أسعد شخص بهذا الخبر هو أدهم نديم المدير التنفيذي لمركز تحديث الصناعة. الخبر يقول إن تاجرا صينيا تعاقد علي 3 آلاف متر من السجاد الذي يتم إنتاجه بقرية فوة بمحافظة كفر الشيخ ليتم تصديره إلي كندا. هذه الكمية تساوي ألف سجادة وهو ما يعني إنتاج القرية بالكامل لمدة 6 شهور نظراً للوقت الطويل الذي يستغرقه الانتهاء من تلك الصفقة. هذا الخبر وأخبار أخري مماثلة جعلت السعادة تغمر أدهم نديم وشعر أن كل المشاركين في معرض الصناعات الحرفية والتراثية وكذا زوار المعرض يهتفون له »بص شوف نديم بيعمل إيه«. والحقيقة أن مدير مركز تحديث الصناعة هو واحد من فريق عمل يرأسه المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة يحاولون بجدية إعادة الحياة إلي تلك الصناعات العريقة وإنقاذها من شبح الانقراض من خلال استثمارات قليلة لا تقارن بالاستثمارات التي تتطلبها صناعات أخري مثل الأسمنت أو الحديد والصلب. باختصار هي استثمارات بالملاليم تجلب الملايين وربما المليارات لهذه الصناعات التي توفر فرص عمل أكثر بكثير مما توفرها الصناعات الأخري. اصطحبني المهندس أدهم نديم في جولة داخل هذا المعرض الذي زاره قرابة 07 ألف زائر علي مدي 6 أيام خلالها كان مدير مركز تحديث الصناعة يتجول بين الأجنحة ويلتقي بأصحابها يتابع أوضاعهم ويراقب صفقاتهم سواء للزوار من المصريين أو لقرابة 002 مستورد جاءوا إلي القاهرة خصيصاً للتعرف علي الصناعات الحرفية التي ينتجها 006 من أصحاب 401 حرف تراثية في قري ومدن ونجوع مصر بداية من سيناء والعريش وكفر الشيخ مروراً بالواحات والفيوم والمنوفية ودمياط حتي قري الصعيد الجواني. وأهم ما يشير إليه أدهم نديم هنا هو انخفاض تكلفة فرصة العمل التي توفرها تلك الصناعات بعكس ما يحدث في الصناعات الأخري وهو الأمر الذي كانت مصر حريصة علي تفعيله من خلال التعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدولية المتخصصة في هذا الشأن. ومن هذا المنطلق كان هذا المعرض الذي شاركت فيه بخلاف مصر 02 دولة يمثلها 004 منتج من مختلف النوعيات، وقبله كان منتدي القاهرة الذي شارك فيه عدد كبير من كبار المسئولين يتقدمهم المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة وهيرفي نوفيللي وزير الدولة للتجارة والحرف اليدوية والسياحة الفرنسي وماركو فرانكو سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، وبالطبع عدد كبير من رؤساء منظمات الأعمال والمستثمرين. هؤلاء كانت لديهم قناعة كبيرة بأهمية دعم تلك الصناعات.. ومن هذا المنطلق بدأت مصر تتخذ من الخطوات التي تكفل توفير المناخ المناسب لنمو وزيادة حجم المنتجات اليدوية والحرفية التي تتمتع بصفة الاستدامة وانخفاض تكلفتها وزيادة عدد فرص العمل التي توفرها. وهنا يشير المهندس أدهم نديم إلي أنه تم استقدام عدد من المصممين العالميين من كبري بيوت الأزياء المشهورة في أوروبا وأمريكا وآسيا بهدف تطوير المنتجات المصرية. وقد بدأت مهمتهم بجولة في مختلف المناطق الأثرية بمصر مثل خان الخليلي والأهرامات والمتاحف لدرجة أنه تم توفير زيارات لهؤلاء المصممين لمولد سيدنا الحسين وذلك بهدف التعرف علي تاريخ وثقافة المصريين وإضافتها علي المنتجات التي يتم تصميمها. وأضاف نديم قائلاً إنه تم عرض 005 صورة لملامح الحياة بمصر علي هؤلاء المصممين الذين ذهبوا بعد ذلك إلي الورش والتقوا بأصحابها وصبيانها وبدأوا المهمة التي أثمرت عن نتائج باهرة وهو الأمر الذي تقرر معه تكرار هذا المعرض سنوياً بجانب إقامته في عدد من دول العالم وفي مقدمتها الولايات المحدة الأمريكية واليابان وإيطاليا وفرنسا بجانب عدد من الدول العربية مثل سلطنة عمان في سبتمبر القادم ومن بعدها الأردن والبحرين وغيرها. وسؤال أخير: كيف يتم دعم هؤلاء المصريين؟ قال أدهم نديم: إن مركز تحديث الصناعة يقدم دعماً يتمثل في تكلفة المشاركة في المعارض المحلية والدولية وكذا التسويق وغيرها من الأمور التي تكفل زيادة الطلب علي هذه المنتجات التراثية.. وأهم من هذا هو حماية تلك الصناعات من الانقراض.