نحبس انفاسنا ونبتهل الي الله تعالي ان يمر يوم الثلاثين من يونيو علي خير دون اراقة دماء مصرية بريئة..وتدق وسائل الاعلام طبول الحرب ويحشد كلا الفريقين حشوده في حرب كلامية واشتباكات ومعارك صغيرة هنا أو هناك..وكأنها بروفة لما يمكن أن يحدث في اليوم الموعود . وما بين حركة (تمرد) التي تنادي بانتخابات رئاسية مبكرة وحركة (تجرد) المؤيدة لاستمرار الرئيس محمد مرسي في منصبه حتي يستكمل مدته القانونية ،وقع الناس بين مطرقة الرفض التام وسندان التأييد المطلق وخفتت الأصوات المتعقلة وعلت النبرات التي تؤجج مشاعر الغضب علي الجانبين ، وأعلنت كلتا الحركتين عن جمعهما لملايين التوقيعات المؤيدة لموقفهما، وتباري جهابذة القانون في شرح مدي دستورية التوقيعات وجدواها ..بينما طالب آخرون بالاحتكام الي صندوق الانتخابات . نحن نعيش حالة من الترقب والقلق خاصة مع عدم وجود سيناريوهات واضحة لما يمكن أن تكون عليه الأوضاع في اليوم المشهود،ولعل الكثيرين شاهدوا التحصينات التي أقيمت في الشوارع المؤدية لقصر الاتحادية..وتدافع الناس الي تخزين المواد الغذائية رغم أن شهر رمضان الكريم سيأتي بعد أكثر من عشرين يوما، وقرر الكثيرون عدم الذهاب لأعمالهم خوفا من أحداث العنف المتوقعة. وأعلن الجيش أنه لن يتدخل ضد الشعب، أما الشرطة فقد أعلنت أنها لن تتدخل إلا لحماية المنشآت المهمة ثم أعلنت أنها لن تحمي مقرات الحرية والعدالة وأنها ستبقي علي الحياد ولن تكرر اخطاء 28 يناير،ولكن حياد الشرطة لا يكفي ففي العديد من الاحداث الدامية مثل محمد محمود كانت الشرطة غائبة او محايدة ولم تعزل بين الفئة المعتدية المسلحة والفئة المسالمة رغم ان هذا واجبها في المقام الاول ان تمنع الجريمة قبل وقوعها بدليل الاشتباكات التي حدثت منذ ايام امام وزارة الثقافة بين الفنانين المعتصمين الرافضين للوزير الجديد وبين بعض المدافعين عنه وشاهدنا قوات الامن المركزي وهي تفصل بين الفريقين ونجحت في حقن الدماء وهو الدور الايجابي الواجب علي الشرطة القيام به فموعد المظاهرات واماكنها محدد منذ شهور وكلا الفريقين يحشدان انصارهما وفي غياب الشرطة يزيد الضحايا وتنتصر القوة وعلي الشرطة ان تمنع العنف ولا تسمح للمسلحين والبلطجية بتحويل التظاهر السلمي الي فوضي لأن مصر هي التي ستدفع الثمن.