسا بالكيان الشخصي للممرضات" كما يطلبون نسخة من الفيلم وأنا بدوري سأطلب من الجهة المنتجة اعطاء النقابة نسخة من الفيلم لأن النسخة التي لدي لأغراض محددة ولايمكنني اعطاءها لأي جهة. وأنت تجيز الفيلم ألم تشعر بأن به تشويها متعمدا للممرضات؟ الفيلم حصل علي ترخيص لأنه ليست به شبهة لصفة العموم فهو لايقول شيئا عن كل الممرضات ولكنها ممرضة واحدة.. نموذج واحد فاسد من بين آلاف من النماذج الصالحة، وفي النهاية مايحكم هذا الأمر هو القانون فلو كنا وجدنا أن الفيلم يعمم الفساد علي جميع الممرضات لم نكن لنمنحه ترخيصا من الأساس، ووعامة اذا ثبت أن الفيلم به شبهة التعميم سيسحب ترخيصه. سألنا الدكتورة كوثر محمود نقيب التمريض: لماذا كل هذه الضجة حول الفيلم؟ لأنه كان بإمكان صناع الفيلم أن يكون دور روبي في الفيلم فتاة ليل أو أي شيء آخر بدلا من الممرضة . ولكن الفيلم يناقش تجارة الأعضاء البشرية فكيف تتاجر فتاة ليل في الأعضاء البشرية؟ قالت: الفيلم لم يقدم صورة الممرضة الشريفة بل قدم صورة ممرضتين كل منهما سيئة واحداهما التي كانت تعمل في عيادة الطبيب ملابسها ومكياجها لم يعجب الممرضات ! . كان الطبيب في الفيلم فاسد أيضا فهو يتاجر بالأعضاء فلماذا لم تقم نقابة الأطباء بمقاضاة الفيلم؟ "هم أحرار ربما لم يشاهدوا الفيلم أو لم يدروا به"!! عبدالله: لسنا في مدينة الملائكة أما أحمد عبدالله مؤلف العمل فقد قال: "في الحقيقة انا مندهش من ردود الأفعال هذه من جانب نقابة التمريض وبعض الممرضات، ولست متحمسا للرد علي هذه الاتهامات لأن الردود يعرفها الجميع، ولكنني فقط أتساءل هل نحن نعيش في المدينة الفاضلة أو في مدينة الملائكة حتي تكون لدينا مهنة واحدة خالية من شخص فاسد؟ وهل فعلا ليست هناك ممرضة واحدة أخطأت يوما ما؟ وهل فيلم "الحرامي والعبيط" هو أول فيلم ظهرت به ممرضة فاسدة؟ ألم يكن في الفيلم طبيب يتاجر في الأعضاء لماذا لم نر الأطباء يخرجون في مظاهرة؟ ولماذا لم نر ضباط الشرطة من قبل والأمناء يتظاهرون لأن السينما قدمت نموذج فاسد في فيلم؟ أعتقد أننا اذا كنا سنظهر كل مهنة كأنها مثالية فعلينا اذن أن ننهي من حياتنا السينما والدراما. رمزي: روبي ممرضة ضحية من جهته، قال الناقد الكبير كمال رمزي "أريد أن أقول ان مهنة التمريض مهنة نبيلة وانسانية وتحترم في العالم كله احتراما شديدا وفي مصر الناس يضعونها في مرتبة مرتفعة فهم حقا ملائكة الرحمة ولكن هذا لايعني أن كل من يعملون بها ملائكة فهي مهنة مثلها مثل أي مهنة أخري في المجتمع بها عناصر منحرفة وهذا أمر وارد وأعتقد أنه من ضيق الأفق وعدم اتساع الرحابة في الرؤية أن نحكم علي مهنة من خلال شخص واحد يعمل فيها!..فهل مثلا لو ظهر في فيلم كاتب أو فنان أو حتي سائق فاسد أن تقوم نقابته بعمل مظاهرات؟ وأضاف "هناك نقطة غاية في الأهمية وهي أن شخصية روبي أو ناهد في الفيلم هي ضحية ومجني عليها وليست جلادا وقد دفعت ثمن الأخطاء التي ارتكبتها في نهاية الفيلم حيث تم بيعها هي نفسها كمجموعة من الأعضاء البشرية، والحقيقة أن الفيلم قدم ببراعة الظروف المحيطة بهذه الممرضة تلك الظروف التي دفعتها لسلك طريق خاطئ في الحياة فقد حرمت من حقوقها وتعيش حياة صعبة وفي منتهي القسوة وأعتقد أنه من الأجدي البحث عن حقوق الممرضات بدلا من كل هذه الضجة حول فيلم سينمائي.