في معركة يعتبرها مراقبون "إستراتيجية" بالنسبة لمستقبل النزاع في سوريا، شهدت بلدة القصير بريف حمص امس قصفا واشتباكات هما "الأعنف" منذ اقتحامها قبل نحو اسبوع من قوات الرئيس بشار الأسد المدعومة من حزب الله اللبناني. وقال مصدر بقوات الأسد انهم اقتحموا مطار "الضبعة" العسكري شمال البلدة والذي يعتبر خط الدفاع الرئيسي لمقاتلي المعارضة المتحصنين هناك، والذين بحسب المصدر باتوا محاصرين. وبحسب شهود فقد تحولت الأحياء الشرقية من القصير الي ثكنة عسكرية، مع استقدام قوات الأسد آليات ثقيلة وإقامتها نقاط تمركز وتحصينات في مختلف الشوارع والأبنية. وأبرز القتال الأهمية الإستراتيجية للبلدة الواقعة قرب الحدود اللبنانية غربا وتعد خط إمداد رئيسي لمقاتلي المعارضة المسيطرة في شمال سوريا. وتصل القصير بين دمشق وميناء طرطوس الساحلي، حيث معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، والمتوقع ان يلجأ الرئيس للفرار اليها في حال سقوط دمشق. جاء هذا بعد يوم من مقتل 161 شخصا في الريف الشمالي لمحافظة حماة وسط البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان بين هؤلاء 12 مقاتلا شيشانيا. وفي تطور هام، بدت نذر إنقسام واضحة داخل كتلة المعارضة السورية المجتمعة في اسطنبول للتحضير لمحادثات سلام متوقعة في جنيف الشهر القادم. ونقلت رويترز عن مصادر من المعارضة ان مباحثات المعارضين التي استهدفت طرح جبهة متماسكة خلال التفاوض - واجهت إحتمال الانهيار بعد ان اخفق معارضو الاسد في التوصل لإتفاق حول تغيير تركيبة الإئتلاف الوطني الذي يهيمن عليه الاسلاميون بحسب طلب الحلفاء الدوليين. وبحسب المصادر فقد طلب الليبرالي المخضرم "ميشيل كيلو" تمثيلا "أهم" لمجموعته في ائتلاف المعارضة قبل انضمامها. ولم يتوصل الائتلاف المعارض إلي اتفاق بشأن زعيم جديد له بعد إستقالة احمد معاذ الخطيب" الذي طرح مبادرتين لرحيل الاسد من السلطة سلميا. في الوقت نفسه أعرب الائتلاف عن استعداده لحضور محادثات جنيف بشرط أن يتضمن جدول أعمال المؤتمر تنحي الأسد ووقف العنف. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير "سعود الفيصل" قد جدد رفض بلاده لأي دور للأسد في مستقبل سوريا، لكنه أكد ايضا ان بلاده "ستؤيد ما يؤيده السوريون". وفي الجوار السوري، أثار تدخل "حزب الله" في القتال الطاحن انتقادات واسعة لبنانيا ودوليا وحذر الرئيس اللبناني ميشال سليمان الحزب من "الفتنة"، مشيرا الي ان "معاني المقاومة اعلي واسمي من كل المعاني ومن ان تغرق في رمال الفتنة". وقد تواصل القتال بين بين سنة وعلويين في مدينة طرابلس بشمال لبنان منذ الاحد الماضي، وارتفعت حصيلة الضحايا فيها الي 28 قتيلا.