يرصد الأهلي المصري بطل القارة السمراء المركز الخامس والثار من مونتيري المكسيكي عندما يلاقيه غدا الاربعاء في مراكش في مباراة تحديد المركز الخامس في مونديال الاندية لكرة القدم. ويسعى الاهلي الى ضرب عصفورين بحجر واحد لمحو خيبة امله في الدور ربع النهائي عندما خسر امام غوانغجو الصيني بطل اسيا صفر-2، بعدما كان يمني النفس بتكرار انجازه عام 2006 على الاقل عندما بلغ دور الاربعة وانهى البطولة في المركز الثالث. ويطمح الاهلي الى رد الاعتبار لنفسه امام مونتيري الذي حرمه العام الماضي من المركز الثالث بالفوز عليه بهدفين نظيفين، وفك نحس المركز الخامس الذي فشل في تحقيقه مرتين. وخرج الفريقان من ربع النهائي معا هذا العام: الاهلي امام جوانغجو، ومونتيري بطل الكونكاكاف على يد الرجاء البيضاوي المغربي 1-2 بعد التمديد. ويدخل الاهلي المباراة في غياب نجمه محمد ابو تريكة بسبب الاصابة التي تعرض لها في المباراة الاولى امام غوانغجو، وهو ما سيصعب مهمة فريقه بالنظر الى الدور الكبير الذي يلعبه "الساحر" في وسط الملعب وهو ما بدا واضحا امام الفريق الصيني في ربع النهائي عندما فرض الفريق القاهري افضليته في الشوط الاول قبل ان يتراجع مستواه في الثاني بسبب اضطرار ابو تريكة الى ترك مكانه للموريتاني دومينيك دا سيلفا. وابو تريكة، الذي ستكون البطولة العالمية الاخيرة في مسيرته الاحترافية حيث اعلن في وقت سابق اعتزاله اللعلب نهائيا، هو افضل هداف في تاريخ البطولة القارية مشاركة مع نجم برشلونة الاسباني الدولي الارجنتيني ليونيل ميسي صاحب اربعة اهداف عامي 2009 و2011 والبرازيلي دنيلسون الذي سجل اربعة اهداف لبوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي عام 2009. كما ان الاهلي الذي احرز اللقب القاري في العامين الاخيرين من رحم المعاناة بسبب غياب مسابقة رسمية بالنظر الى الظروف السياسية التي تمر بها البلاد، يعاني ايضا من ابتعاد اغلب لاعبيه الاساسيين عن مستواهم البدني والفني بسبب الاصابة التي ابعدتهم فترة طويلة عن الملاعب حيث عاد اغلبهم للتو من الاصابة في مقدمتهم عماد متعب ووليد سليمان وعبدالله السعيد. ويشارك الاهلي في البطولة للمرة الخامسة وهو رقم قياسي يتقاسمه مع اوكلاند سيتي النيوزيلندي، وقد حل سادسا عامي 2005 و2008، ووصل الى دور الاربعة في 2006 قبل ان يخسر امام انترناسيونال البرازيلي (1-2) ويحرز المركز الثالث على حساب كلوب اميركا المكسيكي (2-1)، والامر ذاته العام الماضي قبل ان يخسر امام مونتيري ويحل رابعا. يذكر ان الاهلي، حامل الرقم القياسي بعدد الالقاب في دوري ابطال افريقيا (8)، هو النادي الاكثر خوضا للمباريات في البطولة العالمية برصيد 11 مباراة. وقال مدرب الاهلي محمد يوسف: "المباراة لن تكون سهلة كما يتصور البعض، ينبغي أن يكون هناك فائز واحد، والصعوبة تكمن في كون اللقاء يأتي بعد الهزيمة المخيبة أمام غوانغجو في ربع النهائي". وأضاف "هذه المباراة ليست تأدية واجب بل هي مهمة جدا بالنسبة لنا، نريد أن نكسر النحس الذي لازمنا عندما خضنا هذه المباراة مرتين من قبل وخسرناهما، نريد أن نثبت للجميع أننا فريق قوي وأننا نستحق الفوز". من جهته، قال مهاجم الاهلي عماد متعب: "علينا ان نجد دافعا في مباراتنا المقبلة، وهذا الدور منوط بي كقائد للفريق. الامور صعبة علينا (نفسيا) لاننا اردنا الذهاب بعيدا في البطولة". اما رامي ربيعة فقال: "علينا ان نبقى موحدين لان مواجهة قوية مثل تلك امام غوانجو تحدد نتيجتها تفاصيل صغيرة. نثق ببعضنا وعلينا ان نحرز المركز الخامس ونفرح به جماهيرنا التي تحملت عناء السفر لتشجيعنا هنا في المغرب". ولا تختلف طموحات مونتيري عن الاهلي ويسعى بدوره الى المركز الثالث للمرة الثانية على التوالي في 3 مشاركات متتالية. وهي المرة الثانية التي يجد فيها مونتيري نفسه امام مباراة تحديد المركز الخامس بعد الاولى عام 2011 عندما حل خامسا على حساب الترجي التونسي. وسمحت الألقاب القارية الثلاثة المتتالية للفريق المكسيكي (دوري ابطال الكونكاكاف) في كل مرة ان يخوض غمار كأس العالم للأندية لكن هناك نهاية للأوقات السعيدة، ولن تكون السلسلة الرائعة لرايادوس استثناء عام 2014. فبعد ان تبخرت اماله في المنافسة في الدوري المحلي، لن يتمكن مونتيري من الدفاع عن لقبه القاري وبالتالي سيكون فريق آخر ممثلا للقارة في العرس الكروي العالمي العام المقبل. وقال مدرب مونتيري خوسيه كروز: "سنواجه الأهلي بنفس الطريقة التي لعبنا بها ضد الرجاء. الفرق الأفريقية والعربية تلعب دائما بكثير من الحماس والإندفاع. سوف نبذل قصارى جهدنا للتسجيل مبكرا وهزم الأهلي ومن ثم الإنقضاض على المركز الخامس". من جهته، قال لاعب الوسط الارجنتيني خوسيه ماريا باسانتا "لا أحد يتمنى توقف النجاحات ودائما نأمل بالمزيد. للأسف لم تسر الأمور كما كنا نشتهي في الدوري والكأس المحليين. الآن، يتعين علينا نسيان كأس العالم للأندية التي كنا نأمل باستعادة البسمة خلالها بعد العام المخيب الذي عشناه، لكن للأسف خرجنا خاليي الوفاض".