نتواصل فى استعراض بطولات كأس العالم.. بعد أن وصلنا لنسخة 1966 التى توج بها الإنجليز لأول وآخر مرة حتى الآن. مونديال 70.. الأجمل والأمتع والأكثر إثارة: تعد البطولة التاسعة للمونديال التي أقيمت في المكسيك عام 1970 من أجمل البطولات واختيرت مباراة ايطاليا وألمانيا الغربية 4-3 في نصف النهائي الاجمل على الإطلاق في احد الاستفتاءات. وقد شارك في النهائيات 16 منتخبا، 10 من أوروبا و3 من أميركا الجنوبية و2 من أمريكا الشمالية وواحد من أفريقيا. وتأهل المغرب للمرة الأولى إلى النهائيات بعدما تخطى تونس بالقرعة بعد ثلاث مباريات، فتعادلا 0- 0 مرتين في تونس العاصمة والدار البيضاء، واقيمت الحاسمة في مرسيليا في 13 يونيو 1969 وانتهت أيضا بالتعادل 2-2، فسحبت القرعة وابتسمت للمغرب. وجاء المغرب في المجموعة الرابعة إلى جانب ألمانيا الغربية القوية وبلغاريا وتشيلي، واحرج الالمان عندما تقدم بهدف لحومان قبل ان يخسر بهدفين، كما خسر أمام تشيلي وتعادل مع بلغاريا وخرج من الدور الأول. وتمكنت البرازيل من إحراز اللقب للمرة الثالثة والاحتفاظ بالكأس إلى الأبد، وقد لقن بيليه ورفاقه المنتخب الايطالي درسا في المباراة النهائية التي انتهت بفوزهم 4-1، وكان كل هدف برازيلي في منتهى الروعة خصوصا الأخير عندما مرر بيليه كرة امامية من دون ان يرى كارلوس البرتو المتقدم قبل أن يطلقها الاخير بقوة لتستقر في الشباك. وقد تخطى المنتخب البرازيلي في طريقه الى النهائي انكلترا في ربع النهائي في مباراة شهيرة انتهت بفوزها بهدف سجله المهاجم جيرزينيو، كما تميزت المباراة بتصدي حارس انكلترا غوردان بانكس لكرة شهيرة لبيليه تعتبر حتى اليوم أعظم ما قام به حارس مرمى في تاريخ كؤوس العالم. وبات جيرزينيو اللاعب الوحيد في تاريخ كئوس العالم الذي يسجل هدفا على الأقل في كل مباراة خاضها في بطولة واحدة. وسجل في البطولة 95 هدفا منها أربعة من ركلات جزاء ولم يطرد إي لاعب. توج الألماني جيرد مولر هدافا برصيد 10 اهداف. نجوم البطولة: - جوردون بانكس (انجلترا): اعتبر أفضل حارس مرمى في العالم بعدما نجح وبطريقة مذهلة في صد تسديدة رأسية لبيليه في مباراة انكلترا والبرازيل في وقت اعتقد الجميع ان الكرة دخلت المرمى. - كارلوس البرتو (البرازيل): ظهير ايمن وقائد المنتخب البطل وصاحب الهدف الرابع في المباراة النهائية بعد تسديدة صاروخية. - خافيير فينتور افيليو جيرزينيو (البرازيل): هداف المنتخب، سجل في كل مباراة خاضها المنتخب في البطولة وهو انجاز لم يكرره احد حتى اليوم. - جيرد مولر (المانيا الغربية): هداف البطولة بعشرة اهداف في 6 مباريات. - بوبي مور (انجلترا): المدافع الاكثر مدافع صلابة الذي واجهه بيليه. - بيليه (البرازيل): احرز كأس العالم للمرة الثالثة وهو ما لم يحققه احد حتى الان. وأقيمت المباراة النهائية في 21 (يونيو) وفازت البرازيل على ايطاليا 4-1 في مكسيكو امام 115 الف متفرج، وسجل بيليه (17) وجيرسون (65) وجيرزينيو (70) وكارلوس البرتو (86) اهداف البرازيل وبونينسينيا (37) هدف ايطاليا. ألمانيا والاستضافة الأولى للمونديال: واستضافت المانيا الغربية الكأس العاشرة من 13 (يونيو) إلى 7 (يوليو) بمشاركة 16 منتخبا، 9 من اوروبا و4 من أمريكاالجنوبية وواحد من امريكا الشمالية وواحد من أفريقيا وواحد من اوقيانيا. ولان البرازيل احتفظت بكأس جول ريميه إلى الأبد كان لا بد من استحداث كأس جديدة، فنال الايطالي سيلفيو كازانيغا شرف تصميمها وقد بلغ وزنها 5 كيلوغرامات من الذهب الخالص وقدرت ب 20 الف دولار. وأولت ألمانيا المسألة الأمنية اهتماما خاصا خصوصا بعد حوادث اولمبياد ميونيخ (جنوب ألمانيا) قبل عامين، وزاد الاهتمام لان ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية وقعتا في مجموعة واحدة. وقبيل انطلاق المونديال انتخب البرازيلي جواو هافيلانج رئيسا للفيفا على حساب الرئيس السابق الانجليزي ستانلي راوس، وبات بالتالي أول رئيس من خارج القارة الأوروبية يتولى هذا المنصب. وارتأى الاتحاد الدولي تغيير نظام البطولة فاوجد نظام المجموعات (اثنتان) في الدور الثاني بمعدل أربعة منتخبات في كل مجموعة تلعب بطريقة الدوري أيضا ويصعد صاحب المركز الأول إلى النهائي ويلعب الثاني على المركز الثالث والرابع. ورممت ألمانيا ملاعبها وأنفقت 233 مليون مارك لهذا الغرض وكان ملعب ميونيخ الألماني درة الملاعب بتصميمه الحديث. وفشل المنتخب البرازيلي "العجوز" في فرض سيطرته لكنه بلغ الدور الثاني بصعوبة، في حين برز الهولندي بقيادة كرويف ونيسكينز وهان وكرول كأحد ابرز المرشحين لإحراز اللقب. وكانت المباراة بين الألمانيتين مشهودة وستبقى تاريخية كونها الأولى والأخيرة التي جمعتهما. وزاد من شهرتها انها انتهت بفوز الشرقيين بهدف سجله يورغن سبارفاسر في أواخر المباراة أمام ألفين من انصارها تمكنوا من اجتياز جدار برلين. وفي الدور الثاني، تفوق المنتخبان الألماني والهولندي كل في مجموعته وبلغا المباراة النهائية فكانت المواجهة بين القيصر الألماني فرانتس بكنباور والهولندي الطائر يوهان كرويف. وافتتح الهولندي رنسينبرينك التسجيل لهولندا في الدقيقة الأولى من ركلة جزاء احتسبها الحكم الانجليزي جاك تايلور اثر مخاشنة بيرتي فوجتس لكرويف وذلك قبل ان يلمس أي لاعب ألماني الكرة. ورد بول برايتنر لألمانيا من ركلة مماثلة (21)، قبل أن يسجل المدفعجي غيرد مولر هدف الفوز قبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين. سجل في البطولة 97 هدفا منها 7 من ركلات الجزاء وطرد خمسة لاعبين. توج البولندي غريغور لاتو هدافا برصيد 7 أهداف. نجوم البطولة: - فرانتس بكنباور (المانيا الغربية): وصل الى قمة مستواه في هذه البطولة وقاد بلاده للفوز. - يوهان كرويف (هولندا): الهولندي الطائر كان مشرقا في كل المباريات عدا المباراة النهائية. - غريغور لاتو (بولندا): يعمل كصانع اقفال، استدعي للمنتخب بعد إصابة المهاجم لوبانسكي، وفي النهاية توج هدافا برصيد 7 أهداف. - سيب ماير (ألمانيا الغربية): الحارس الألماني الملقب ب "الهر" نجح في صد الهجمات الهولندية طوال المباراة النهائية. - غيرد مولر (ألمانيا الغربية): سجل هدف الفوز في المباراة النهائية وكان الهدف ال 68 الأخير له مع منتخب بلاده في 63 مباراة دولية. - روبرتو ريفيلينو (البرازيل): كان نجم المنتخب وسجل ثلاثة اهداف. - ايمانويل سانون (هايتي): سجل هدفا في مرمى إيطاليا فوضع حدا للرقم القياسي في نظافة الشباك الذي يحمله الحارس الإيطالي دينو زوف وتوقف الرقم عند 1143 دقيقة. - يان توماتشيفسكي (بولندا): حارس المرمى الذي صد ركلة جزاء في المباراة ضد السويد في ربع النهائي، واخرى في المباراة ضد ألمانيا الغربية في نصف النهائي. وأقيمت المباراة النهائية في 7 (يوليو) وفازت المانيا الغربية على هولندا 2-1 في ميونيخ امام 75200 متفرج. سجل برايتنر (25 من ركلة جزاء) ومولر (43) هدفي ألمانيا الغربية ونيسكينز (في الدقيقة الاولى من ركلة جزاء) هدف هولندا. مونديال الأرجنتين.. مارادونا احتياطيًا: أقيمت النهائيات من 1 إلى 25 حزيران (يوينو) بمشاركة 16 منتبخا، 10 من أوروبا و3 من اميركا الجنوبية وواحد من اميركا الشمالية وواحد من أفريقيا وواحد من آسيا. وقد شهدت البلاد قبل سنتين على انطلاق البطولة مجىء النظام العسكري بقيادة الجنرال فيديلا بعد انقلاب قضى على حكم الرئيسة ايزابيلا بيرون وسط أعمال شغب ذهب ضحيتها 5 آلاف شخص. وإزاء هذا الوضع هددت بعض الدول خصوصا الأوروبية وعلى رأسها المنتخب الهولندي بعدم المشاركة إذا أصر الاتحاد الدولي على موقفه بإقامتها في الأرجنتين، وبذل الاتحاد الدولي جهودا كبيرا وأجرى مفاوضات صعبة وشاقة مع النظام العسكري الجديد الذي تعهد بان لا تعكر أي حادثة أمنية صفو النهائيات. وبلغت تونس النهائيات للمرة الاولى بتخطيها مصر ونيجيريا في التصفيات الحاسمة، وقد تغلبت على مصر ذهابا 4-1 وخسرت ايابا 3-2، ونالت شرف ان تكون أول دولة عربية تحقق فوزا في النهائيات وكان على المكسيك 3-1 وسجل أهدافها الكعبي وقميد والذويب، وخسرت مباراتها الثانية ضد بولندا قبل ان تنتزع تعادلا سلبيا من ألمانيا الغربية. وتغلبت الأرجنتين في مباراتها الأولى على المجر لكنها لم تقنع قبل ان يتحسن مستواها تدريجيا على الرغم من خسارتها أمام إيطاليا 0-1. وفي الدور الثاني، تعادلت الأرجنتين مع البرازيل وفازت على بولندا والبيرو وتأهلت الى النهائي بفارق الأهداف عن البرازيل وذلك بفضل فوزها الكبير على البيرو 6-1. وفي المجموعة الثانية، صعدت هولندا الى النهائي للمرة الثانية على التوالي بعد تخطيها ايطاليا والنمسا وألمانيا الغربية، وشاءت الصدف ان تخوض المباراة النهائية للمرة الثانية مع الدولة المضيفة، وافتتحت الأرجنتين التسجيل وسط حماس منقطع النظير، قبل أن تدرك هولندا التعادل. وفي الوقت الإضافي أضافت الأرجنتين هدفين لتحرز اللقب للمرة الأولى في تاريخها علما بأنها خسرت في نهائي البطولة الأولى أمام الأوروغواي العام 1930. سجل في البطولة مائة وهدفين واحتسبت 14 ركلة جزاء سجل منها 12 وطرد ثلاثة لاعبين، وتوج الأرجنتيني ماريو كامبس هدافا للبطولة برصيد 6 اهداف. نجوم البطولة: - آري هان (هولندا): سجل هدفين رائعين، الاول من 30 مترا في مرمى الحارس الألماني سيب ماير والثاني من 40 مترا في مرمى حارس ايطاليا دينو زوف، وهو الهدف الذي أوصل بلاده إلى المباراة النهائية. - روني هلشتورم (السويد): اختاره الصحايون في البطولة افضل حارس مرمى في العالم بشبه اجماع. - ماريو كمبس (الأرجنتين): نجم البطولة وهدافها برصيد 6 اهداف في 7 مباريات. - هانز كرانكل (النمسا): صاحب الحذاء الذهبي في اوروبا عام 1978، سجل هدفين اقصيا حاملة اللقب المانية الغربية في الدور الثاني ولكن هذا الفوز على المانيا (3-2) لم يكن كافيا للتأهل الى المباراة النهائية. - سيب ماير (ألمانيا الغربية): حتى إصابة هان في مرماه لم يكن ماير قد تلقى اي هدف في مبارياته الخمس الأخيرة أي انه حافظ على نظافة شباكه لمدة 475 دقيقة، وكان رقما قياسيا في نهائيات كأس العالم. - دانيال باساريللا (الأرجنتين): ليبيرو ومحرك المنتخب وقائده في البطولة. - روبي رنيسنبرينك (هولندا): في المباراة النهائية وقبل النهاية بدقيقتين والنتيجة 1-1 سدد رنيسنبرينك نحو المرمى الأرجنتيني وتجاوزت تسديدته الحارس فيلول لكن القائم قام بالواجب وأنقذ الأرجنتين من الخسارة. نال الشهرة بعد تسجيله هدف في مرمى اسكتلندا في الدور الاول وهو الهدف رقم 1000 في نهائيات كأس العالم. وأقيمت المباراة النهائية في 25 (يونيو) وفازت الارجنتين على هولندا 3-1 بعد تمديد الوقت في بوينس ايرس امام 77260 متفرج. سجل كمبس (38 و105) وبرتوني (114) أهداف الأرجنتين ونانينغا (81) هدف هولندا. مونديال الإسبان.. روسي الماكر يُبهر العالم: أقر الاتحاد الدولي رفع عدد المنتخبات المشاركة في المونديال من 16 الى 24 منتخبا، بناء على توصية من الرئيس السابق الانكليزي ستانلي راوس، وذلك من اجل أن تتمثل القارات الضعيفة بعدد أكبر من المنتخبات. وكان طبيعياً أن يتغير نظام البطولة، وقد وزعت المنتخبات المشاركة على 6 مجموعات بمعدل اربعة منتخبات في المجموعة الواحدة على أن يتأهل أول وثاني المجموعة إلى الدور الثاني، حيث توزع مجدداً على 4 مجموعات من 3 منتخبات. وضمت اسبانيا ملعبين ضخمين، هما نوكامب وسانتياغو برنابيو الخاصين بناديي برشلونة وريال مدريد على التوالي، ويتسع كل منهما لأكثر من 100 ألف متفرج. وشارك في النهائيات 24 منتخبا للمرة الأولى: 14 من أوروبا و4 من أميركا الجنوبية و2 من أميركا الشمالية و2 من إفريقيا وواحد من اسيا وواحد من اوقيانيا. وكانت الكويت اول سفيرة للكرة الخليجية في المونديال وأوقعتها القرعة في مجموعة صعبة نسبيا مع انكلترا وفرنسا وتشيكوسلوفاكيا. كما بلغت الجزائر النهائيات للمرة الاولى ايضا وجاءت في مجموعة المانيا الغربية وتشيليوالنمسا. وفجرت الجزائر مفاجأة من العيار الثقيل وألحقت بالمانيا الغربية خسارة تردد صداها في انحاء العالم اجمع بهدفين سجلهما رابح ماجر والأخضر بلومي مقابل هدف لكارل هاينتس رومينيغه، لكنها لم تتأهل الى الدور الثاني بعد مؤامرة المانية- نمساوية ضدها، أما افضل نتيجة حققتها الكويت فكان تعادلها مع تشيكوسلوفاكيا 1-1. ورشح النقاد المنتخب البرازيلي لإحراز كأس العالم، وهو الذي ضم خط وسطه كلا من زيكو وسقراطس وفالكاو وجونيور، لكن ايطاليا ونجمها باولو روسي كان لهما رأي آخر، وقد سجل روسي اهداف منتخب بلاده الثلاثة في مرمى البرازيل (3-2) ليقصي المنتخب الأخضر والأصفر في ربع النهائي، ثم تخطت بولندا في نصف النهائي. وهزمت ايطاليا المانيا الغربية في مباراة سيطر عليها المنتخب الأزرق فأضاع له كابريني ركلة جزاء في مطلع المباراة، لكنه خرج فائزا 3-1. نجوم البطولة: - الأخضر بلومي (الجزائر): صاحب هدف الفوز التاريخي للجزائر على ألمانيا (2-1)، وهو احد ابرز المفاجآت في تاريخ كأس العالم. - براين روبسون (انكلترا): صاحب اسرع هدف في تاريخ نهائيات كأس العالم سجله في الثانية 27 من المباراة ضد فرنسا. - باولو روسي (ايطاليا): بطل العالم وهداف البطولة برصيد 6 اهداف، اوقف عام 1980 لمدة عامين بسبب تورطه في فضيحة المراهنات في الدوري الايطالي، وعاد في ابريل 1982 الى الملاعب واستدعاه بيرزت للمنتخب. وأقيمت المباراة النهائية في 1 يوليو، وفازت ايطاليا على المانيا الغربية 3-1 في مدريد أمام 90 الف متفرج، سجل روسي (57) وتارديللي (69) والتوبيللي (81) اهداف ايطاليا، وبرايتنر (83) هدف المانيا.