لا بأس أبدا من التواري قليلا عن الكلام في السياسة والانشغال بإصلاح مشاكلنا الحياتية.. فربما كان هذا أجدي وأنفع للوطن.. ومن هذا الباب وجهت ثلاث ملاحظات الاسبوع الماضي إلي الدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة عن اختفاء العلامات الارشادية علي الطريق الدائري وتوهان الناس عليه بسبب غيابها وأهمية ترميم الحفر والمطبات بشوارع القاهرة وتحديد أسماء وأرقام لشوارع ومنازل حي المقطم الذي تعرف البيوت فيه بأسماء البوابين! وكلها ملاحظات لا يحتاج إصلاحها لميزانيات قد تكون غائبة وانما فقط لتوجيهات السيد المحافظ ليس أكثر.. وقد تلقيت من الدكتور أسامة رسالة كريمة ردا علي ما كتبت وكسبت منه انه أصدر بالفعل توجيهاته لرئيس حي المقطم لرصد جميع شوارع الحي الهادئ وحصر غير المسمي منها لعرضها علي لجنة التسميات بالمحافظة لاختيار أسماء ذات دلالة لها وتصنيع لوحات معدنية بأسماء للشوارع وأرقام للبيوت وتعليقها في أسرع وقت.. وكسبت أيضا توجيهاته المشددة بخصوص ترميم الحفر والمطبات تيسيرا للحركة المرورية واعتبار القيام بهذا العمل ضمن القواعد التي يتم علي أساسها تقييم نشاط رؤساء الأحياء. وأخيرا اعتذر المحافظ عن عدم وضع علامات ارشادية علي الطريق الدائري حيث تقع ولايته للهيئة العامة للطرق والكباري ولكنه وعدني بمخاطبة رئيس الهيئة بشأن هذه الملاحظة. وفي كل الاحوال أتوجه بكل التقدير للسيد المحافظ علي استجابته السريعة التي أراها تعكس قدر التعاون والتوافق بين الصحافة التي هي عين المجتمع والسلطة التنفيذية التي هي يد المجتمع واداته لإصلاح وتحسين مستوي حياة الناس. وليسمح لي الدكتور أسامة كمال ان أرصد معه ظاهرة أخري مؤلمة يراها ونراها جميعا في شوارع القاهرة والمحافظات وهي القاء »الرتش« أو مخلفات البناء من بعض معدومي الضمير في الشوارع يلقون بها ويهربون في خسة من أجل توفير حفنة جنيهات دون وازع من ضمير أو شرف. وفي تقديري ان سبب الظاهرة المؤسفة التي تكلف المحافظة واحياءها جهودا باهظة لإزالتها هو عدم تحديد مقالب قريبة للمخلفات بكل الاحياء. مما يدعو السائقين الجشعين للتخلص من الحمولة في غيبة الأمن بالشارع، بالاضافة لعدم ردع المخالفين وغض الطرف عن هذه الممارسات المؤسفة في حق المجتمع كله بمظنة الانفلات الأمني. ولكن ثق يا سيادة المحافظ ان عددا من الأكمنة في الشوارع التي تكثر فيها هذه الظاهرة وبالذات في ظهير مدينة نصر وشارع بورسعيد وغيرهما واحتجاز السيارات التي تقوم بهذا العمل لمدة شهر كامل لا تهاون فيه وتغريم صاحب المركبة كفيل بنشر حالة من الرعب ستمنع أي صاحب سيارة من مجرد التفكير في العودة لارتكاب هذه الجريمة. وشكرا علي تجاوبك وإلي ملاحظات أخري.