منى سلمان ابتسامة الروح كانت دائما تسبق ابتسامة الوجه.. تداعب أحلامها.. دائماً تعانق طموحها.. تجري بخطوات سريعة إلي النجاح.. كل هذا جاء في ثنايا عقلها.. وصدق قلبها.. وصقلته بثقافاتها المتعددة ودراستها للإعلام.. لتأتي أولي الخطوات لتمسك بالميكرفون لأول مرة داخل ستديوهات إذاعة الشرق الأوسط صانعة النجوم.. وصانعة المجد والشهرة لكل من تعلم داخل أروقتها.. المذيعة مني سلمان صاحبة الوجه الذي انطلق من تلك المدرسة الإذاعية الشرق الأوسط.. حواراتها الرشيقة.. الدقيقة.. الواعية رشحتها إلي الخطوة الثانية لتترك الميكرفون لتطل علي المشاهد من خلال شاشة القناة الثقافية لتكون أول مذيعة تحاور عقولا ورموزا وشخصيات كثيرة من خلال المنتدي الذي كانت تعقده.. ومن شباك الزمن عبر برنامجها »الوجه الآخر للتاريخ«.. وفي ضوء الليل الجميل مع برنامج (قمر النيل). العين الفاحصة المترقبة الخبيرة باكتشاف المواهب والكنوز التقطتها لتأخذ بيدها وتقدمها لمسابقة لم تكن تخطر ببالها.. لتفوز في مسابقة قناة الجزيرة.. جانبا آخر من عقل ناضج الفكر والتألق والحضور ليأخذنا معه في حديث ممتع خفيف رشيق انه (حديث الصباح) والذي كان بحق صباحا مشرقا في حياتها.. ليتوهج العقل ويحاور.. ويناور.. ويداعب.. ويناقش.. ويجذب العين والأذن والفؤاد.. لتصبح نجمة قناة الجزيرة من أول طلة لتصل إلي الهدف من أقصر الطرق.. وتأخذ الطريق المباشر لتجذبنا مرة أخري وتقول لنا »الجزيرة مباشر« لتقدم لنا رؤي وأفكارا ورموزا عربية وعالمية ما بين شخصيات سياسية وثقافية وفنية تضيق المساحة عن ذكر أسمائهم.. علي سبيل المثال لا الحصر تابعناها مع الأمير الحسن بن طلال ومارسيل خليفة والأبنودي.. بالاضافة إلي أطياف كثيرة من رموز الحكم والمعارضة في كل من مصر والسودان وتونس والمغرب والصومال واليمن وحتي حوارها الواعي الواثق مع الرمز والسياسي البارز الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز وغيرهم كثيرون. مني سلمان.. مسيرة حافلة بالنجاحات.. والخبطات التليفزيونية.. والحوارات الناضجة استمرت 8 سنوات في قناة الجزيرة لتفاجئ الجميع وتضع استقالتها بين أيدي المسئولين هناك.. لتكتب بصدق الكلمات وود الصداقات واللقاءات عن أرق وأدق اللحظات التي عاشتها بين كواليس الجزيرة لتقول للأصدقاء الأعزاء شكرا.. ثم شكرا. ثم شكرا.. لتجربة ثرية قدمت فيها كل شيء ببساطة الروح.. وبساطة الكلمة.. وبساطة اللحظة.. وكأن القدر كان يكافئها في كل محطة من محطات حياتها الإعلامية الرائعة لتعود إلي مصر.. لتنضم إلي مدرسة دريم الإعلامية الناضجة الحاضرة الناضرة.. لتبقي مني سلمان كما تقول عن نفسها دائما منذ أول خطوة وحتي الآن.. أتمني أن يراني المشاهدون دائما المذيعة البسيطة القادرة علي الاقتراب منهم والتعبير عن أصواتهم وتساؤلاتهم وأوجاعهم وآلامهم.. مع الثقافة والتنوع والحضور عند اجراء حوار مع رئيس جمهورية في نفس الوقت الذي أدير فيه حوارا مع مثقف أو فنان أو رجل بسيط جدا.. فالكل عندي إنسان أجتهد دائما في الوصول إليه وتوصيل أفكاره من خلال أدواتي القليلة التي استخدمها ليبقي دائما حديثي معهم هو (حديث الصباح) الذي كان يحمل لنا مع كل اشراقة صباح معني جديدا.. وحلما جديدا.. وأملا قادما.. تراه ونلمسه.. مع وجه بديع القسمات واسم صادق الحروف أصبح معروفا عبر شاشات العالم العربي اسمه (مني سلمان).. فتحية إلي هذا القلب والعقل الذي تسكنه الثقة بالنفس.. ويسكنه الاطمئنان.