كارثة، فضيحة، إنهيار،تدمير،.. كل هذه مترادفات يمكن أن تصف بها مأساة الكرة الأسبانية في المونديال البرازيلي.. خر الثور الإسباني صريعاً من الجولة الأولى وخرج الإسبان غيرمأسوف عليهم من مونديال البرازيل، بعد هزيمتهم في مباراتهم الثانية أمام تشيلي صفر/ 2 .. فقدوا اللقب وخسروا الإحترام و إفتقدوا التعاطف.. ماذا حدث وكيف ولماذا.. ؟ أسئلة كثيرة ثارت وستتضاعف وستبقى مفتوحة أمام الخبراء والإسبان أنفسهم والجماهيرحتى إشعار آخر! ولعل العالم الكروي قد إحتار لما رأه في مباراة اسبانيا مع تشيلي ، فالفريق المدافع عن اللقب لم يظهر أي ردة فعل لهزيمته " الفضيحة" أمام هولندا ولا هزيمته " الكارثة" أمام تشيلي، وكان النجوم أشباحاً متثاقلة، شديدي البطء، عاجزون مفتقدون أبسط قواعد كرة القدم في التمريروالتحرك والإنتشار، وظهر الفريق منهاراً نفسيا ومعنوياً وغابت عنه الروح القتالية، وكل ذلك يظهر مدى فشل ويأس المدرب ديل بوسكي الذي إنتقل إلى لاعبيه قبل المباراة نفسيا ومعنوياً ، بالإضافة لفشله الفني والخططي والتكتيكي سواء في إختيار الفريق أوطريقة اللعب والخطط البديلة أو إدارة المباراة والدفع بالبدلاء . ديل بوسكي أخطأ وجامل في الإعتماد على كاسياس فاقد الثقة وكوستا فاقد التركيز،ونجوم برشلونة المصابين بالإرهاق والإحباط والتخبط الفني، ربما كان على المدرب الكبير أن يلجأ لخيارات أخرى وخاصة من المقاتلين والباحثين عن حوافزمثل: الحارسين رينا أو دي خيا والظهيرخوان فران والمهاجم صانع اللعب خوان ماتا ومنح فرص كافية لتوريس وكازرولا وكوكي وفابريجاس، ديل بوسكي فشل في خيار "التيكي تاكا" المرتعشة فاقدة المرونة والبدائل أمام هولندا ثم الغياب الخططي أمام تشيلي .. ولعله وفريقه قد دفعوا الثمن الفادح لهذا الفشل الكبير.. وربما هي المرة الأخيرة التي نرى فيها هذا المدرب الكبير الذي غدرت به الكرة وغدر به لاعبوه! عموماً .. لم يكن المنتخب الإسباني هو الفاشل الوحيد في الدفاع عن لقبه، بل أن ظاهرة الإحتفاظ باللقب أمر نادر في تاريخ المونديال، ولم تحدث إلا مرتين عام 1938، حينما دافع الايطاليون بنجاح عن لقبهم الأول عام 1934، ونفس الشيء بالنسبة للبرازيليين عام 1962 حينما إحتفظوا بلقبهم الأول الذي أحرزوه عام 1958، وفي النسخ ال14 الأخرى التي فشل فيها حاملو اللقب في الدفاع عن ألقابهم ، تفاوت عطاؤهم ، فمنهم من واصل الإستبسال حتى المباراة النهائية ونموذج ذلك منتخب الارجنتين عام 1990، ومنتخب البرازيل عام 1998، ومنهم من خرج من أدوار مختلفة . وهناك أيضا قائمة أبرز الفاشلين من حاملي الألقاب الذين خرجوا مبكراً من الدور الأول وتشمل أربعة منتخبات إنضمت إليهم اسباينا، وهم : ايطاليا عام 1950 والبرازيل عام 1966، وفرنسا عام 2002 وايطاليا عام 2010، وللأسف فإن الإسبان بخروجهم الرسمي من المنافسات بعد المباراة الثانية في الدور الأول سيصبحون أسوأ وأفشل حامل لقب مدافع عن لقبه في التاريخ، لأن رصيدهم كان صفراً بعد مباراته الثانية ودخل مرماه سبعة أهداف مقابل هدف يتيم ، وسيتأكد ذلك وبرقم قياسي يتم تسجيله في موسوعة جينيس إذا لم يهزموا استراليا في مباراتهم الثالثة، رغم أنها مباراة تحصيل حاصل للفريقين. *نقلاً عن جريدة الاتحاد الاماراتية