· هناك فى حياتنا ثوابت وموروثات مصرية تتعلق بالأحداث الموسمية.. يعنى بمجرد الإعلان عن أن غدا هو بداية شهر رمضان على طول نسمع أغنية "رمضان جانا".. ولما يقولوا إن بكرة هو أول أيام العيد نسمع مباشرة "الليلة عيد".. وبمجرد أن يتم إعلان قرعة تصفيات سيخوضها منتخبنا الوطنى بسرعة وفى الحال نسمع الأنشودة الخالدة "ووقعت فى المجموعة الحديدية.. مادريتش بنفسى وبكت عينية.. لا تلومونى ولا تعتبوا علىّ.. أعمل إيه والصعود مش بإيديه".. طبعا جرت قرعة تصفيات كأس الأمم الأفريقية التى ستقام نهائياتها فى المغرب 2015.. وأعلنت المجموعات السبع.. جاء منتخبنا فى المجموعة السابعة مع تونس والسنغال ومنتخب من بين منتخبات بوروندى وبوتسوانا وأفريقيا الوسطى وغينيا بيساو.. إيه المشكلة؟. ............................. · كنت أتابع مباريات يوم الأحد فى الدورى من خلال شبكة الشباب والرياضة التى تبذل مجهودا وتجعلنا نتابع المباريات وكأننا نراها، وتصادف أن الميكروفون كان فى جولة واستقر فى استاد الجيش الثالث بعجرود حيث كانت مباراة المصرى والقناة وعندها سجل المصرى أول الأهداف، وهنا سمعت ومن خلال الميكروفون هتافات وتصفيقا.. يا ترى ده برضه صوت الإعلاميين وأعضاء مجلس الإدارة؟! ............................. · إنها كرة القدم وسحرها وجنونها وتقلباتها ومفاجآتها.. مفاجآت قد تكون سارة لفريق وتعيسة لآخر، وجنون يحبه أنصار فريق ويكرهه أنصار الآخر.. فى الدقيقة الأخيرة وعندما همّ الحكم بالاستعداد لإطلاق صافرته يأتى الغلبان صاحب الحق المهضوم أحمد رءوف ليسجل هدفا للأهلى فى مرمى الدفاع الحسنى الجديدى الذى كان متقدما بهدفين نظيفين كانا كفيلين بتأهله لدور المجموعات، وجاء الهدف ليعلن وفى ثانية أن الأهلى هو من سيستمر فى البطولة ويصعد إلى دور المجموعات وأن الفريق المغربى هو من عليه أن يحزم حقائبه ويغادر البطولة فورا!.. هذا هو سحر الكرة ومفاجآتها وجنونها.. وبالنسبة لنا وفى هذه الحالة فما أجمله سحرا وما أسعدها مفاجأة وما أجمله جنونا لذيذا. ............................. · وتتوالى المفاجآت وتتواصل عروض الساحرة.. الإسماعيلى على ملعبه والذى ينافس على المربع الذهبى يلقى الهزيمة بالثلاثة من طلائع الجيش الباحث عن فرصة البقاء، وبتروجت المتصدر يلقى الهزيمة بالثلاثة من اتحاد الشرطة الطامع فى المنافسة، إنها نفس النتيجة 3/2.. والزمالك الذى انهزم بالأربعة يعود ويفوز بالأربعة على القناة، ظهر الزمالك بشكل مختلف، شكل أفضل، إصرار على الفوز وضغط على المنافس، ولولا بعض الفردية واللعب المظهرى لسجل الزمالك رقما قياسيا من الأهداف خاصة فى ظل المستوى المتواضع للقناة عبى غير ما هو متوقع وحالة الخوف التى ظهرت على اللاعبين والمدرب من بداية المباراة. هذه النتائج جعلت لعبة الكراسى الموسيقية فى المجموعة الثانية مستمرة.. والطريف أن اللقاءات المتبقية ستجمع المتنافسين فى لقاءات حاسمة، بتروجت سيلعب مع المصرى والإسماعيلى.. اتحاد الشرطة سيلعب مع القناة وتليفونات بنى سويف ويختتم بالزمالك!.. الزمالك سيلعب مع الإسماعيلى ثم التليفونات ثم الشرطة ويختتم بوادى دجلة. ............................. · أثناء اجتماع لجنة حكام القاهرة فوجئ الحكم الشندويلى بسرقة تليفونه المحمول.. توقف الاجتماع وحدث الهرج والمرج.. يا عيب الشوم يا حكام!! ............................. · فى أوروبا والدول المتقدمة يقولون إن الفريق الذى يعرف كيف يدافع عن مرماه بشكل جيد يعرف كيف يصل لمرمى المنافس بشكل إيجابى ويسجل.. طبعا لدينا مثل واضح هو مورينيو ومع كل الفرق التى تولى تدريبها وكيف خاصة فى المباريات المهمة يلجأ للأسلوب الدفاعى المنظم والممنهج وليس العشوائى وبطريقة والله زمان يا سلاحى!.. ولو راجعنا شريط مباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ فى ذهاب الدور قبل النهائى لدورى أبطال أوروبا سنلاحظ كيف لعب أنشيلوتى المدير الفنى لريال مدريد بتكتيك دفاعى أزعج بايرن ميونيخ ومدربه جوارديولا وجعلهم يعانون فى الوصول للمرمى وضلوا الطريق إليه وفى الوقت نفسه وصل ريال مدريد وخاصة فى الشوط الأول أربع مرات بانفراد تام سجل من واحدة وضاعت ثلاث فرص مؤكدة!.. أنشيلوتى لعب بطريقة 4-1-4-1.. لعب تشافى ألونسو أمام رباعى خط الظهر وأمامه الثنائى إيسكو ومودريتش ثم الثنائى دى ماريا ورونالدو على الجانبين وفى الأمام بنزيمة، عند فقد الكرة نجد بنزيمة عند دائرة السنتر ومن خلفه بقية اللاعبين فى توزيع محكم وغلق للمساحات، وعند الاستحواذ تبدأ الهجمات المرتدة السريعة وبنقلات محدودة وأمامية، ونجحوا بالدفاع المنظم الجيد فى إغلاق الطريق لمرماهم وفى نفس الوقت فتحوا الطريق لمرمى البايرن.. ولو انتقلنا لفريق مثل برشلونة والموقف الذى أصبح عليه والمعاناة التى يمر بها فى مبارياته سنجد أن مشكلته تكمن فى دفاعه أو أسلوب دفاعه، ماذا يفيد أن لديك ميسى وبيدرو وسانشيز وإنييستا ونيمار فى الوقت الذى تعانى فيه دفاعيا بغياب الحارس الأساسى فيكتور فالديز وغياب الظهير الأيسر جوردى ألبا وقلب الدفاع بيكيه ولاعب الوسط المدافع بوسكيتس، وفى ظل هذه الغيابات بغيب عن المدرب "بطاطا" البحث عن الأسلوب الأمثل لتأمين دفاعاته أولا قبل البحث عن التسجيل، لأنك قد تسجل هدفا ولكن سيدخل مرماك هدفان! يا ترى.. مَن مِن مدربينا وخاصة فى الفرق الكبيرة يفكر بأسلوب أنشيلوتى ومورينيو؟ ومِن لاعبينا يستوعب هذه الأفكار ويلتزم بها طوال المباراة؟